الأمم المتحدة 16 يوليو 2024 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الثلاثاء الدول إلى دعم المساواة في السيادة وتعزيز عالم متعدد الأقطاب بطريقة متساوية ومنظمة.
وقال فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول التعاون متعدد الأطراف لصالح نظام عالمي أكثر إنصافا وديمقراطية واستدامة إنه "أولا، يجب أن نتمسك بالمساواة في السيادة. وينبغي أن يكون كل بلد قادرا على إيجاد مكان له وأداء دوره في النظام متعدد الأقطاب. يجب أن نعمل معا لتعزيز عالم متعدد الأقطاب بطريقة متساوية ومنظمة".
وشدد فو على أهمية المساواة في السيادة والتعاون الدولي، مؤكدا أن بناء "نظام دولي عادل وديمقراطي ومستدام هو مسعي مشترك للبشرية".
وأشاد بتأسيس الأمم المتحدة في عام 1945 كوسيلة "لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب" ودعم روح التعددية.
كما أشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة باعتباره "حجر الزاوية في النظام الدولي الحديث" ويجسد "المثل الأعلى النبيل للعمل من أجل نظام دولي عادل ومنصف".
وفي حديثه عن السياق التاريخي، ذكر فو أن مبادئ التعايش السلمي، التي اقترحها القادة الصينيون قبل 70 عاما، لا تزال توجه العلاقات الدولية. وتشمل هذه المبادئ "الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل المتبادل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، والمساواة والمنافع المتبادلة، والتعايش السلمي".
وفي سياق حديثه عن الأمن، دعا فو إلى "الأمن المشترك القائم على القانون الموضوعي المتمثل في عدم قابلية الأمن للتجزئة"، داعيا إلى حل النزاعات من خلال الحوار والتشاور لبناء هيكل أمني أكثر توازنا وفعالية واستدامة.
وشدد على أهمية تعزيز التنمية المشتركة من خلال تسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030 وضمان "عدم تخلف أي بلد أو أي طرف عن الركب".
وأكد فو على الحاجة إلى دعم الإنصاف والعدالة وحماية سلطة الأمم المتحدة والقانون الدولي وتعزيز حوكمة عالمية تتسم "بالتشاور المكثف والمساهمات المشتركة من أجل تحقيق المنفعة المشتركة"، وتعزيز تمثيل الدول النامية وصوتها.
كما دعا إلى تبني الانفتاح والشمولية، وتعزيز الحوار المتكافئ والتبادلات بين الحضارات المختلفة، وتوسيع التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعوب لتعزيز القيم المشتركة للإنسانية.
وفي معرض حديثه عما يسمى "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي تدعو إليه بعض الدول، تساءل فو عن طبيعة وأصل هذه القواعد.
وأكد أنه "لا يوجد سوى نظام واحد في العالم، وهو النظام الدولي القائم على القانون الدولي"، وأن "هناك مجموعة واحدة فقط من القواعد" هي التي تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة.
وانتقد فو منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) واتهمه بأنه يسعي إلى "توسيع مجال نفوذه"، واختلاق "روايات كاذبة"، وإثارة "المواجهة بين المعسكرات".
وقال "لقد أثبت التاريخ بما يكفي أنه كلما امتدت يد الناتو ظهرت الاضطرابات والفوضى".
وحث فو الناتو وبعض الدول على "التوقف عن إثارة المتاعب وتعريض الأمن المشترك للخطر على حساب الآخرين".
واختتم فو كلمته بالتأكيد على الترابط بين التنمية المشتركة والأمن المشترك باعتبارهما الأساس لنظام دولي سليم.
ودعا إلى إحراز تقدم جوهري في إصلاح الهيكل المالي الدولي وإدارة الذكاء الاصطناعي لمساعدة البلدان النامية على اللحاق بالركب.
وحث المبعوث الصيني المجتمع الدولي على مقاومة الممارسات التي تعطل سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية، لأنها لن تسفر عن " فائزين".
وفي استشرافه للمستقبل، أعرب فو عن أمله تجاه قمة المستقبل المقبلة والذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة، مشددا على الحاجة إلى "ممارسة تعددية حقيقية" وبناء "نظام دولي عادل وديمقراطي ومستدام".