القاهرة 12 يونيو 2024 (شينخوا) دعا المشاركون في الاجتماع التشاوري الذي عقدته جامعة الدول العربية اليوم (الأربعاء) بشأن السودان إلى إعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ إجراءات للتهدئة الفورية.
وأكد المشاركون في الاجتماع التشاوري ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية باعتبارها العمود الفقري للحفاظ على وحدة واستقرار السودان وسلامة أراضيه، بحسب البيان الختامي الصادر عن الاجتماع.
وشارك في الاجتماع كل من جامعة الدول العربية (الداعية لعقد الاجتماع) والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) والأمم المتحدة، إلى جانب مملكة البحرين (رئاسة القمة العربية) وجيبوتي (رئاسة الإيجاد) وموريتانيا (رئاسة الإتحاد الأفريقي) ومصر (الراعية لمبادرة دول جوار السودان) والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية (راعيتا محادثات جدة).
وأعرب المشاركون عن بالغ القلق من أن تواصل القتال منذ 14 شهرا في السودان يستمر في التسبب في خسائر بشرية فادحة، وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني بعيدا عن منازلهم، والتدمير المنهجي للبنى التحتية ومباني الدولة بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، ما أدى إلى وضع إنساني كارثي بما في ذلك تزايد تهديدات المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
كما أعربوا عن عميق القلق إزاء انتشار انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والعنف العرقي الذي قد يصل إلى مستوى جرائم التطهير العرقي في بعض مناطق دارفور وتزايد احتمال انتشار الصراع عبر الحدود مما يشكل تهديدات خطيرة للسلام والاستقرار في المنطقة.
وأدان المشاركون في الاجتماع كافة أنواع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين خلال الصراع الدائر، وثمنوا المبادرات والجهود المختلفة المبذولة على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية لصالح السودان وهي مسار جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ومبادرة الاتحاد الإفريقي والإيجاد لدعم الحل السياسي الشامل، ومبادرة دول جوار السودان برعاية مصر.
ودعا المشاركون إلى دعم الجهود الهادفة لاستئناف محادثات جدة ومخرجاتها، والتنفيذ الكامل لـ "إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان 11 مايو (2023)"، بما في ذلك توفير ممر آمن للمدنيين المعرضين لخطر جسيم وإيصال المساعدة الإنسانية الحيوية إلى جميع الأشخاص المحتاجين، فضلا عن إعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ إجراءات للتهدئة الفورية.
وأكدوا التزامهم القوي بتعزيز التنسيق فيما بينهم لتحقيق سلام مستدام في السودان، على أساس التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وإطلاق حوار سياسي وطني بقيادة سودانية والعمل على الاستفادة من آليات الوساطة السودانية المحلية في عملية نزع فتيل النزاع ووضع تدابير لبناء الثقة.
ورحبوا بالجهود المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية نهاية الشهر الجاري لإطلاق حوار وطني سوداني باعتباره مساهمة مهمة في تعزيز التوافق بين القوى السياسية المختلفة، ويسمح بتهدئة الأزمة، وتقريب وجهات النظر.
ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
فيما يقدر موقع ((ACLED))، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة وتحليلها، عدد القتلى بأكثر من 15550 شخصا منذ اندلاع القتال في السودان.