الأمم المتحدة 5 يوليو 2024 (شينخوا) قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الجمعة إن ما يقدر بنحو 250 ألف شخص في أجزاء من شرق خان يونس ورفح في جنوب غزة اضطروا إلى الفرار بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة.
وعدل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تقديراته للسكان المتضررين من ثلث إلى ربع قطاع غزة، أو من 117 إلى 85 كيلومترا مربعا. وتحرك النازحون نحو غرب خان يونس ودير البلح، وهما منطقتان مكتظتان بالفعل وتفتقران إلى الخدمات الأساسية والبنية التحتية الحيوية ومواد الإيواء وحتى المساحات الكافية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن تقييماته يوم الخميس أظهرت أن أكثر من 9 آلاف أسرة نازحة تعيش في موقع في خان يونس وحوالي ألف أسرة أخرى في موقع في دير البلح بـ650 خيمة فقط.
وقال العاملون في المجال الإنساني إن "كل هذه العائلات بحاجة ماسة إلى مياه الشرب الآمنة، حيث يقضي الناس، ولاسيما الأطفال، ساعات طويلة في طوابير للحصول على المياه كل يوم".
وأفاد المكتب بأن الأطفال لا يدرسون منذ شهور، مضيفا أن نقص المساحات والمواد يمنع الشركاء في المجال الإنساني من تقديم الخدمات التعليمية. وفي أحد مواقع النزوح، يقضي الأطفال معظم وقتهم في الخارج، بالقرب من مكبات النفايات العشوائية، حيث يبلغ الآباء عن زيادة في الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض الجلدية. ولا يوجد في أي من الموقعين نقاط صحية متاحة. وتقع أقرب الخدمات الطبية على بعد ثلاثة كيلومترات على الأقل.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس فارغ حاليا. ولم يتبق به أي معدات ولا يعمل. وتم إخلاء جميع المرضى بعضهم على أسرة وهم يتلقون الحقن الوريدي.
وفي جنوب غزة، لا تزال المخاطر الأمنية تعيق الحركة ذهابا وإيابا من معبر كرم أبو سالم، وكان آخرها في أعقاب أمر الإخلاء الصادر يوم الاثنين لمناطق في شرق خان يونس تشمل أجزاء من طريق صلاح الدين، وهو شريان حيوي لمرور السلع الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني.
وفي شمال غزة، يشعر المكتب الإنساني بالقلق إزاء أحوال ما يصل إلى 80 ألف شخص نزحوا من حي الشجاعية وأجزاء أخرى من شرق مدينة غزة عقب صدور أمر إخلاء إسرائيلي في 27 يونيو.
وإلى جانب الشركاء الآخرين في المجال الإنساني، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه قام بتقييم بعض المواقع التي تستضيف النازحين، ووجد أشخاصا اضطروا إلى الفرار على عجل تحت النيران ودون أي من ممتلكاتهم.
وقال المكتب "المأوى والظروف الصحية في مواقع النزوح سيئة، حيث يضطر الكثير من الناس إلى النوم وسط أكوام القمامة والأنقاض، بدون فرش ويفتقرون إلى الملابس الكافية"، مضيفا "آخرون وجدوا مأوى في مرافق الأمم المتحدة التي دمرت جزئيا وأفاد بعض النازحين بأنهم انفصلوا عن أفراد أسرهم".
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأعمال العدائية والقيود المفروضة على الوصول تعيق بشدة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء غزة. وبين أمري الإخلاء الصادرين يوم الاثنين ويوم الخميس، سهلت السلطات الإسرائيلية مهمة واحدة فقط من أصل 13 مهمة مساعدة إنسانية مخطط لها في شمال غزة، حيث تم رفض أو عرقلة أو إلغاء الباقي لأسباب لوجستية أو تشغيلية أو أمنية.
وقال المكتب إن شركاءه في المجال الإنساني أفادوا بأن شح الوقود في غزة يعيق بشكل متزايد توفير الرعاية الصحية. وقد حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من حدوث المزيد من الاضطراب في الخدمات الصحية بسبب النقص الحاد في الوقود.
وقال تيدروس إن 90 ألف لتر فقط من الوقود دخلت غزة يوم الأربعاء في حين أن القطاع الصحي وحده يحتاج إلى 80 ألف لتر يوميا، مضيفا أنه مع محدودية إمدادات الوقود الموجهة إلى المستشفيات الحيوية للحيلولة دون توقف الخدمات، تضطر الأمم المتحدة وشركاؤها إلى خيارات مستحيلة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن نقص الوقود لا يزال يؤثر بشكل حاد على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والظروف المعيشية في جميع أنحاء غزة. وقال الشركاء في المجال الإنساني إنهم تلقوا أقل من 52 ألف لتر من الوقود بين 22 يونيو و28 يونيو لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي الحيوية.
وقال المكتب "على الرغم من أن هذه الكمية تزيد عن تلك التي تم استلامها في الأسبوع السابق، إلا أن الإمدادات لم تكف سوى 10 في المائة من الاحتياجات اليومية. ونتيجة لذلك، توقف ما لا يقل عن نصف آبار المياه العاملة المتبقية في جميع أنحاء غزة عن ضخ المياه مؤقتا، وتوقفت أكثر من 100 شاحنة مياه عن العمل".
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن محطتين لتحلية المياه في وسط وجنوب غزة اضطرتا أيضا إلى تعليق عملياتهما يومي الأحد والاثنين بسبب شح الوقود.