الخرطوم 11 يوليو 2024 (شينخوا) تجددت الاشتباكات اليوم (الخميس) بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ثلاثة محاور رئيسية.
وتدور معارك عنيفة وقصف متبادل في كل من العاصمة الخرطوم، وفي محور وسط السودان، وحول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغربي السودان.
ووفقا لشهود عيان، فقد شن الجيش السوداني هجمات بالمدفعية الثقيلة علي مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في منطقة جنوب الحزام بجنوبي العاصمة الخرطوم، وفي المناطق الشرقية من الخرطوم.
وانتشرت سحب الدخان الكثيف في سماء جنوب الخرطوم، وهي منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع بالكامل.
وفي محور وسط السودان، أعلن الجيش السوداني اليوم تصديه لهجومين شنتهما قوات الدعم السريع علي مدينة سنار بولاية سنار، وعلي مدينة المناقل بولاية الجزيرة بوسط السودان.
وقال الجيش في بيان صحفي إن قواتنا في محور سنار تمكنت اليوم من دحر وتدمير عدة محاولات فاشلة شنتها الدعم السريع للهجوم على المدينة، وقد لاذت بالفرار بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات.
وأضاف البيان "كما دمرت واستلمت قواتنا في محور المناقل بمنطقتي (ود الحسين) و (بورتبيل) عددا كبيرا من العربات القتالية وناقلات الجنود المدرعة، وقد تكبد العدو في كلا المنطقتين خسائر كبيرة في الأفراد"، على حد ذكر البيان.
ونشر الجيش السوداني علي موقعه في موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) مقاطع مصورة أظهرت تدمير آليات حربية تابعة لقوات الدعم السريع علاوة على استلام أخرى بمحور مدينة سنار.
ووفقا لشاهد عيان من مدينة سنار، فإن الهجوم على المدينة، التي تقع علي بعد نحو 70 كيلو مترا إلى الشمال من مدينة سنجة عاصمة الولاية، تم من المحورين الجنوبي والغربي للمدينة.
وقال شاهد عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "دارت منذ الخامسة صباحا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من جنوب وغرب المدينة".
وأضاف "بعد نحو 5 ساعات من القتال الضاري تراجع إطلاق النار، وهناك انتشار كثيف للجيش داخل مدينة سنار، ولكن ما تزال الأمور غير واضحة".
وأعلن تجمع شباب سنار (تجمع شبابي شعبي) عن إندلاع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في منطقتي (مايرنو) وقرية (البير) غربي ولاية سنار.
وقال التجمع في بيان صحفي اليوم "تدور المواجهات منذ وقت مبكر من صباح اليوم، وشملت الاشتباكات القصف المدفعي في منطقة جبل موية وكبري العرب، ويسمع المواطنون أصوات المدافع بشكل واضح داخل مدينة سنار".
ومنذ 24 يونيو الماضي، تتصاعد المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية سنار الواقعة بوسط السودان.
ويدافع الجيش السوداني عن مدينة سنار، التي تقع على بعد نحو 300 كيلو متر جنوب شرق العاصمة الخرطوم، فيما تسعي قوات الدعم السريع للسيطرة علي المدينة، وهي آخر مدينة مهمة بالولاية، بعد أن بسطت نفوذها علي عاصمة الولاية مدينة سنجة، ومدن الدندر والمزموم وجبل موية.
وأدّت المواجهات بولاية سنار إلى موجة نزوح واسعة لسكان الولاية، ووفقا لتقديرات أممية فان نحو 160 ألف شخص هربوا من القتال في سنار إلى ولاية القضارف المجاورة.
وفي محور غربي السودان، فإن مواجهات عنيفة تدور حول مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال حاكم إقليم دارفور مني مناوي، في تغريدة علي منصة ((اكس)) "إن الجيش السوداني والقوة المشتركة دحرت هجوما شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
ومنذ 10 مايو الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصارا علي مدينة الفاشر، وهي العاصمة الوحيدة من عواصم إقليم دارفور المكون من 5 ولايات التي ما تزال بيد الجيش السوداني.
ووفقا لإحصاءات حكومية، فان نحو 350 شخصا قتلوا، وجُرح ما يزيد عن الفي شخص نتيجة المواجهات المسلحة بمدينة الفاشر.
ولم يرد عن قوات الدعم السريع أي تعليق بشأن تلك المواجهات.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023، مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلفت نحو 13 ألفا و 100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو نحو 7.3 مليون شخص.
كما أدت الحرب إلى لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر وإثيوبيا وتشاد واريتريا وجنوب السودان، وفقا لتقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).