الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة : في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية، نازحو رفح بالكاد يجدون لهم مكانا في خانيونس والمناطق الوسطى

/مصدر: شينخوا/   2024:06:05.09:17

غزة 4 يونيو 2024 (شينخوا) بعد ثلاثة أيام من البحث المتواصل، استطاع الفلسطيني أحمد عرفان بصعوبة إيجاد مكان بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ليقيم فيه خيمة بعد فراره من مدينة رفح في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على المدينة الجنوبية .

ودخل الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو الماضي إلى مدينة رفح على الرغم من التحذيرات الدولية بأن أي هجوم على المدينة التي كانت تتكدس بأكثر من 1.4 مليون نازح سيزيد من سوء الأوضاع الإنسانية.

وقال عرفان لوكالة أنباء ((شينخوا)) والتعب باد على وجهه "قضيت أكثر من ثلاثة أيام وأنا أحاول البحث على مكان لأضع فيه خيمة لنعيش فيها أنا وزوجتي وأبنائي بعد هروبنا من رفح بفعل القصف الإسرائيلي العنيف".

ويضيف عرفان (43 عاما) وهو أب لأربعة أطفال، أنه أضطر في النهاية إلى وضع خيمته بالقرب من مكب نفايات في منطقة مواصي خانيونس في ظل عدم وجود أماكن كافية في المنطقة بسبب تكدس النازحين.

وأعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس في بيان أن التهجير القسري دفع أكثر من مليون شخص للفرار من مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وبنبرة حزينة، يقول عرفان "قالوا لنا (الجيش الإسرائيلي) أذهبوا إلى منطقة المواصي هي منطقة فيها خدمات إنسانية، ولكن لا يوجد أي شيء إنساني هنا، لا يوجد مياه صالحة للشرب، ونعيش بالقرب من مكب للنفايات سيعرضنا للأوبئة والأمراض الخطيرة".

ويضيف "تخيلوا أن تعيشوا في ظل هذه الظروف، عليك أن تسير مسافة كيلو متر للحصول على المياه النظيفة، هذه مأساة بكل معنى الكلمة، فلا توجد أي مؤسسة هنا تقدم لنا خدمات أساسية، لا الأونروا ولا أي مؤسسة مجتمعية".

وتكدس عشرات الآلاف من النازحين في منطقة المواصي الساحلية على شاطئ بحر قطاع غزة بعد الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح.

والمواصي المنطقة الإنسانية التي عادة ما يطالب الجيش الإسرائيلي سكان القطاع بالتوجه إليها كونها آمنة وتمتد من غرب رفح جنوب القطاع حتى مشارف النصيرات وسطه.

واضطرت منيرة السيد التي فقدت زوجها في قصف إسرائيلي على مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، إلى النوم في خيمة أقاربها في دير البلح بسبب عدم قدرتها على إيجاد أي مكان لوضع خيمة لها ولأطفالها الاثنين.

وقالت منيرة السيد 27 عاما، "هذه المرة الثالثة التي أنزح فيها مع أبنائي بعد مقتل زوجي في غارة إسرائيلية في مدينة النصيرات خلال نزوحنا الأول من غزة".

وتضيف والدموع في عينيها "اضطررت إلى وضع أبنائي في خيمة تابعة لإحدى عماتهم وأن أعيش أنا مع عائلة من أقاربي في خيمتهم في مدينة دير البلح بسبب عدم قدرتي على إقامة خيمة لي ولأولادي".

وتابعت وهي في طريقها للاطمئنان على أبنائها "كل يوم أضطر إلى قطع مسافة 500 متر للقاء أبنائي وقضاء بضع ساعات معهم ومن ثم أودعهم من أجل العودة إلى الخيمة التي أعيش فيها حاليا".

وبحسب منيرة السيد، فإنها لم تكن تمتلك الأموال اللازمة لإنشاء خيمة بسبب تكاليفها العالية، ولم تتلق أي خيمة أو مساعدة مالية من أي مؤسسة دولية أو محلية.

ويروي حسن إسماعيل معاناته بعد أن فر من رفح إلى مواصي خانيونس واستطاع بعد عدة أيام من وضع خيمة له على ميناء خانيونس بالقرب من شاطئ البحر، للحصول على مقومات الحياة الأساسية.

ويقول إسماعيل "منذ 15 يوما تقريبا لم نتلق أي مساعدة من الأونروا على عكس ما كان الوضع عليه في مدينة رفح".

ويضيف وهو يحمل جالون من المياه ويسير به بصعوبة بين الخيام "انظروا إلى هذا التكدس، نضطر إلى جلب كل شيء بأنفسنا، ولا أحد يسأل عنا، حتى الأونروا لم تستطيع تقديم خدماتها في المواصي بسبب أعداد الناس الكبيرة".

ويشكو إسماعيل وهو أب لثلاثة أطفال من بينهم طفل يبلغ من العمر 11 شهرا من شح حليب الأطفال في الأسواق.

ويقول "ابني الصغير رضيع ويعاني من سوء تغذية منذ عدة أشهر، وهو يحتاج إلى حليب أطفال بشكل دائم، وهناك شح في الأسواق".

وقالت الأونروا في بيان إنها تواصل تقديم الخدمات الأساسية على الرغم من التحديات المتزايدة والظروف التي لا توصف.

وأشارت تقديرات وكالة الغوث إلى أن منطقة خانيونس ووسط قطاع غزة تعد ملاذا لحوالي 1.7 مليون شخص، مشددة إلى أن عملها الإنساني "يستمر في التقلص".

وأوضحت الأونروا في منشور على منصة ((إكس)) أن الأسر الفلسطينية تعيش في "ظروف غير إنسانية مع ندرة المياه والغذاء والإمدادات"، مطالبة بضرورة إنهاء الحصار على الفور.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 36 ألف قتيل فلسطيني، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

صور ساخنة