معلومات جمعها: عباس جواد كديمي
جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في بكين
العلاقات بين الصين والعالم العربي ودية تاريخية تعود لألفي سنة على الأقل، وخلال هذا التاريخ الطويل، لم تشهد أية مشكلة كبيرة. وفي العصر الحالي، تكتسب هذه العلاقات مزيدا من الزخم لمزيد من التطور على طريق تحقيق التنمية والمنفعة للشعبين العربي والصيني.
والصين حريصة على تطوير علاقاتها مع العالم العربي الحريص أيضا، والفضل في هذا الحرص يعود من جانب الصين إلى القيادة السياسية للصين، ممثلة بالحزب الحاكم وهو الحزب الشيوعي الصيني.
من المناسب أن أشير أولا بأن الهدف من نشر هذا المقال هو الدعوة الصادقة والرغبة الحقيقية بتحقيق مزيد من التقارب بين الشعبين العربي والصيني، لإيماني بأن هذا التقارب يصب في مصلحة الجانبين.
أعمل وأعيش في الصين بصورة مستمرة منذ أكثر من ربع قرن، وشهدت بعيني وبتجربتي الشخصية، مشاعر الود التي يكنها الصينيون للعرب. فعندما يسألونني من أين أنت، وأجيبهم بأنني عربي، فإنهم يبتسمون ويرفعون إشارة الإبهام تقديرا واعتزازا لعلاقتهم مع العرب. ويستذكرون بتقدير بالغ مواقف داعمة ومؤيدة هامة راسخة في أذهانهم، عن الدول العربية التي وقفت بجانب الصين في ظروف شتى. وحاليا، اشعر بسعادة حقيقية وأنا أرى مئات الطلاب العرب وهم يدرسون بالجامعات الصينية، وأقرانهم الصينيون يدرسون في الجامعات العربية.
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تولي الصين أهمية بالغة للغة العربية، وكافة الجامعات الصينية فيها أقسام لتدريس اللغة العربية، وهناك كفاءات تتخرج فيها، وتسهم في وراثة العلاقات الودية وتعزيزها، وأعمال الترجمة ومشاركات الصين في معارض كتب عربية في مدن العالم العربي، دليل على الاهتمام من الجانبين بجعل اللغتين الصينية والعربية، وأعمال الترجمة فيهما، جسرا قويا يربط بين الشعبين.
خلال عملي بمجال الترجمة، ومن خلال مشاهداتي بعيني، وسماعي لمشاعر الصينيين الطيبة تجاه العرب، وهي مشاعر متبادلة طبعا وتعود لفترة طويلة حتى عندما كانت جمهورية الصين الشعبية فقيرة محاطة بتحديات وتعقيدات محلية ودولية، أيقنت بأن العلاقات بين الجانبين تتمتع بآفاق مشرقة. الصينيون والعرب وقفوا جنبا إلى جنب في السراء والضراء، وكلا الجانبين لا ينسى مواقف الود والصداقة والدعم.
الترجمة تفتح نافذة لمزيد من معرفة الأصدقاء الصينيين
خلال عملي وحياتي في الصين، بدا واضحا تماما أمامي أن هذا الشعب يعتز جدا بتاريخه وحضارته وتقاليده، والجينات الوراثية لأبناء هذه الأمة محفوظة ومتوارثة بشكل مُحكَم، وفلسفة الحياة وفلسفة الإدارة والحكم مُستمَدة ومعتمِدة على الموروث الحضاري للأمة. لذلك، يمكنني القول جازما بأن أسلوب التفكير الصيني أو العقلية الصينية تتجلى بالحياة في الصين – رغم تطورها الكبير حاليا- من خلال ارتباطها بالمفهوم الحضاري التاريخي المتمثل بالكونفوشيوسية والطاوية، وفلسفة شخصيات تاريخية وثقافية وأدبية وأكاديمية وإدارية أخرى، وبتقاليد المجتمع الصيني بمختلف العصور.
ومن خلال تجربة عملي بمجال الترجمة في الصين، اتضح أمامي بأن فلسفة الحكم والإدارة في الصين مُستمَدة من نفس مصدر الموروث الحضاري الفلسفي. الفيلسوف كونفوشيوس، مثلا، يؤكد على أن الشعب يأتي قبل كل شيء، ويرى أنه لا بلاد ولا حكومة بلا شعب، وهو وفلاسفة آخرون سبقوه أو تبعوه، يرون أن الثقة بين الشعب والحكومة تأتي بالمرتبة الأولى والأهم، وعلى الحاكم أن يكون مثل الأب الذي يراعي بإخلاص جميع أفراد عائلته، وعلى الحكومة أن تكون خادمة للشعب مراعية لمصالحه، مُسهّلة لأموره، وصادقة ومخلصة في ممارساتها مع الشعب حتى تنال ثقته ودعمه. لذلك، فالصينيون، شعبا وحزبا وحكومة، وحتى يومنا هذا، حريصون على التمسك بهذا الموروث الحضاري التاريخي الثقافي للأمة، وعلى الواقعية في الممارسة وعدم المبالغة في تضخيم التعهدات التي ربما لا يمكن تحقيقها، وإذا لم تتحقق فهذا يعني التضحية بالثقة.
ومن خلال المشاركة في ترجمة أعمال كلاسيكية وسياسية هامة في الصين، وخاصة كتاب ((حول الحكم والإدارة)) للرئيس الصيني شي جين بينغ، اتضح أمامي أيضا أن فلسفة الحكم للحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه وحتى الآن، والرئيس شي شخصيا، تضع الشعب بالمقام الأول وتولي أهمية قصوى لسلام وانسجام واستقرار المجتمع، وتعتبر خدمة الشعب بصدق وإخلاص المهمة الأساسية والأصلية للحزب. الصينيون عموما بطبيعتهم، وبأسلوب تفكيرهم، يهتمون بالمسئولية والوفاء بها، ولذلك، هم متواضعون بحكمة، حذرون في إطلاق التصريحات، وإعطاء الوعود أو التعهدات المبالغ فيها أو غير الواقعية، ويهتمون كثيرا بإنجاز التعهد، لأنهم يرون ذلك حفظا للكرامة وضمانا لأن يتم تقييمهم بالشكل الصحيح في سجل تاريخهم.
الترجمة فتحت أمامي أيضا نافذة لفهم بعض الخصائص بالمجتمع الصيني. فعلى سبيل المثال، أن عدد السكان الهائل في الصين، أكثر من 1.4 مليار نسمة، جعلهم يتميزون منذ قديم الزمان بأنهم يؤمنون بالسلام والتفاهم والانسجام والعمل المشترك وخاصة في مجتمع زراعي يحتاج لتكاتف جهود جماعية. وبسبب هذا العدد الهائل من السكان، يعتقدون أنه من الطبيعي وجود اختلافات بين الناس، ولكن يمكن أيضا تركيز العمل على الأشياء المشتركة، وترك الاختلافات جانبا ومعالجتها في الوقت المناسب لها. وهذا ما يتمسكون به حاليا في علاقاتها الدولية. المهم لديهم هو أن يواصل المجتمع مسيرته بانسجام، لأن أي توقف بعجلة الحياة في مجتمع كثير السكان، وفي أي مجتمع آخر، يعني كارثة.
وتمسّكاً بتاريخ وتراث الأمة، عملت الصين، بعد الإصلاح والانفتاح في الصين أواخر السبعينات من القرن الماضي، عملت بإحكام على تعزيز وراثة مفاهيم السلام والتفاهم والاستقرار، ووطدتها محليا، ومع جيرانها ومع العالم، لأنها تؤمن تماما بأن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تتم إلا في بيئة سلمية. التنمية السلمية الناجحة جدا في الصين أثبتت أن السلام والاستقرار هما العاملان الأساسيان لتحقيق التنمية، والابتعاد عن البطالة ومشاكلها الاجتماعية.
وفي مجال العدد الهائل للسكان، عملت الصين بذكاء أيضا على تحويل الكم الهائل من السكان إلى عمالة ماهرة، من خلال ضخ استثمارات هائلة في مجالات التعليم وخاصة التعليم المهني، الأمر الذي أنتج عمالة ماهرة لم تسهم بتطوير الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي في البلاد فحسب، بل كانت عامل جذب هاما للاستثمارات الأجنبية المباشرة الباحثة عن عمالة مدربة ماهرة ومناسبة التكلفة في سوق هائلة الحجم متزايدة القوة مثل الصين.
من خلال عملي بالترجمة، رأيت تركيز الحزب الحاكم بالصين على وضع الشعب بالمقام الأول، وعلى هذا الأساس، أرى أن الصين، شعبا وحزبا وحكومة، تؤمن بقوة بأن العلاقات بين الشعوب مهمة جدا، وهذا ما يجعلني متفائلا بمستقبل العلاقات الشعبية بين العرب والصينيين. وخلال عملي وحياتي بين الصينيين، لمست بوضوح أنهم ودودون ومن السهل عمل صداقات معهم. وأظهرت الأعمال الأدبية والفلسفية والسياسية التي أشارك في ترجمتها، أن الحزب الحاكم في الصين يضع حرصا شديدا على وحدة وتناغم المجتمع في بلد فيه عدد هائل من السكان، ويبدو بوضوح أن الحزب يتمسك بفلسفة حكم تؤمن بضرورة الحفاظ على سلامة وصحة وكرامة الناس وشعورهم بقيمتهم الإنسانية. ولذلك، أرى أن كلمة الشعبية، في اسم جمهورية الصين الشعبية، هي لسان حال ومقال، وهي حقيقية فعلية؛ فالشعب في الصين هو كل شيء، وفي الصين هناك مبدأ سياسي يقول إن الصين يحكمها نظام الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية، تحت قيادة الطبقة العاملة وعلى أساس تحالف العمال والفلاحين وفئات الشعب الأخرى.
نظرة تاريخية سريعة على أوضاع الصين خلال الفترة التي سبقت تأسيس هذا الحزب
كانت الصين تعاني من فترة اضطراب محفوفة بمخاطر الذل والهوان، حيث توالت اعتداءات وغزوات القوى الإمبريالية على الصين، وسعت تلك القوى لتغيير مسار التطور التاريخي للمجتمع الصيني، وحوّلت المجتمع الإقطاعي بالكامل إلى مجتمع شبه مُستعمَر وشبه إقطاعي. فمنذ عام 1840 عندما اندلعت حرب الأفيون، وحتى عام 1921 قبل تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ظل الشعب الصيني يشن نضالات شجاعة وعنيدة ضد الإمبريالية والإقطاع، ومن تلك النضالات حركة مملكة تايبينغ السماوية، وحركة الإصلاح عام 1898، وحركة يهيتوان، وثورة عام 1911. لقد أدّت ثورة 1911، إلى إسقاط النظام الملكي المطلق الذي ساد الصين لآلاف السنين، وكان لتلك الثورة أهمية كبيرة لحفز التقدم الاجتماعي في الصين. لكنها فشلت في تغيير الطبيعة شبه المُستعمَرة وشبه الإقطاعية للمجتمع الصيني، وتغيير المصير المرير للشعب الصيني. في عام 1919، شكّلت حركة الرابع من مايو، حدثا ثوريا وحّد الطلاب والعمال، وغيرهم من أفراد المجتمع من جميع أنحاء الصين، وجمعهم في جبهة المعارضة ضد الإمبريالية الأجنبية الشرسة، وأمراء الحرب المحليين الخونة، وكانت رمزا لبداية ثورة ديمقراطية جديدة.
تلك الحركات أسهمت بدرجات متفاوتة، بمعارضة الحكم الإمبريالي والإقطاعي، وعرقلت وتيرة خطى الإمبريالية في مساعيها لتدمير الصين، لكنها لم تُظهر للشعب الصيني الاتجاه الصحيح للنضال أو الطريق إلى الأمام، وبالتالي لم تكن قادرة على إكمال المهمة الثورية للإطاحة بالإمبريالية والإقطاعية. الحقائق حينئذ أظهرت أن الشعب الصيني – الذي كان في حالة يُرثى لها في تلك الأيام - كان بحاجة إلى طبقة قيادية مناسبة وحزب ثوري لقيادته على المسار الثوري الصحيح.
هناك حدثان رئيسيان في أوائل القرن العشرين، قد دفعا باتجاه تأسيس هذا الحزب. فعلى الصعيد العالمي، أدى انتصار ثورة أكتوبر الروسية عام 1917 إلى انتشار الماركسية في الصين، ووضع الأساس النظري لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وعلى الصعيد المحلي، شكلت حركة الرابع من مايو عام 1919 علامة فارقة بأن الطبقة العاملة في الصين قد ارتقت المسرح التاريخي كقوة سياسية مستقلة، وأرست الأساس الطبقي لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وخلال تلك الحركة، ظهرت مجموعة من الشخصيات الجديدة والمتقدمة، وسعت بنشاط لاستكشاف الحقائق والسُبل لإنقاذ البلاد والشعب، سعياً وراء الاستقلال الوطني وتحقيق القوة والازدهار.
في يونيو 1920، عُقد اجتماع ضمّ شخصيات وطنية نضالية مهتمة بتأسيس الحزب الشيوعي. وأطلقوا عليه في البداية اسم " الحزب الشيوعي الاجتماعي"، وصاغوا المبادئ التوجيهية له. وبعد الاستعدادات، تأسست أول منظمة مبكرة للحزب الشيوعي في شانغهاي رسميا في أغسطس 1920، في مكتب قسم التحرير في مقر مطبوعة تسمى (الشباب الجديد)، في حي الامتياز الفرنسي بشانغهاي. وتوالت الاجتماعات في يوليو من ذلك العام، لتحقيق المزيد من الصياغة لبرنامج الحزب وخطط العمل المستقبلية.
وفي برنامجه الأول، منذ لحظة تأسيسه في عام 1921، أطلق الحزب على نفسه اسم الحزب الشيوعي الصيني، وهو الاسم الذي ظل مستخدما حتى يومنا هذا.
وحول التسمية، من الطريف أن نذكر هنا أنه خلال المؤتمر الوطني السابع للحزب في عام 1945، قال ماو تسي تونغ، ردًا على اقتراح بعض الأشخاص بتغيير اسم الحزب، إلى الاشتراكي مثلا، بدلا من الشيوعي، قال إنه "من الأفضل أن نحافظ على الاسم دون تغيير. فالشعب الصيني يكن مشاعر محَبّة لهذا الاسم".
لقد عُقِد المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني في شانغهاي، في الـ23 من يوليو 1921، لكن الجلسة الأخيرة عُقدت على متن قارب سياحي في البحيرة الجنوبية في جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ.
وفي عام 1941، حددت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الأول من يوليو كل عام، يوماً رسمياً للاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
ما السرّ وراء شعبية وحيوية ونجاح الحزب في الصين؟
أبرز العوامل التي تكشف هذا السر هي أن الحزب الشيوعي الصيني ظل متمسكا بالجينات الوراثية للأمة الصينية، والمشبعة بالحضارة والتاريخ والفلسفة المبنية على السلام والتناغم والمنفعة المشتركة، واحترام الذات واحترام الآخر، والتواضع والجدية والسعي للنضوج بكافة أنواعه، ولا سيما النضوج الفكري. وعندما أدخل الماركسية للصين، حرص تماما على صيننتها، وجعلها متكيفة تماما مع واقع الصين الفعلي واحتياجات البلاد والشعب. وحرص بقوة على فهم اتجاهات التاريخ وتطورات كل فترة زمنية واحتياجاتها وتحدياتها وسبل معالجتها. والعامل الآخر يتمثل في أن الحزب نهض من بين أبناء الشعب واعتمد عليهم وعمل لأجلهم، وظل معهم بعلاقة وثيقة جدا، وركز كل اهتمامه على معرفة الاحتياجات الفعلية الملحة والوثيقة للشعب، والتي لها تأثير مباشر على حياة الشعب بكافة قومياته.
تطورات هائلة في حياة الصينيين
خلال أكثر من 25 عاما لعملي وحياتي في الصين، رأيت بعيني التطورات الهائلة في هذا البلد. حاليا، يتمتع الصينيون بمستوى حياة رفاهية واضحة، وتغيرت حياتهم للأفضل بـ360 درجة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد تطورت المساحة السكنية من 5 أمتار مربعة للفرد، ومن حمّام مشترك لعدة عائلات، إلى شقق سكنية لا تقل مساحتها عن 100 متر مربع، وفيلات فارهة، وأسواق عامرة، وسيارات حديثة محلية الصنع وأجنبية، وتعليم متقدم ونظام صحي شامل وضمان اجتماعي للحضر والريف وللعاملين والمتقاعدين، وخدمات كريمة لكبار السن. وأصبحت في الصين طبقة ذات دخل متوسط تقدّر بأكثر من 400 مليون شخص، حسب إحصاءات 2018، وتعززت فرص الصينيين في السياحة والسفر للخارج، وتوطدت المكانة الدولية للبلاد، وتأثيرها في العالم.
أتذكر عندما وصلت لبكين في صيف عام 1998، كانت الصين، ولا تزال، مثل خلية نحل تماما، تعمل وتتقدم وتتطور. من أبرز ما يمكن للمرء ملاحظته في مدن الصين عموما، وبكين خاصة، هو السعي لتطوير النقل والمواصلات؛ تطوير الشوارع ومقترباتها، وبناء الجسور وتفرعاتها، والرصف والتعبيد والتجديد سنويا. طرق النقل ووسائل المواصلات، بكافة أنواعها، هي الشرايين التي عززت وأسهمت كثيرا بتحقيق نجاح الصين في التنمية الاقتصادية الأعجوبة بالعالم. مثلا: كان في بكين خطان فقط للنقل بمترو الأنفاق، وحاليا فيها 27 خطا، و 490 محطة.
حاليا، الصين هي قاطرة الاقتصاد العالمي، وثاني أكبر اقتصاد بالعالم، ومن بين أوائل الدول في العمل والإنتاج والموارد والتصنيع والرقمنة وسلسلة الأمداد. الصين حاليا، رقمية 100 في المئة، وهي مصنع العالم بلا منازع، حيث تتواجد بضائعها بشتى الأشكال في كل ركن من أرجاء المعمورة. التطور الهائل في الصين هو نتيجة لجهد وتعب وعرق ودم الصينيين، بقيادة وتنظيم الحزب الحاكم. لقد شهدت بعيني كيف أن الصين استضافت بنجاح باهر الألعاب الأولمبية الصيفية 2008، والشتوية 2022، وهذا يعني أن الصين هي أول بلد يستضيف كلا الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية. واستضافت شانغهاي بنجاح معرض أكسبو العالمي 2010. السر وراء نجاحات الصين يكمن في أن الحزب الحاكم بالبلاد قد حافظ على الارتباط الوثيق مع تاريخ وحضارة وموروث الأمة الصينية، وتمكن من حشد وقيادة الشعب الصيني في رحلته نحو النمو والتطور، والقضاء على الفقر المدقع، وتحقيق مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وهو ما اصطلح على تسميته في الصين، بهدف المئوية الأولى، أي مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ومواصلة العمل لتحقيق هدف المئوية الثانية، أي بناء الصين لتصبح بلدا اشتراكيا حديثا وغنيا وقويا وديمقراطيا ومتحضرا ومتناغما، وذلك عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الصين الجديدة.
· المعلومات أعلاه جمعها مُعِد هذا المقال مستفيدا من تجربة عمله بمجال الترجمة في الصين.