يصادف هذا العام الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة. وبهذه المناسبة، نشر تشانغ يي مينغ، السفير الصيني لدى الإمارات العربية المتحدة، مقالاً موقعاً في صحيفة الشعب اليومية الصينية يوم 11 يوليو الجاري، أكد فيه أن المحادثات التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش زيارة الأخير الى الصين منذ وقت ليس ببعيد، وحضور حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي، مثمرة وشهدا بشكل مشترك التوقيع على عدد من وثائق التعاون الثنائي بشأن الاستثمار والبناء المشترك لـ "الحزام والطريق" والعلوم والتكنولوجيا والاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعليم اللغة الصينية والسياحة الثقافية وغيرها من المجالات. وقد أدى هذا اللقاء بين رئيسي البلدين إلى استمرار الصداقة وتعميق التعاون وفتح المستقبل ورسم مخطط جديد لتنمية العلاقات الثنائية.
إن الصين والإمارات العربية صديقان حميمان. وفي يوليو 2018، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة إلى الإمارات العربية المتحدة، وأقام البلدان شراكة استراتيجية شاملة. وقد زار رئيس الامارات الصين عدة مرات ووصف الصين بشغف بأنها "مسقط رأسه الثاني". وفي السنوات الأخيرة، وفي ظل القيادة المشتركة لرئيسي البلدين، حافظت العلاقات الثنائية على زخم جيد للتنمية، ووضعت نموذجا للعلاقات بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. ويتجه "مشروع المائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أطلقه رئيسا الدولتين شخصيًا، نحو هدف تقديم دورات اللغة الصينية في 200 مدرسة حكومية، وقد أصبح تعلم اللغة الصينية اتجاهًا جديدًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومؤخراً، رد الرئيس شي جين بينغ على ممثلي الطلاب في "مشروع المائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية في الإمارات، وشجعهم على تعلم اللغة الصينية جيداً، وفهم الصين، والمساهمة في تعزيز الصداقة الصينية ـ الإماراتية. وستواصل الصين دعم تطوير المشاريع، وتعزيز بناء المركز الثقافي الصيني في الإمارات العربية المتحدة، ومواصلة تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز التفاهم المتبادل، وتعميق الصداقة الثنائية.
إن الصين والإمارات العربية المتحدة شريكان جيدان يحققان المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. وقد عززت الدولتان بقوة البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق"، وتعاونهما العملي واسع وعميق ومثمر ورائد ومبتكر. كما تم تنفيذ مشاريع التعاون البارزة واحدة تلو الأخرى، من المنطقة النموذجية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية بين الصين والإمارات العربية المتحدة إلى المرحلة الثانية من بناء محطة الحاويات في ميناء خليفة، ومن السكك الحديدية الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى محطة حصيان لتوليد الطاقة التي تعمل بالفحم النظيف. وتعد الإمارات أكبر سوق لصادرات الصين وثاني أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط لسنوات عديدة على التوالي، حيث يصل حجم التجارة الثنائية إلى ما يقرب من 100 مليار دولار أمريكي. وفي كلمته الرئيسية التي ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، اقترح الرئيس شي جين بينغ فكرة بناء "خمسة أنماط تعاون رئيسية" لتسريع بناء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول العربية، الأمر الذي ضخ زخما قويا في تسريع بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية.
إن الصين والإمارات العربية المتحدة شقيقان متشابهان في التفكير. وباعتبارهما عضوين مهمين في "الجنوب العالمي"، فإن البلدين ملتزمان بضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم متشابك مليء بالفوضى. وترحب دولة الإمارات بمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ. وفي المنصات الدولية المتعددة الأطراف مثل مجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، تواصل الجانبان وتعاونا بشكل وثيق، وقاما ببناء توافق واسع النطاق، وعملا بشكل مشترك على تعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولة. كما يلتزم البلدان بحل القضايا الإقليمية والدولية وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم. وترغب الصين في العمل مع الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى لاستضافة القمة الصينية العربية الثانية بنجاح وتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية.
وبعد 40 عاما من التنمية، وصلت العلاقات بين الصين والإمارات العربية المتحدة إلى مرحلة مهمة في ربط الماضي بالمستقبل. وبالتطلع إلى المستقبل، فإن الصين مستعدة للعمل مع الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، ومواصلة المضي قدما بالصداقة التقليدية، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التعاون العملي لضمان ازدهار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين دائما وتحقيق منفعة أفضل للشعبين.