رام الله 9 يوليو 2024 (شينخوا) شنت قوات إسرائيلية عملية عسكرية واسعة انتهت بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) بعد أن استمرت أكثر من 14 ساعة متواصلة في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس للاجئين شمال الضفة الغربية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات إسرائيلية اقتحمت المدينة ومخيمها، وسط إطلاق نار وتحليق مكثف لطائرات إسرائيلية مسيرة.
وذكرت المصادر أن القوات دفعت بنحو 60 آلية عسكرية ترافقها 6 جرافات عسكرية ضخمة بأنواع مختلفة، نفذت أعمال تدمير وتجريف واسعة في البنية التحتية وشبكات الاتصالات والكهرباء والمياه والصرف الصحي والمياه.
وحاصرت القوات الإسرائيلية مستشفيات في المدينة بعد أن تمركزت آلياتها في محيطها، فيما تم تدمير طريق رئيسي يربط بين مدينتي نابلس وطولكرم، وفق المصادر.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فقد سمع دوي انفجارات عدة ناتجة عن تفجير عبوات ناسفة محلية الصنع وضعها مسلحون فلسطينيون في طريق الآليات الإسرائيلية.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في مخيم نور شمس فيصل سلامة لـ ((شينخوا)) إن عشرات العائلات خرجت من منازلها التي تعرضت لتدمير جزئي أو كلي.
وذكر سلامة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منازل في المخيم وأجرت عمليات تحقيق ميداني مع سكانها ومن ثم احتجزتهم في المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأشار سلامة إلى تدمير منازل خاصة أن الجرافات الإسرائيلية فتحت طرقا داخل المخيم لم تكن تتسع لمرورها سابقا وهذا أدى لتدمير محال تجارية ومنازل.
واعتبر أن الاقتحام الواسع كان الأضخم من حيث أعمال التدمير والتجريف، فيما كان المخيم شهد أعمال تدمير في الأسابيع والأشهر الماضية.
وأدان محافظ طولكرم في السلطة الفلسطينية مصطفى طقاطقة في تصريح لـ ((شينخوا)) أعمال التدمير والتجريف المتكرر للبنية التحتية في المدينة ومخيمها.
واعتبر أن ما جرى دمار شامل للمدينة وخاصة استهداف الطرق الرئيسية الرابطة مع مدينة نابلس والمحاذية لمخيم نور شمس، مشيرا إلى أن الجرافات الإسرائيلية حفرت نفقا (خندق) ضخما بعمق يزيد على مترين.
ولفت طقاطقة إلى أن القوات الإسرائيلية قطعت المياه والكهرباء ودمرت شبكة الاتصالات في المدينة والمخيم، في محاولة للضغط على السكان لرفع الراية البيضاء بفعل القوة، وهذا ما لم ينجح منذ 75 عاما.
وأوضح أنه تم تجهيز كافة الطواقم المختصة من أجل فتح الطرق وإزالة الدمار لتسهيل حركة السكان خاصة أن بعض العائلات باتت محتجزة داخل منازلها ولا تستطيع السير وسط الدمار الكبير، فيما سيتم العمل على إعادة شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وفي السياق قال وزير الحكم المحلي في الحكومة الفلسطينية سامي حجاوي لـ ((شينخوا)) إن الدمار يزيد من أعباء الحكومة الفلسطينية التي تعاني من وضع اقتصادي صعب وتمر بأزمة مالية.
وتابع حجاوي أن ما تم تدميره يحتاج الى إمكانيات كبيرة وهذا غير متوفر لدى الحكومة الفلسطينية خاصة أنه جرى تدمير سابق ومتكرر سواء في طولكرم أو جنين.
واتهم الجيش الاسرائيلي بتنفيذ "مخطط ممنهج" لاستهداف المخيمات والمدن الفلسطينية من خلال تدمير البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، حتى منازل السكان لجعل المخيمات غير قابلة للحياة.
ولم يصدر أي تعقيب من قبل الجيش الإسرائيلي على تلك التطورات.
وشهدت مدينة طولكرم ومخيمها في الأسابيع الأخيرة عمليات عسكرية واسعة أدت إلى مقتل عدد من الفلسطينيين ودمار في البنية التحتية، فيما قالت الإذاعة العبرية العامة سابقا إن الجيش يحارب "الإرهاب".
وتشهد مدن الضفة الغربية ومخيماتها توترا متصاعدا منذ السابع من أكتوبر الماضي ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 فلسطيني بنيران إسرائيلية، وفق مصادر فلسطينية رسمية.