بكين 11 يوليو 2024 (شينخوانت) صادف عام 2004 الذكرى المئوية السادسة لرحلات الملاح الصيني المشهور تشنغ خه إلى دول مطلة على المحيط الهندي. وقررت الحكومة الصينية تحديد يوم 11 يوليو من كل عام ليكون يوم الملاحة الصيني، حيث تقام احتفالات متنوعة في جميع أنحاء الصين، وتطلق السفن أبواقها لمدة دقيقة واحدة.
ويصادف يوم 11 يوليو من العام الجاري اليوم البحري الصيني العشرين. ودعا تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني إلى تطوير الاقتصاد البحري وحماية البيئة الإيكولوجية البحرية. وظلت الحكومة الصينية تولي اهتماما بالغا لتطوير المشاريع البحرية، وطرحت المفهوم المهم المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك للمحيطات، وأشارت فيه إلى المسار والاتجاه للإدارة العالمية للمحيطات، ونال هذا المفهوم اعتراف المجتمع الدولي على نطاق واسع.
وتتحلى المحيطات بأهمية كبيرة لبقاء وتطور المجتمع البشري. وباعتبارها مجالا مهما للحوكمة العالمية، أصبحت إدارة المحيطات العالمية قضية مهمة يواجهها المجتمع الدولي. وشاركت الصين بشكل شامل في صياغة وتنفيذ آليات إدارة المحيطات والقواعد ذات الصلة في إطار الأمم المتحدة، وظلت تنفذ أهداف التنمية المستدامة للمحيطات، وتبذل الجهود لبناء الحضارة الإيكولوجية البحرية والوقاية من التلوث البيئي البحري والسيطرة عليه، وحماية التنوع الأحيائي البحري بغية تحقيق التطور والاستخدام المنظم للموارد البحرية.
ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني عام 2012، حققت الصين إنجازات جديدة في بناء القوة البحرية بلا انقطاع حيث تضاعفت القيمة الإجمالية للمنتجات البحرية، وازدادت قوة الاقتصاد البحري بشكل ملحوظ. وصرح وانغ هونغ، نائب وزير الموارد الطبيعية ومدير الإدارة الوطنية للمحيطات، لمراسل وكالة أنباء شينخوا أنه خلال الفترة بين عامي 2012 و2024، ارتفع إجمالي الناتج البحري في الصين من 5 تريليونات يوان (690 مليار دولار أمريكي) إلى 9 تريليونات يوان (1,24 تريليون دولار أمريكي)، وحققت تنمية الاقتصاد البحري إنجازات ذات شهرة عالمية. وستعمل الصين باطراد على تنفيذ المفهوم التنموي الجديد، وتسريع بناء نمط تنموي جديد، وتعزيز بناء القوة البحرية، والتركيز على بناء نظام حديث للقطاع البحري، ومواصلة توطيد التنمية العالية الجودة للاقتصاد البحري، وتطوير محركات زرقاء جديدة للتنمية الاقتصادية.
وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الصين إحراز تقدم مشجع في العلوم والتكنولوجيا البحرية، وحققت اختراقات في مجالات التكنولوجيا الفائقة في المياه العميقة. وفي يونيو عام 2023، أصبحت أول توربينة رياح بحرية بقدرة 16 ميجاوات في الصين الأكبر من نوعها في العالم. ودفع تقدم السوق الصينية تطوير الصناعة بأكملها، إذ إن الصين وفرت الأساس لتطوير طاقة الرياح على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
ومن المرافقة في خليج عدن إلى المهمة المتناغمة لسفينة المستشفى "بيس آرك"، جعلت الإجراءات البراغماتية الصينية مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للمحيطات متجذرا بعمق في قلوب الناس. ويعكس هذا المفهوم بشكل كامل تعهدات الصين بوصفها دولة مسؤولة كبرى سواء لأغراض التجارة أو السفر، وفيما يتعلق بالأمن البحري، تؤدي الصين دائما دورا رئيسيا، خاصة في مجال سلامة الملاحة للسفن التجارية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
ويعد مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للمحيطات إثراء وتطويرا لمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وهو ممارسة ملموسة في المجال البحري. وسيعزز إسهام الصين في إدارة المحيطات العالمية بالتأكيد التنمية العالمية والتقدم لصالح شعوب جميع البلدان.