بكين 4 يوليو 2024 (شينخوا) ازدادت حماسة السياح الصينيين للسفر إلى السعودية مؤخرا، حيث شهد عدد عمليات البحث والاستشارات والطلبات المتعلقة بالسفر للسياحة في السعودية ارتفاعات ملحوظة على منصات سياحية محلية في الصين، وخاصة بعد الإعلان عن إدراج السعودية لتكون وجهة سياحية معتمدة للسياح الصينيين ابتداء من أول يوليو الجاري.
وفي الأعوام الأخيرة، شهدت الصين والسعودية تطورات كبيرة على صعيد التبادلات الثقافية والشعبية، مما ساهم في تعزيز الصداقة بين شعبي البلدين. وفي القطاع السياحي، توصل الجانبان الصيني والسعودي إلى توافقات مشتركة مهمة، شملت توقيع مذكرة تفاهم بشأن خطة تنفيذ رحلات أفواج سياحية من الصين إلى السعودية، ما يعد خطوة مهمة على الجانب الرسمي لتصبح السعودية وجهة سياحية لأفواج السياح من الصين.
وذكرت مجموعة "تريب. كوم" المحدودة الصينية أن معظم السياح الصينيين يتوجهون حاليا إلى السعودية بشكل فردي، غير أن الحماسة السياحية تتصاعد. وفي عطلة عيد الربيع التقليدي وعطلة عيد العمال الماضيتين، كانت السعودية مقصدا سياحيا في خارج البلاد ذا شعبية عالية بين السياح الصينيين.
وحسب أحدث أرقام صادرة عن المجموعة في نهاية يونيو الماضي، فقد ازداد عدد الطلبات من السياح الصينيين للسفر إلى السعودية أثناء العطلة الصيفية بـ4 أضعاف عن العدد المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، لتحتل السعودية بذلك المرتبة الأولى من حيث سرعة الزيادة في إقبال السياح الصينيين على المقاصد السياحية الرئيسية خارج الصين.
كما تتوقع المجموعة ارتفاع عدد السياح الصينيين المتوجهين إلى السعودية بدءا من يوليو الجاري بشكل ملحوظ، حيث شهد عدد عمليات البحث والاستشارات عبر شبكة الانترنت وخارجها لدى المنصة الإلكترونية للمجموعة زيادة بأكثر من الضعفين على أساس شهري. وتعمل المجموعة بنشاط مع الوكالات السياحية والأجهزة المعنية في داخل البلاد وخارجها، وتخطط لإطلاق منتجات سياحية لرحلات السفر الجماعي المتوجهة إلى السعودية وسلطنة عمان والإمارات وغيرها من الدول المجاورة.
وفي مارس عام 2024، توصلت الهيئة السعودية للسياحة ومجموعة "تريب.كوم" إلى اتفاقية تعاون على مستوى العالم، حيث اتفق الجانبان على وضع هدف لزيادة 350 ألف زائر من أنحاء العالم للسعودية أثناء مدة الاتفاقية، فيما يشمل الاتفاق التعاون على صعيد الذكاء الاصطناعي وإنشاء محتويات جديدة علاوة على تكنولوجيا الدفع الإلكتروني وغيرها.
وفي هذا الصدد، طرحت السعودية سلسلة من التدابير لجذب السياح من الصين، حيث تستهدف جذب أكثر من 5 ملايين سائح صيني وأن تكون الصين ثالث أكبر مصدر للسياح القادمين إلى المملكة بحلول العام 2030. كما نظمت الهيئة السعودية للسياحة منذ العام الماضي أنشطة للترويج السياحي بمختلف أشكاله في بكين وشانغهاي وتشنغدو وشنتشن وغيرها من المدن الصينية، والتي لاقت إعجابا وإشادة واسعة النطاق وردودا حماسية.
وقد قام برنامجا المنوعات الأكثر شعبية في الصين "الشباب والزهور" و"موسم طريق الحرير" واللذان يضمان 7 نجوم صينيين مشهورين، بالتصوير في مناطق الرياض وجدة والعلا للتعرف على تجربة السعودية من حيث ثقافتها الفريدة ومأكولاتها اللذيذة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها، ما فتح نافذة جديدة للشعب الصيني لفهم السعودية.
وحسب بيانات رسمية، فقد سافر أكثر من 87 مليون سائح صيني إلى خارج البلاد في عام 2023، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد السياح الصينيين إلى الخارج 130 مليونا في عام 2024. وقد بدأت وكالات السفر الكبرى في الصين بإطلاق برامج سياحية تتضمن رحلات إلى السعودية في ظل زيادة عدد المجموعات السياحية التي تعتزم زيارة الرياض.
وفي مقابلة مع صحيفة سعودية، ذكر تشانغ هوا، السفير الصيني لدى السعودية، أن أكثر من 100 ألف صيني زاروا السعودية خلال عام 2023، مبينا أن هناك نحو 40 ألف مغترب صيني يعيشون في السعودية، حيث يعمل بعضهم في عدة مشاريع تنموية إضافة إلى ممارسة آخرين أنشطة تجارية واستثمارية، بينما يدرس بعضهم في الجامعات السعودية.
هذا وفي الآونة الأخيرة، قد أطلقت العديد من شركات الطيران الصينية خطوطا جوية مباشرة تربط مدن بكين وشانغهاي وشنتشن مع مدينتي الرياض وجدة في السعودية، لتوفر مزيدا من التسهيلات للمسافرين من جميع أنحاء الصين المتوجهين إلى السعودية.