غزة 16 يونيو 2024 (شينخوا) خلت شوارع قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة من مظاهر عيد الأضحى المبارك الذي يستمر لمدة أربعة أيام، فيما أدى سكانه صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة.
ومنذ ساعات الصباح الباكر من أول أيام العيد علت أصوات الرصاص ودوي الانفجارات جراء هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية لبعض المناطق في القطاع الذي يشهد حربا متواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وعادة ما يشهد هذا اليوم توافد سكان القطاع إلى مراكز ذبح الأضاحي التي يتم توزيعها ثلاثة أقسام ثلث للأقارب وثلث للفقراء فيما يتم الإبقاء على ثلث للعائلة، وفق السنة النبوية الإسلامية.
وقال عيسى أبو محسن (55 عاما) بينما يجلس برفقة عدد من أحفاده قبالة منزل مدمر في مدينة دير البلح وسط القطاع إن "ما نشهده في عيد الأضحى هذا العام في ظل ظروف الحرب لم يمر مثله منذ أعوام طويلة".
وأضاف أبو محسن لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن العيد يأتي في ظل حرب طاحنة تخوضها إسرائيل منذ 9 أشهر وما صاحبها من إغلاق معابر ما خلق أزمة إنسانية وطبية وبيئية.
وتابع أبو محسن الذي اعتاد على ذبح الأضاحي أن الوضع العام لا يسمح بذلك بسبب الحرب المتواصلة وعدم امتلاكه الأموال بشأن ذلك.
وأشار إلى أن سكان القطاع من أقصى شماله إلى جنوبه حرموا من فرحة العيد والاستمتاع بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، لافتا إلى أن كل عائلة في القطاع تعيش نكبة لوجود قتلى لديها أو مصابين أو أسرى أو بيت مدمر جراء الحرب.
من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "جريمة" بمنعه إدخال الأضاحي إلى القطاع وذلك بإغلاقه كافة المعابر بالتزامن مع عيد الأضحى.
واعتبر البيان أن "الجريمة" الجديدة تأتي في سياق سلسلة من الممارسات الإسرائيلية في إطار الحصار المفروض على القطاع منذ 18 عاما استمرت فيها المعاناة الإنسانية بشكل كبير وغير مسبوق مما ترك أثرا سلبيا وكبيرا على الحياة اليومية لأكثر من 2.4 مليون مدني ونازح في غزة.
وقال البيان إن منع إدخال الأضاحي يحرم مئات آلاف من العائلات في القطاع من فرصة إحياء عيد الأضحى وتقديم الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية، ما يزيد من معاناتهم في ظل ظروف حرب "الإبادة" والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وعلى عكس الأعوام الماضية لم يمارس سكان القطاع عادتهم السنوية بتبادل الزيارات لتقديم التهاني بمناسبة العيد، ولم يرتاد الأطفال والفتية المتنزهات وساحات الألعاب في القطاع والتزموا بيوتهم خوفا من الغارات.
وتزامنا مع ذلك أدى السكان في القطاع صلاة عيد الأضحى على أنقاض المساجد المدمرة وفي الشوارع وزاروا مقابر القتلى وسط أجواء من الحزن على فراق أحبتهم.
وأكد الخطباء على ضرورة زيارة عوائل القتلى والجرحى والأسرى وصلة الأرحام، مشددين على ضرورة إدخال الفرحة على وجوه الأيتام والأطفال من كافة شرائح المجتمع.
وفي الصدد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تكثيف جهود إغاثة الشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر التاسع.
وقالت الحركة في بيان إن سكان قطاع غزة يقفون "دفاعا عن أرض فلسطين المباركة وذودا وحماية عن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني وأدت إلى دمار هائل في المنازل والبنية التحتية.
وجاء ذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.