الأمم المتحدة 6 يونيو 2024 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الخميس إلى بذل جهود مشتركة باتجاه تحقيق هيكل أمني أوروبي أكثر فعالية.
وقال فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الأزمة الأوكرانية تحتاج إلى حل سياسي يعالج الهيكل الأمني لأوروبا، مؤكدا أن التبكير باستعادة السلام سيكون له مردوده على مستقبل أوروبا. ولا ينبغي لأي طرف أن يتوهم أنه يستطيع إجبار الطرف الآخر على الجلوس على طاولة التفاوض من خلال كسب اليد العليا في ساحة المعركة، قائلا إن مثل هذه العقلية لن تؤدي إلا إلى تصعيد المواجهة وإطالة أمد الحرب.
وقال فو في اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي مع اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، إنه في الحالة الراهنة، يتسم مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة بأهمية خاصة وينبغي الدفاع عنه ووضعه موضع التنفيذ. كما ينبغي التعامل مع المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول بجدية، ومعالجتها بطريقة متوازنة، وبذل جهود مشتركة لبناء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام.
وأضاف "يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة ووضعا أمنيا قاتما. ولإنهاء الصراعات، واستعادة السلام، والتصدي بفعالية لمختلف أنواع التهديدات والمخاطر، يتعين علينا أن نعالج الأسباب الجذرية للصراعات، ونسعى معا لتحقيق السلام والاستقرار، ونبذل جهودا حقيقية لدعم روح التعددية"، مؤكدا في هذا السياق أنه " يتعين على الأمم المتحدة، باعتبارها جوهر النظام الدولي، أن ترتقى إلى مستوى مهمتها، ويجب على الاتحاد الأوروبي، كقوة مهمة على الساحة الدولية، أن يتحمل مسؤولياته".
وأردف قائلا، هناك عبارة في أوروبا تقول "نصر باهظ الثمن"، وتعني النصر الذي يتحقق بتكلفة كبيرة تنفي أي شعور حقيقي بالإنجاز. وفي الصين، هناك قول مأثور مماثل يقول "اجرح 1000 جندي عدو ولكنك تفقد 800 من جنودك"، محذرا من أن العديد من القضايا التي تواجه عالم اليوم ، مثل الأمن والتجارة والتكنولوجيا، قد تنتهي بمثل هذا السيناريو الخاسر إذا تم التعامل معها بشكل غير مناسب.
وشدد "لهذا السبب نحن بحاجة إلى التعددية، مع الأمم المتحدة في المركز، لمساعدتنا على إيجاد حل مناسب. لا يتعين على البلدان أن تنخرط في منافسات صفرية. ليست هناك حاجة لحرب باردة جديدة. العالم كبير بما يكفي لتقدم جميع الدول معا".
وحث فو الدول على العمل معا تحت راية التعددية وحماية النظام الدولي بشكل مشترك وفي القلب منه الأمم المتحدة، والنظام العالمي المدعوم بالقانون الدولي، والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إنه من الطبيعي أن يكون للدول وجهات نظر مختلفة بشأن قضايا معينة، غير أن هذا لا ينبغي أن يمنعها من التعامل مع بعضها البعض كشركاء، بل من الضروري للغاية أن تعمل الدول على تعزيز التفاهم المتبادل من خلال الحوار والتصدي بشكل مشترك للتحديات العالمية.
وأوضح فو أن الصين تضع أوروبا على رأس جدول أعمالها الدبلوماسي وتعتبر أوروبا شريكا رئيسا للتعاون، مضيفا أن الصين تولي دائما أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وتأمل في رؤية الاتحاد الأوروبي يعزز استقلاليته الاستراتيجية، ويلعب دورا أكبر في الشؤون الدولية، ويقدم إسهامات أكبر للسلام والأمن العالميين.
وقال إن العام المقبل يصادف الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، مبديا استعداد الصين لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل متعددة الأطراف، ومواصلة الجهود لحماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية.
يذكر أن اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي مسؤولة عن السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للكتلة وسياسة الأمن والدفاع المشتركة.