دمشق 15 يوليو 2024 (شينخوا) أغلقت صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية السورية مساء اليوم (الاثنين) أمام الناخبين بعد تمديدها لساعتين إضافيتين بسبب الإقبال على التصويت، وسط آمال بأن يتمكن البرلمان الجديد من تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد.
وأغلقت صناديق الاقتراع في رابع انتخابات برلمانية منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011 في تمام الساعة التاسعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت غرينتش).
-- إغلاق صناديق الاقتراع
وأعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات إغلاق صناديق الاقتراع أمام الناخبين بعد انتهاء فترة التمديد، وبدء عملية فرز الأصوات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد نقلت عن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي جهاد مراد، قوله "إن عملية فرز الأصوات تتم من قبل لجنة الانتخاب بحضور المرشح أو وكيله، وكذلك بحضور وسائل الإعلام الموجودة في المركز، وتعلن النتائج النهائية .. فور الانتهاء من عمليات فرز الأصوات".
وكانت اللجنة قد مددت فترة الاقتراع لمدة ساعتين بكافة المراكز الانتخابية بسبب "ازدياد نسبة مشاركة المواطنين" في الانتخابات ولـ"إتاحة الفرصة للناخبين الذين لم تسمح ظروفهم بالاقتراع ضمن المدة المحددة"، وفق بيان.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن المراكز الانتخابية في عموم المحافظات السورية شهدت إقبالا على صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي مجلس الشعب السوري.
وشاهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال جولة على عدد من المراكز الانتخابية في العاصمة دمشق، حركة لابأس بها خلال ساعات الصباح الأولى من بدء الانتخابات، وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سير العملية الانتخابية.
كما شاهدوا بأحد المراكز وسط دمشق مواطنين، وهم يدخلون إلى غرف معزولة بالستائر لممارسة حقهم الانتخابي في اختيار ممثليهم، ووضع أوراق الاقتراع في صناديق بلاستيكية شفافة، بوجود لجان إشراف على الصناديق.
وقالت سناء الرشيد، وهي رئيسة أحد المراكز الانتخابية في دمشق لـ((شينخوا)) إن "اللجان المشرفة استلمت الصناديق وقامت بختمها بالشمع الأحمر، بحضور وكلاء المرشحين".
وأكدت الرشيد على إقبال الناخبين على الاقتراع، قائلة "إن الناخبين يقبلون على الصناديق بشكل كثيف منذ ساعات الصباح الباكر"، مشددة على "أنه لم يحدث أي خرق لسير العملية الانتخابية".
ورغم الهدوء الذي ساد الانتخابات، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقاطع فيديو لإغلاق بعض المراكز الانتخابية في محافظة السويداء وريفها ذات الأغلبية الدرزية، احتجاجا على إجراء الانتخابات.
ونقلت إذاعة (شام إف إم) المقربة من الحكومة السورية عن محافظ السويداء أكرم علي محمد قوله إن "هناك بعض الإشكالات والخروقات الفردية سُجلت في مناطق من الريف تمت معالجتها بالتنسيق مع اللجنة القضائية الفرعية".
وأشار المحافظ إلى إصابة شخص في إشكال وقع بالقرب من مبنى قيادة الشرطة وجرت معالجته.
وكانت صناديق الاقتراع قد فتحت صباح اليوم أمام الناخبين في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش) للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وتستمر الانتخابات لمدة يوم واحد فقط، وتجرى في 8151 مركزا للاقتراع بجميع المحافظات.
ويتنافس في هذه الانتخابات 1516 مرشحا على 250 مقعدا في مجلس الشعب.
وتجري عملية الانتخاب بإشراف كامل من اللجنة القضائية العليا للانتخابات في البلاد، بدءا من الترشيح وحتى إعلان النتائج.
وأدلى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بصوته في الانتخابات بأحد مراكز الاقتراع في دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
كما أدلى رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس بصوته في الانتخابات بمبنى رئاسة الوزراء.
-- مرحلة جديدة
وتجرى هذه الانتخابات في ظل سيطرة الحكومة السورية على معظم أراضي البلاد منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011، وبعد عام من استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية ووسط مؤشرات على انفتاح دبلوماسي إقليمي تجاه دمشق.
وقال الأسد في تصريحات خلال الإدلاء بصوته نشرتها وكالة الأنباء السورية "اليوم نحن في مرحلة انتقالية، مرحلة انتقالية ترتبط برؤى حول دور الدولة ومؤسسات الدولة بشكل عام والسياسات بشكل عام والتوجهات، ومن واجب مجلس الشعب أن يكون جزءاً من هذه المرحلة".
فيما قال رئيس الوزراء السوري في تصريح للصحفيين بعد إدلائه بصوته "نحن في مرحلة جديدة، ونتطلع لبناء سوريا الحديثة".
وتابع "نتمنى التوفيق للمجلس المنتخب للقيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقه للتعاطي مع استحقاقات وتوجهات المرحلة القادمة لأنها فترة إعادة إعمار، ونحن نؤسس لهذه المرحلة".
بدوره، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات مماثلة "إننا نبدأ بهذه الانتخابات مرحلة جديدة في تاريخ سوريا".
ويتزامن إجراء هذه الانتخابات مع محاولات ومبادرات لتحسين العلاقات بين سوريا وتركيا.
وتشترط دمشق عودة الوضع الذي كان سائداً قبل العام 2011 لعودة العلاقات الطبيعية مع تركيا، وتطالب بـ"أسس واضحة" في أي مبادرة لتحسين علاقات البلدين، أبرزها الانسحاب التركي من الأراضي السورية.
وقال الرئيس السوري اليوم ردا على سؤال بشأن إمكانية لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه "إذا كان اللقاء يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو إذا كان العتاب أو إذا كان تبويس اللحى (..) يحقق مصلحة البلد، فأنا سأقوم به".
وتابع "ولكن المشكلة لا تكمن هنا، تكمن ليس في اللقاء وإنما في مضمون اللقاء".
وأضاف الأسد "نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة، وهذا هو الشيء الطبيعي.. لا أحد يفكر بأن يخلق مشاكل مع جيرانه، ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد">
وأوضح "أن اللقاء هو وسيلة، والوسيلة بحاجة إلى قواعد ومرجعيات عمل لكي تنتج، فإن لم تنتج فقد تصبح العلاقات أسوأ".
وتجرى الانتخابات التشريعية في سوريا مرة كل أربع سنوات.
ويأمل السوريون أن يساهم البرلمان الجديد في إيجاد حلول للصعوبات الاقتصادية والمعيشية والحياتية، إذ تعيش البلاد في أزمات اقتصادية ومعيشية منذ عدة سنوات.
-- آمال شعبية
وأعربت السورية ناريمان شنلي خلال الإدلاء بصوتها في مركز انتخابي بدمشق عن تفاؤلها بالانتخابات، آملة أن يعمل النواب الجدد على إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الحالي.
وقالت شنلي لـ ((شينخوا)) "نأمل أن يتحسن الوضع ويتجه نحو الأفضل".
من جانبها، قالت سلمى الحلبي، وهي طالبة في كلية الحقوق بجامعة دمشق خلال اقتراعها بمركز انتخابي في منطقة المزة إن "هذه الانتخابات البرلمانية تأتي بعد عودة سوريا إلى محيطها العربي، وهذه الخطوات سيكون لها انعكاسات إيجابية على حياة السوريين".
وتابعت الحلبي أن وصول المرشحين ذوي الكفاءة إلى مجلس الشعب سيمكن من تذليل الصعوبات المعيشية التي تواجه السوريين.