دوشنبه 4 يوليو 2024 (شينخوا) "واحد! اثنان! ثلاثة! ..." في صالة لتعليم فنون الدفاع عن النفس في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، تمارس إليونورا فايزوفا رياضة "الووشو" مع مجموعة من الأطفال في سن العاشرة تقريبا، مع ترديدها الواضح والحازم للإيعازات باللغة الصينية.
وفايزوفا البالغة من العمر عشرين عاما هي طالبة في الاتحاد الطاجيكي لرياضة "الووشو" ومعهد كونفوشيوس بالجامعة الوطنية الطاجيكية. بالنسبة لها، فإن ممارسة فنون الدفاع عن النفس وتعلم اللغة الصينية أمران يحملان نفس القدر من الأهمية.
عندما كانت طفلة، غالبا ما شاهدت فايزوفا أفلاما من بطولة نجوم رياضة "الكونغ فو" مثل جاكي شان. وقالت "لقد سحرتني حركاتهم".
من "ساندا" و"تاولو"، وهما فئتان من رياضة "الووشو" التنافسية، إلى المبارزة، تمارس فايزوفا فنون الدفاع عن النفس منذ 10 سنوات. وتقول إنه "أمر متعب بالتأكيد، لكن حبي لها يجعلني أستمر!".
وغالبا ما تتم دعوة الاتحاد الطاجيكي لرياضة "الووشو" لتقديم عروض في معهد كونفوشيوس. وتتذكر فايزوفا كيف بدأت تعلم اللغة الصينية قبل أربع سنوات في معهد كونفوشيوس في الجامعة الوطنية الطاجيكية قائلة "كنت أحسد الطلاب الطاجيك هناك الذين يمكنهم التواصل بحرية باللغة الصينية. لقد أردت أيضا تعلم اللغة الصينية واكتساب فهم أعمق للثقافة الصينية".
وللتحسن بشكل أسرع، درست لمدة أربع إلى خمس ساعات كل يوم. وقالت "على سبيل المثال، كتبت كلمة 'فلفل' عشرات المرات قبل أن أستطيع تذكرها".
وتقدمت بطلب لدراسة القانون كطالبة جامعية في جامعة شرق الصين للمعلمين. وذكرت فايزوفا وابتسامة كبيرة ترتسم على محياها "آمل أن أصبح قاضية في المستقبل، وأن أدعم العدالة الاجتماعية والعدالة، وأن أستغل وقت فراغي لفتح مدرسة لتعليم فنون الدفاع عن النفس لتعريف المزيد من الناس بالثقافة الصينية".
في طاجيكستان، يدرس الكثيرون مثل فايزوفا اللغة الصينية في المؤسسات التعليمية.
لنأخذ معهد كونفوشيوس في الجامعة الوطنية الطاجيكية كمثال. منذ إنشائه في أغسطس 2008، قام المعهد بتدريب قرابة 39 ألف متعلم للغة الصينية.
وتقوم "ورشة عمل لوبان" في طاجيكستان، التي شاركت في تأسيسها كلية تيانجين لإدارة البناء الحضري والتكنولوجيا المهنية في الصين والجامعة التقنية الطاجيكية، بتدريب العاملين المهنيين في مجال الطاقة الحرارية الحضرية والمسح الهندسي. ولدى الطلاب الذين يرتادون الفصول الدراسية هناك الحرص ذاته على تعلم اللغة الصينية.
وقال بختيور بوزورزودا، وهو طالب سنة أولى في تخصص المسح ورسم الخرائط في الجامعة التقنية الطاجيكية، "أريد أن أذهب إلى الصين لتعلم المزيد من المعرفة المهنية، ثم أصبح مدرسا في الجامعة، حتى يتمكن المزيد من الناس من المساعدة في بناء بلدنا".
"لدي حلم: تعلم اللغة الصينية جيدا والدراسة في الصين ...". في خوجاند، ثاني أكبر مدينة في طاجيكستان، أقيمت مؤخرا مسابقة للخطابة الصينية في معهد كونفوشيوس التابع لمعهد التعدين والمعادن في طاجيكستان، حيث أعرب الطلاب عن حبهم الحقيقي للغة الصينية وثقافتها.
وحضر رابون الدين محمودوف، 28 عاما، الفعالية كممثل طلابي متفوق من معهد كونفوشيوس، واستمع إلى خطاب كل متسابق.
وبدأ محمودوف تعلم اللغة الصينية قبل ثماني سنوات، عندما كان مرشدا سياحيا في وكالة سفر في خوجاند. وقال إن "الصين وطاجيكستان جارتان، لكنني استقبلت عددا قليلا جدا من السياح الصينيين. لذلك قررت تعلم اللغة الصينية وتطوير سوق السياحة الصينية".
في عام 2017، بتمويل من منحة معهد كونفوشيوس، سافر محمودوف إلى الصين لتحصيل درجة الماجستير في تدريس اللغة الصينية للمتحدثين بلغات أخرى. وخلال هذا الوقت، اجتاز اختبار HSK (اختبار الكفاءة الصينية) من المستوى السادس، وافتتح وكالة سفر في خوجاند وأنشأ مكتبا في جينان، عاصمة مقاطعة شاندونغ بشرق الصين.
على مر السنين، ومع ازدياد تواتر التبادلات بين الصين وطاجيكستان، أصبح محمودوف أكثر انشغالا. وفي هذا العام وحده، استقبل أكثر من ألفي سائح صيني.
وقال إن "بعض العملاء الصينيين لا يأتون للسياحة فحسب، بل أيضا لاستكشاف السوق الطاجيكية من أجل فرص الاستثمار والتعاون"، مشيرا إلى أن "مساعدة الأصدقاء الصينيين على فهم بلدي بشكل أفضل والمساهمة في توسيع التبادلات الطاجيكية الصينية يجعل عملي قيما للغاية".
وقال رن جنغ تيان، المدير الصيني لمعهد كونفوشيوس التابع لمعهد التعدين والمعادن بطاجيكستان، إنه بفضل مبادرة الحزام والطريق والتنمية المستمرة للعلاقات الصينية-الطاجيكية، يختار عدد متزايد من الشباب الطاجيكي تعلم اللغة الصينية والانخراط في الأعمال ذات الصلة بالصين، ليصبحوا بناة ومستفيدين من الصداقة بين البلدين.
وأفاد رن أنه "قبل سنوات، أنشأت جامعة الصين للبترول (شرق الصين) ومعهد التعدين والمعادن في طاجيكستان بشكل مشترك معهد كونفوشيوس لتعزيز التعليم الصيني في خوجاند، وهي بلدة قديمة على طريق الحرير".
وأضاف رن أن المعهد أرسل مئات الطلاب المتفوقين للدراسة في الصين من خلال برامج المنح الدراسية المختلفة، مما "أدى إلى تغير حيواتهم".