بكين 27 يونيو 2024 (شينخوا) توصل خبراء صينيون وأجانب في الدراسات الإسلامية شاركوا في ندوة أقيمت خلال يومي 26 و27 يونيو الجاري، إلى أن تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والإسلامية له أهمية بالغة لدفع الاستقرار والتنمية في الجنوب العالمي وتحقيق ازدهار وتقدم الحضارات العالمية.
وافتتحت الدورة الخامسة من الندوة الدولية التي أقيمت تحت عنوان "الصين والعالم الإسلامي: التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين"، يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الصينية بكين وتحت إشراف الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، جهاز متفرع عن منظمة التعاون الإسلامي، بهدف مواصلة تعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والإسلامية وتعزيز تفاهم الشعوب في الصين ودول العالم الإسلامي.
وركز الحاضرون في الندوة على أربعة محاور للمناقشة، بما في ذلك "الروابط التاريخية بين الصين والعالم الإسلامي" و"التبادلات والتعلم المتبادل في مجالي الفنون والعلوم" و"التبادلات والتعلم المتبادل في مجالي الأدب والفلسفة" و"الصين والعالم الإسلامي في النظام العالمي المعاصر".
وقال تشاو تشي مين، الأمين العام للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح الندوة، إن السعي لتحقيق السلام هو سمة مشتركة للحضارتين الصينية والإسلامية، ما أرسى أساسا تاريخيا للتعايش الودي طويل الأمد بين الصين والعالم الإسلامي، وضخ زخما تنمويا للرخاء المشترك للحضارتين الصينية والإسلامية، مشيرا إلى أن التعلم المتبادل ليس مجرد تجربة تاريخية للتبادلات بين الحضارتين الصينية والإسلامية، بل هو أيضا الاتجاه الصحيح لقيادة تنمية الحضارات العالمية.
وأكد تشاو "أن احترام تنوع الحضارات هو شرط للتعلم المتبادل بين الحضارات، وأن تعميق التبادل والتعاون على المستويين الإنساني والثقافي هو أساس للتعلم المتبادل بين الحضارات، وأن تكريس القيم المشتركة للبشرية والدعوة إلى التنمية المشتركة هو هدف التعلم المتبادل بين الحضارات".
وبدوره، أعرب الدكتور محمود أرول قليج، المدير العام لإرسيكا، في كلمته الافتتاحية عبر دائرة الفيديو، عن تقديره لدور هذه الندوة، قائلا إنه منذ انعقاد دورتها الأولى أصبحت موضوعاتها متنوعة بشكل متزايد وتغطي تخصصات متعددة، فيما تعد الصين والعالم الإسلامي حضارتين عظيمتين لعبتا أدوارا مهمة في تاريخ الثقافة الإنسانية، ودائما ما تحترمان وتتفهمان وتتسامحان مع بعضهما البعض، وتؤثران في بعضهما البعض في مختلف المجالات.
وقال تشاي جيون، مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضايا الشرق الأوسط، إن الصين ودول العالم الإسلامي تدعو إلى تعزيز الحوار والتبادلات بين مختلف الحضارات والشعوب والأوساط الدينية، ويجري الجانبان أنشطة متنوعة في مجال التبادل الإنساني والثقافي من خلال منصات وآليات مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومؤتمر حوار الحضارات الآسيوية ومنظمة التعاون الإسلامي، ما عزز التفاهم والصداقة بين الشعوب في الصين والعالم الإسلامي.
ومن جانبه، أشار تشاي إلى أن الصين مستعدة للعمل مع العالم الإسلامي لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية وتوسيع تبادلات الأفراد وتعزيز تبادل الخبرات في مجال حوكمة الدولة، والعمل بشكل مشترك على تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدل والإنصاف والديمقراطية والحرية، بما يحقق تجاوز الاختلافات الحضارية من خلال التعلم المتبادل، والترفع عن أفكار التفوق الحضاري من خلال التعايش بين الحضارات.
وشارك في الندوة مندوبون صينيون من هيئات أبحاث الدراسات الإسلامية، بما في ذلك الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومركز الدراسات الصيني-العربي للإصلاح والتنمية وجامعة بكين وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين وجامعة شانغهاي للدراسات الدولية وغيرها.