الصين وأستراليا تشهدان بناء صداقة أوثق بينهما من خلال التعاون في مجال حماية الباندا

أديلايد، أستراليا 16 يونيو 2024 (شينخوا) يعشق المسافرون من جميع أنحاء العالم حيوان الكوالا الرقيق والجميل في أستراليا، كما يمكن للزائرين الاستمتاع برؤية الباندا العملاقة في أستراليا التي تستضيف الزوج الوحيد في نصف الكرة الجنوبي من هذه الحيوانات المحبوبة القادمة من الصين.

وفي عام 2009، سافر وانغ وانغ وفو ني، زوجا الباندا العملاقة، من مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين إلى حديقة حيوان أديلايد، ومنذ ذلك الحين أقاما في "موطن مخصص لهما في أستراليا".

إن حديقة حيوان أديلايد، التي كانت شاهدة على تعاون البلدين بشكل وثيق في مجال حماية الباندا والأبحاث ذات الصلة، كانت المحطة الأولى في الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى أستراليا اليوم (الأحد).

وفي جناح الباندا في حديقة حيوان أديلايد، استمع لي إلى تقارير من خبراء صينيين وأستراليين حول الأبحاث التعاونية المتعلقة بالحفاظ على الباندا العملاقة بين البلدين، بالإضافة إلى تربية حيوانات الباندا العملاقة ورعايتها في أستراليا.

وقال إنه على الرغم من أنهما بعيدان عن موطنهما، فإنهما يحظيان برعاية جيدة واستقرار ليعيشا حياة سعيدة في أستراليا.

ولأكثر من عقد من الزمان، عمل زوجا الباندا كمبعوثين للصداقة بين الصين وأستراليا، وأصبحا رمزا للصداقة العميقة بين الشعبين.

وقال لي إن التعاون بين الصين وأستراليا قادر على عبور المحيط الهادئ الشاسع وتجاوز الخلافات وتحقيق إنجازات متبادلة ونتائج مربحة للجانبين، طالما يحافظ عليه الجانبان.

وفي تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، قال فيل أينسلي، مدير حديقة الحيوان، "لقد كنا محظوظين حقا لكوننا موطنا لـ فو ني ووانغ وانغ، أول زوج للباندا العملاقة في نصف الكرة الجنوبي خارج الصين".

وأضاف "يعيشان معنا الآن منذ 15 عاما. وخلال ذلك الوقت، جاء أكثر من 5.5 مليون شخص إلى حديقة حيوان أديلايد لرؤية الباندا العملاقة، حيث كان ذلك رائعا للغاية".

وقال لي أيضا إن الصين ستقدم زوجا جديدا من الباندا العملاقة لحديقة حيوان أديلايد في وقت لاحق من هذا العام، وستواصل التعاون الثنائي مع أستراليا بشأن حماية الباندا.

وقد لاقى هذا الإعلان ترحيبا حارا من جانب المسؤولين المرافقين، من بينهم فرانسيس أدامسون حاكمة ولاية جنوب أستراليا، وبيتر مالينوسكاس رئيس وزراء ولاية جنوب أستراليا، ووزيرة الشؤون الخارجية الأسترالية بيني وونغ، ووزير التجارة والسياحة الأسترالي دون فاريل.

وأوضح لي أن الزوج الجديد من الباندا العملاقة سيكون جميلا ورائعا بنفس القدر، ومن المؤكد أنه سيحظى بترحيب من جانب الشعب الأسترالي كذلك.

وفي معرض إعرابه عن أمله في أن تظل أستراليا دائما موطنا صديقا للباندا العملاقة، قال لي إن الصين على استعداد لمواصلة التعاون مع أستراليا بشأن حماية الباندا وإجراء أبحاث ذات صلة.

وفي تصريحاته لـ ((شينخوا))، قال أينسلي "لقد كان من المهم حقا لموظفينا أن يتمكنوا من التعلم من الخبراء في الصين، كما كانت هناك فرصة لبعض الخبراء الصينيين للقدوم والاطلاع على ما نعرفه عن الباندا العملاقة هنا في حديقة حيوان أديلايد".

في ظل المساعدة التي قدمها الخبراء الصينيون، أنشأت حديقة الحيوان مزرعة خيزران لديها. "بات لدينا 15 هكتارا نزرع فيها أكثر من 15 نوعا مختلفا من الخيزران، وهو أمر مهم حقا"، وفقا لما قال.

وأشار "من منظور يتعلق بالسياحة، حظيت الباندا العملاقة بشعبية كبيرة، وسيأتي الكثير من السياح الدوليين من نصف الكرة الجنوبي، إلى حديقة حيوان أديلايد لرؤية الباندا العملاقة، إذ سيأتي سياح بالتأكيد من نيوزيلندا وبعضهم من دول جنوب آسيا".

وفي أثناء جولته في حديقة حيوان أديلايد، قام طلاب مدرسة ابتدائية محلية بغناء أغنية عن الباندا باللغة الصينية لرئيس مجلس الدولة لي، الذي أجرى معهم محادثة ودية. قال لي إنهم مرحب بهم لزيارة الصين لرؤية موطن وبيئة حيوانات الباندا العملاقة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة في الصين والثقافة الصينية، ليصبحوا مبعوثين صغار للصداقة بين الصين وأستراليا.

يجري لي جولة تشمل ثلاث دول خلال الفترة من 13 حتى 20 يونيو، إذ أنه بالإضافة إلى أستراليا، أجرى زيارة رسمية إلى نيوزيلندا، كما سيزور ماليزيا.