بكين 28 يونيو 2024 (شينخوا) فيما يلي النص الكامل لخطاب شي جين بينغ خلال تجمع لفعاليات علمية شملت المؤتمر الوطني للعلوم والتكنولوجيا والمؤتمر الوطني لجوائز العلوم والتكنولوجيا والجمعيتين العامتين لأكاديميتي العلوم والهندسة الصينيتين:
أيها الأكاديميون والرفاق والأصدقاء،
يعتبر هذا الاجتماع حدثا علميا وتكنولوجيا كبيرا يعقد في فترة حاسمة يتم فيها التعزيز الشامل لبناء دولة قوية والقضية العظيمة لإحياء نهضة الأمة من خلال التحديث الصيني النمط. أولا، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أود أن أتقدم بالتهاني الحارة للمجموعات والأفراد الذين فازوا بالجوائز الوطنية للعلوم والتكنولوجيا لعام 2023! وأود أن أتقدم بتحياتي الخالصة إلى أعضاء الأكاديمية الصينية للعلوم والأكاديمية الصينية للهندسة وعموم العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا! وأود أن أرحب ترحيبا حارا بالأكاديميين الأجانب والأصدقاء من الأوساط العلمية الدولية!
إن ازدهار العلوم والتكنولوجيا يقود إلى ازدهار الأمة، وتعزيز العلوم والتكنولوجيا يفضي إلى دولة قوية. لقد أولى حزبنا دائما أهمية كبيرة لتطوير العلوم والتكنولوجيا. ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، دفعت اللجنة المركزية للحزب بعمق تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وطرحت المهمة الإستراتيجية المتمثلة في تسريع بناء دولة مبتكرة، وحددت هدف بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2035، وعمقت باستمرار إصلاح النظام العلمي والتكنولوجي، وحفزت بشكل كامل نشاط ومبادرة وإبداع العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا، ودفعت بقوة الاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وحققت إنجازات وتغييرات تاريخية في قضية العلوم والتكنولوجيا لبلدنا، حيث تم إحراز اختراقات جديدة في الأبحاث الأساسية المتطورة، وتحقيق سلسلة من الإنجازات الأصلية الكبرى في مجالات تكنولوجيا الكم وعلوم الحياة وعلوم المواد وعلوم الفضاء وما إلى ذلك، وتم بنجاح إثبات اثنين من التخمينات الأساسية في الهندسة التفاضلية، واستخدام الجزيئات الكيميائية لتحفيز الخلايا البشرية من أجل إعادة برمجتها، والتوليف الاصطناعي للنشا من ثاني أكسيد الكربون لتحقيق "التخليق التكنولوجي". وشهدت مجالات التكنولوجيا الفائقة الإستراتيجية قفزة جديدة مع المسبار القمري "تشانغ آه"، والوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية "تيانخه"، ومسبار المريخ "تيانون" وتقدم جهاز "كرست 1" للحفر إلى أعماق الأرض، واستكشاف الغواصة المأهولة "فندوتشه" البحر على عمق 10 آلاف متر، والتشغيل التجاري لأول محطة للطاقة النووية من الجيل الرابع في العالم. لقد حققت التنمية عالية الجودة المدفوعة بالابتكار نتائج جيدة، حيث ازدهرت الصناعات الناشئة مثل الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي، وتم إطلاق أول قمر صناعي بتكنولوجيا الاتصالات من الجيل السادس بنجاح، ويوفر نظام بيدو للملاحة خدمات عالمية دقيقة، وقامت الطائرات الكبيرة المنتجة محليا برحلات تجارية، ووضعت تكنولوجيا السكك الحديدية فائقة السرعة معيارا دوليا، وأضافت مركبات الطاقة الجديدة زخما جديدا لصناعة السيارات العالمية. وساهمت التربية البيولوجية وابتكار الأدوية الجديدة والتقنيات الخضراء والمنخفضة الكربون في تحقيق الأمن الغذائي وبناء الصين الصحية والجميلة. لقد فتح إصلاح نظام العلوم والتكنولوجيا وضعا جديدا، وأعيد تشكيل نظام إدارة العلوم والتكنولوجيا، وتم تسريع نشر القوى العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية، وإطلاق العنان لقوام الابتكار وحيوية المواهب المبتكرة. وحقق التعاون الدولي المفتوح تقدما جديدا، وأُطلقت بشكل استباقي مبادرة للتعاون العلمي والتكنولوجي الدولي، وتم أخذ زمام المبادرة في تنظيم برامج دولية للعلوم، واستمر تأثير بلدنا كقطب مهم للابتكار العالمي. كل هذه الأمور أرست أساسا متينا لبناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وخلال ممارسة عملية تطوير قضية العلوم والتكنولوجيا في العصر الجديد، عمقنا باستمرار فهمنا للمبادئ وراكمنا العديد من الخبرات الهامة. من أهمها: التمسك بالقيادة الشاملة للحزب، وتعزيز القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب بشأن عمل العلوم والتكنولوجيا، ومراقبة الاتجاه العام، وتخطيط الوضع العام، والتركيز على الأساسيات، وذلك لضمان سير عملية تطوير قضية العلوم والتكنولوجيا دائما في الاتجاه الصحيح. ويجب التشبث باتباع طريق الابتكار المستقل ذي الخصائص الصينية، الذي يرتكز على الاعتماد على الذات والعمل الجاد، وإفساح المجال كاملا لمزايا النظام الاشتراكي لبلدنا لتوحيد الجهود والقيام بمهام كبرى، وتحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات على مستوى عال في مجال العلوم والتكنولوجيا، للإمساك بقوة بشريان حياة العلوم والتكنولوجيا ومبادرة التنمية بأيدينا. والتمسك بقيادة الابتكار للتنمية، وترسيخ مفهوم أن الاهتمام بالابتكار هو اهتمام بالتنمية، والسعي للابتكار هو سعي للمستقبل، والاستفادة من الابتكار العلمي والتكنولوجي لقيادة التنمية عالية الجودة وضمان الأمن عالي المستوى. والتمسك بـ"التوجه في أربعة جوانب" المتمثلة في التوجه نحو العلوم والتكنولوجيا الرائدة عالميا، وساحة المعركة الرئيسية للاقتصاد، والاحتياجات المهمة الوطنية، وسلامة حياة أبناء الشعب وصحتهم، وتعزيز ترتيبات السلاسل وتخطيط جميع المجالات للابتكار العلمي والتكنولوجي، وتعزيز القوة العلمية والتكنولوجية وقدرات الابتكار بشكل شامل. والتمسك بتعميق الإصلاح لتحفيز حيوية الابتكار، وكسر المفاهيم والحواجز المؤسسية والآلية التي تقيد الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتحويل المزايا المؤسسية بشكل فعال إلى مزايا تنافسية علمية وتكنولوجية. وينبغي الالتزام بتعزيز الدائرة الإيجابية للمواهب التعليمية والعلمية والتكنولوجية، وتنسيق تنفيذ استراتيجية نهوض البلاد بالعلوم والتعليم واستراتيجية تقوية البلاد بالمواهب وإستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، ودفع تطوير التعليم والابتكار العلمي والتكنولوجي وتنشئة المواهب بشكل متكامل. والحفاظ على تنمية ثقافة الابتكار، ووراثة الجينات الإبداعية للثقافة الصينية التقليدية الممتازة، وخلق بيئة جيدة تشجع الاستكشاف وتتسامح مع الإخفاق ليصبح احترام العلوم والسعي للابتكار ممارسة شائعة في جميع أنحاء المجتمع. ويتعين التمسك بالتعاون المفتوح في العلوم والتكنولوجيا لصالح البشرية، واتباع استراتيجية انفتاح متبادلة المنفعة ومربحة للجميع، والمساهمة بحكمة الصين وقوتها من أجل الاستجابة للتحديات العالمية، وتعزيز تنمية البشرية وتقدمها. كل هذه التجارب لا تقدر بثمن ولا بد من التمسك بها لفترة طويلة وإثرائها وتطويرها باستمرار من خلال الممارسة العملية.
أيها الأكاديميون والرفاق والأصدقاء،
في الوقت الحاضر، تتطور جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي بعمق. يتمدد البحث العلمي إلى ما هو كلي هائل ويتعمق نحو ما هو جزئي متناهي الصغر ويخطو نحو الظروف القصوى ليتقاطع مع كل شيء ويتخطى حدود الإدراك البشري بشكل مستمر. لقد دخل الابتكار التكنولوجي فترة غير مسبوقة من النشاط المحموم، وظهرت تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم والتكنولوجيا الحيوية بطريقة مركزة، مما أدى إلى تحول في السلاسل. وفي الوقت نفسه، يمر العالم بتغيرات كبيرة لم يشهدها منذ قرن، وتتشابك الثورة العلمية والتكنولوجية ولعبة القوى العظمى، وأصبح مجال التكنولوجيا الفائقة جبهة أمامية وساحة معركة رئيسية للمنافسة الدولية، مما أعاد تشكيل النظام العالمي ونمط التنمية بشكل عميق. وعلى الرغم من أن بلدنا قد أحرز تقدما كبيرا في تطوير قضية العلوم والتكنولوجيا، إلا أن القدرة الابتكارية الأصلية لا تزال ضعيفة نسبيا، وتخضع بعض التقنيات الأساسية الرئيسية للسيطرة من قبل آخرين، وهناك نقص في المواهب العلمية والتكنولوجية العليا، لذلك يجب علينا مواصلة تعزيز إحساسنا بهذه المهمة الملحة، وزيادة الجهود من أجل تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي، للوصول إلى المكانة الأسمى في المنافسة العلمية والتكنولوجية والتنمية المستقبلية.
لقد حدد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني المهمة المركزية المتمثلة في التعزيز الشامل لبناء دولة قوية والقضية العظيمة لإحياء نهضة الأمة من خلال التحديث الصيني النمط. إن التحديث الصيني النمط يتطلب دعم التحديث العلمي والتكنولوجي، وإن تحقيق التنمية عالية الجودة يتطلب تطوير زخم جديد. ومن الضروري أن نفهم تماما الموقع الريادي الإستراتيجي والدور الداعم الأساسي للعلوم والتكنولوجيا، وترسيخ الهدف الإستراتيجي المتمثل في بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2035، وتعزيز التصميم رفيع المستوى والتخطيط الشامل، وتسريع تحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات على مستوى عال في مجال العلوم والتكنولوجيا.
يجب أن تكون الدولة القوية في مجال العلوم والتكنولوجيا التي نريد بناءها تتمتع بقوة علمية وتكنولوجية وقدرة ابتكارية رائدة في العالم، تدعم القفزة الشاملة في القوة الاقتصادية، والقدرات الدفاعية، والقوة الوطنية الشاملة، وتعزز الرفاهية للبشرية، وتدفع التنمية العالمية. ويجب أن تتمتع بالعناصر الأساسية التالية: أولا، يجب أن يكون لديها قدرات قوية في البحوث الأساسية والابتكار الأصلي، وأن تستمر فى تحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية أصلية وثورية رئيسية. ثانيا، أن تكون لديها قدرة قوية على التغلب على المشاكل في البحوث الأساسية الرئيسية، وتدعم بقوة التنمية عالية الجودة والأمن عالي المستوى. ثالثا، تتمتع بنفوذ ودور قيادي دولي قوي، لتصبح مركزا علميا مهما وصعيدا للابتكار على مستوى العالم. رابعا، يجب أن تتمتع بقدرة قوية على تنشئة وتجميع المواهب العلمية والتكنولوجية عالية المستوى، ومواصلة توسيع مجموعات المواهب العلمية والتكنولوجية الدولية عالية المستوى، وتعزيز القوى العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية. خامسا، يجب أن تتمتع بنظام وقدرات حوكمة قويين في مجال العلوم والتكنولوجيا، لتشكيل بيئة ابتكار وبحث علمي على مستوى عالمي.
أيها الأكاديميون والرفاق والأصدقاء،
لم يتبق أمامنا سوى 11 عاما قبل الموعد المحدد لبناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا. يجب علينا العمل بعزم ثابت وإرادة لا تلين لـ"شحذ سيف واحد خلال عشر سنوات" والعمل فى مثابرة وصمت، مع اغتنام كل يوم وكل ساعة، لترجمة هذا الهدف الإستراتيجي إلى واقع بشكل تدريجي.
أولا، يجب إفساح المجال كاملا لمزايا نظامنا الجديد الطراز لتعبئة الموارد على الصعيد الوطني، وتسريع تحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات على مستوى عال في مجال العلوم والتكنولوجيا. ومن الضروري تحسين نظام القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب بشأن العمل المتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التنسيق الشامل للتخطيط الإستراتيجي، والتدابير السياساتية، والمهام الرئيسية، وقوى البحث العلمي ومنصات الموارد، والابتكار على المستوى الأقاليمي وما إلى ذلك، وبناء نظام فعال ومنسق لصنع القرار والقيادة وتنظيم التنفيذ، وبناء تآزر قوي لدفع الابتكار العلمي والتكنولوجي. ومن الضروري الاستفادة الكاملة من الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد العلمية والتكنولوجية، وتفعيل دور الحكومة بشكل أفضل، وتشكيل نمط عمل يعزز البحوث التكنولوجية الأساسية الرئيسية بشكل مشترك. ومن الضروري تعزيز بناء القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية الوطنية، وتحسين الوضعية والتخطيط، وإكمال نظام المختبرات الوطنية، وتحسين القدرة التكاملية لنظام الابتكار الوطني. من الضروري الحفاظ على التركيز الإستراتيجي، ووضع في الاعتبار ما يجب فعله وما لا يجب فعله، وتسليط الضوء على الاحتياجات الإستراتيجية الوطنية، وتنفيذ الترتيبات الإستراتيجية العلمية والتكنولوجية في العديد من المجالات المهمة، وتنفيذ مجموعة جديدة من المشاريع الكبرى المختارة بعناية في مجال العلوم والتكنولوجيا لخلق ميزة تنافسية وكسب المبادرة الإستراتيجية. ومن الضروري رفع مستوى التنظيم للبحوث الأساسية، وتحسين آلية الدعم التي تجمع بين الدعم التنافسي والدعم المستقر، وتعزيز التعاون المنسق للتغلب على المشكلات العلمية الكبرى مع تشجيع الاستكشاف الحر، والسعي لطرح نظريات أساسية أصلية، واستيعاب المبادئ التقنية الأساسية، وترسيخ أسس الابتكار العلمي والتكنولوجي وقاعدته.
ثانيا، تعزيز التكامل العميق بين الابتكار التكنولوجي والابتكار الصناعي ودعم تطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية. إن أساس التكامل هو زيادة الإمدادات العلمية والتكنولوجية عالية الجودة. ومن الضروري التركيز على المجالات الرئيسية ونقاط الضعف في بناء نظام صناعي حديث، وزيادة قوة البحوث التكنولوجية لحل المشكلات في مجالات الدوائر المتكاملة والماكينات الأم الصناعية والبرمجيات الأساسية والمواد المتقدمة وأجهزة البحوث العلمية والموارد الوراثية الأساسية، لتوفير الدعم العلمي والتكنولوجي لضمان الاستقلال والأمن والسيطرة الذاتية لسلسلتي الصناعة والإمداد المهمتين. ومن الضروري التطلع إلى أسمى آفاق التطور العلمي والتكنولوجي والصناعي المستقبلي، وتسريع الابتكار العلمي والتكنولوجي في مجالات تكنولوجيا المعلومات من الجيل الجديد، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الكم، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة الجديدة، والمواد الجديدة، وتبني وتنمية الصناعات الناشئة والصناعات المستقبلية. ومن الضروري تحويل الصناعات التقليدية وترقيتها باستخدام التكنولوجيا الجديدة بنشاط، ودفع تحولها نحو التطور الراقي والذكي والأخضر.
إن مفتاح التكامل يكمن في تقوية مكانة الشركات كقوام للابتكار العلمي والتكنولوجي. ومن الضروري تفعيل الدور الريادي للشركات العلمية والتكنولوجية الرائدة، وتشجيع الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم والشركات الخاصة على الابتكار العلمي والتكنولوجي، وإفساح المجال أمام الشركات للقيادة أو المشاركة في المشاريع العلمية والتكنولوجية الوطنية الكبرى. ومن الضروري إرشاد الشركات للتعاون الوثيق مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي لإجراء البحوث وفقا للاحتياجات الصناعية، والتغلب بشكل مشترك على المشكلات العلمية والتكنولوجية، والتعاون في تنشئة المواهب العلمية والتكنولوجية، وتعزيز الابتكار المتكامل بين المصانع والجامعات ومراكز الأبحاث تحت قيادة الشركات.
إن طريق التكامل يتمثل في تعزيز تحويل الإنجازات العلمية والتكنولوجية إلى قوى منتجة وتطبيقها. ويجب الاعتماد على مزايا القاعدة الصناعية والسوق ذات الحجم الضخم في بلدنا، وتعزيز بناء النظام الوطني لنقل التكنولوجيا، وتحسين الدعم السياساتي والخدمات السوقية، ودعم ترويج المنتجات ذات الاستقلال البحثي وتطبيقها وتحديثها، لتحويل المزيد من الإنجازات العلمية والتكنولوجية من عينات إلى منتجات وصولا إلى إنشاء صناعات. ويجب إتقان العمل فيما يتعلق بالتمويل العلمي والتكنولوجي، وتوجيه رأس المال للاستثمار في وقت مبكر وبحجم صغير وعلى مدى طويل وفي مشاريع التكنولوجيا الأساسية.
ثالثا، تعميق إصلاح الأنظمة والآليات للعلوم والتكنولوجيا بشكل شامل وتحفيز حيوية الابتكار والإبداع بشكل كامل. من الضروري الالتزام بالجمع بين النهج الموجه نحو الأهداف واتجاه حل المشاكل، لمعالجة المشاكل في ضوء انخفاض درجة تنظيم وتنسيق الابتكار العلمي والتكنولوجي وتشتت وتكرار الموارد العلمية والتكنولوجية في بلدنا، وتعميق إصلاح آلية الإدارة في مجال العلوم والتكنولوجيا والتخطيط الشامل في بناء مختلف منصات الابتكار، وتقوية التخطيط الشامل لموارد الابتكار وتنظيم قوته، وتحسين تخطيط الابتكار العلمي والتكنولوجي على المستوى الأقاليمي، وتقوية التنسيق والعمل المشترك بين الحكومات المركزية والمحلية، لخلق تجمعات للابتكار ذات تأثير عالمي. ويجب تحسين إدارة الخطط العلمية والتكنولوجية، وتعميق إصلاح آلية تخصيص الأموال وإدارة استخدامها، وإعطاء قدر أكبر من الاستقلالية لوحدات البحث العلمي والباحثين، وتحسين كفاءة الاستثمار في الابتكار العلمي والتكنولوجي.
في السنوات الأخيرة، تم إحراز تقدم إيجابي من حيث تقليل القيود وتخفيف الأعباء على الباحثين العلميين، لكن العديد من الباحثين العلميين أفادوا بأن الأعباء المختلفة غير الأكاديمية لا تزال ثقيلة. يجب التمسك بالجمع بين "كسر المعايير الأربعة الوحيدة" التي تهتم بالأطروحات والألقاب والمؤهلات الأكاديمية والجوائز فقط، وبين "إنشاء المعايير الجديدة" وتسريع إكمال نظام التقييم والتصنيف وآلية التقييم التي تتوافق مع قوانين الأنشطة البحثية العلمية. ويجب تحسين أنظمة الحوافز مثل مكافآت العلوم والتكنولوجيا، وتوزيع الدخل، ومنح حق الإنجازات (منح العاملين في مجال البحوث حق الملكية أو الاستخدام الطويل الأجل للإنجازات العلمية والتكنولوجية)، حتى يتمكن الأكفاء المتميزون من الحصول على عوائد معقولة وإطلاق العنان لحيوية الابتكار. ومن الضروري الاستمرار في تصحيح الاتجاه المتمثل في منح رتب وظيفية وألقاب فخرية بشكل عشوائي، وخلق بيئة صالحة تتيح للباحثين التفرغ لبحوثهم دون إلهاء، وبذل الجهود الفعالة للحد مما يمكن أن يسبب الضيق والانزعاج لهم عند التقدم للمشاريع، ونشر الأطروحات، والتقييم للجوائز، والتنافس على الموارد.
رابعا، دفع تطوير قضايا التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء بشكل متكامل، وإنشاء ميزة تنافسية في مجال الأكفاء. إن الابتكار العلمي والتكنولوجي يعتمد على الأكفاء، وتنشئة الأكفاء تعتمد على التعليم. إن مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء تتمتع بالتناسق في الجوهر والدعم المتبادل. يجب تقوية المفهوم المنهجي، وتعميق الإصلاح الشامل لمجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء، وتحسين آليات تنشئة الأكفاء مع التنسيق بين مجال التعليم ومجال العلوم والتكنولوجيا، وتسريع عمليات تنشئة وتشكيل فريق كبير الحجم ومعقول الهيكل وعلى درجة عالية من الأكفاء المبتكرين.
وفي الوقت الحاضر، أصبح التناقض الهيكلي بين تنشئة الأكفاء والعرض والطلب فيما يتعلق بالابتكار العلمي والتكنولوجي في بلدنا بارزا. يجب التمسك بالطلب على الابتكار العلمي والتكنولوجي كمحرك أساسي، وتحسين المناهج الدراسية في التعليم العالي، وابتكار نمط لتدريب الأكفاء ورفع مستوى وجودة التنشئة المستقلة للأكفاء. ومن الضروري إعطاء أولوية قصوى لتسريع بناء قوة الأكفاء الإستراتيجية الوطنية، والتركيز على تنشئة المهندسين الممتازين والحرفيين والمواهب ذات المهارات العالية. ومن الضروري التركيز على تعزيز تنشئة الأكفاء الشباب في مجال العلوم والتكنولوجيا، ومنحهم الثقة الكاملة، وإطلاق أيديهم في العمل، وتوجيههم بدقة، ورعايتهم عن كثب، من أجل تشجيع المزيد من الأكفاء الشباب من الدرجة الأولى على إظهار كفاءتهم.
يجب تنفيذ سياسات خاصة بالأكفاء أكثر نشاطا وانفتاحا وفعالية، وتسريع تشكيل نظام أكفاء يتمتع بقدرة تنافسية على المستوى الدولي، وبناء تجمع للابتكار يستقطب موارد الذكاء على المستوى العالمي.
ولا يمكن أن تتحقق تنمية المواهب وتطويرها بدون تغذية التربة الثقافية المبتكرة، ومن ثم يجب الاستمرار في خلق مناخ اجتماعي يسوده الاحترام للعمل والمعرفة والموهبة والإبداع، وتطوير روح العلماء بقوة، وتحفيز جماهير الباحثين في مجال العلوم على أن يكونوا طموحين ووطنيين ومتفانين وملتزمين بالابتكار. ويجب تعزيز المصداقية في البحوث العلمية وبناء أسلوب البحث والدراسة، ودفع تشكيل بيئة نظيفة ومستقيمة للبحث العلمي.
خامسا، يتعين تطبيق مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بعمق، ودفع التعاون المفتوح في مجال العلوم والتكنولوجيا. فالتقدم في العلوم والتكنولوجيا قضية عالمية وعصرية، ولا يستقيم الطريق إلى ذلك إلا بالتعاون المفتوح. وكلما ازداد تعقّد البيئة الدولية، توجب علينا فتح عقولنا وأبوابنا، والتخطيط الشامل للانفتاح والأمن، وتحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات من خلال التعاون المفتوح.
ويتعين علينا تنفيذ مبادرة التعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا بعمق، ومواصلة توسيع قنوات التعاون والتبادل بين الحكومة والأوساط غير الحكومية، وإفساح المجال للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" وغيرها من المنصات، وأخذ زمام المبادرة في تنظيم البرامج والمشاريع العلمية الدولية الكبرى، ودعم الباحثين في مجال العلوم من مختلف البلدان للتغلب على المشاكل بشكل مشترك. ويجب الانخراط بنشاط في شبكة الابتكار العالمية، والمشاركة بعمق في الحوكمة العالمية للعلوم والتكنولوجيا، وخلق بيئة مفتوحة ومنصفة وعادلة وغير تمييزية بالتعاون مع بلدان العالم للتطور الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا، ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وأمن الطاقة وغيرها بشكل مشترك، وجعل العلوم التكنولوجيا تعود بالنفع على البشرية بشكل أفضل.
أيها الأكاديميون والرفاق والأصدقاء،
في خضم بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا، يقع على عاتق الجبهة العلمية والتكنولوجية مسؤولية ثقيلة ومهمة مجيدة! آمل أن يكون الأكاديميون في الأكاديميتين في مقدمة الصفوف ويتحمّلوا الأعباء الثقيلة باعتبارهم ممثلين بارزين للأوساط العلمية والتكنولوجية، وأن يكونوا روادا في الصدارة في مجال العلوم والتكنولوجيا وأن يضطلعوا بالمهمة الرئيسية، وأن يوجهوا نمو المواهب الشابة، وأن يمثلوا روح العلماء ويقدموا مساهمات جديدة في تطوير قضية العلوم والتكنولوجيا ببلدنا! آمل في أن يوائم العاملون في مجال العلوم والتكنولوجيا طموحاتهم العلمية بشكل واع مع القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة قوية في العلوم وتكنولوجيا، وخلق إنجازات جديدة لا تخيّب آمال الشعب والعصر!
إن بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا مسؤولية مشتركة للحزب والبلاد بأكملها. ويتعين على لجان الحزب والحكومات على جميع المستويات تقوية التنظيم والقيادة للعمل المتعلق بالعلوم والتكنولوجيا بشكل فعال وبذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات والضمانات. ويتعين على القادة والكوادر على جميع المستويات توجيه الاهتمام للإلمام بالمعارف الجديدة في العلوم والتكنولوجيا وتعزيز قدرتهم على قيادة العمل المتعلق بالعلوم والتكنولوجيا ودفعه للأمام.
أيها الأكاديميون والرفاق والأصدقاء،
إن بناء بلدنا ليصبح دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا هو حلم تسعى الأمة الصينية لتحقيقه منذ العصور الحديثة، فقد عملت أجيال من أبناء وبنات الصين بجد واجتهاد وكافحوا بلا كلل من أجل ذلك. والآن، تم تمرير الشعلة إلى أيادي جيلنا، فعلينا أن نكون طموحين، ونبذل أقصى جهودنا، ونعمل بعزم وجد معا، من أجل التقدم بثبات نحو تحقيق الهدف العظيم المتمثل في بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا!