تعد الدول العربية شريكا طبيعيا بالنسبة للصين في عملية بناء مبادرة الحزام والطريق. حيث يلتزم الجانبان بمبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة. وقد أصبح "الحزام والطريق" على نحو متزايد طريقا للتنمية والصحة وحماية البيئة، مما يجلب إحساسا حقيقيا بالمكاسب والسعادة لشعوب الدول العربية.
المدرسة النموذجية العراقية: علامة فارقة في التعاون الصيني العراقي
في بداية العام الحالي، حضر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حفل تسليم المدرسة رقم 20 في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار. وهي أول مدرسة يتم الانتهاء منها وتسليمها في مشروع المدارس العراقية النموذجية الذي تنفذه شركة مجموعة بناء الطاقة المحدودة الصينية. وقال السوداني في كلمته إن تسليم المدرسة يعد علامة فارقة في التعاون العراقي الصيني.
شهدت البنية التحتية العراقية أضرارا خطيرة بسبب الحروب والصراعات. ولذلك، خططت الحكومة العراقية لبناء 8 آلاف مدرسة جديدة بحلول عام 2030. وفي عام 2021، وقعت الصين والعراق اتفاقية تعاون لمساعدة العراق في بناء 1000 مدرسة نموذجية. فيما قامت شركة بناء الطاقة المحدودة الصينية إلى حد الآن الصينية ببناء 679 مستشفى في 10 مقاطعات عراقية. ووفقًا للخطة، سيكتمل بناء جميع المشاريع مع نهاية العام الحالي.
"معهد لوبان" في مصر: تدريب الكفاءات المحلّية
أُنشأت منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر من قبل فرع مصر لشركة هندسة البناء الحكومية الصينية. ومن أجل تلبية احتياجات بناء المشاريع وتطوير مستوى الكفاءات المحلية في مجال البناء، قام فرع مصر لشركة هندسة البناء الحكومية الصينية في عام 2020 بإنشاء "معهد لوبان"، وهي مؤسسة تعليمية عامة تهدف إلى تحسين مهارات العمال والمديرين الصناعيين المحليين.
يقدّم "معهد لوبان" العديد من الدورات التدريبية، على غرار الجودة الفنية، وإدارة المشاريع، والعقود التجارية، وإدارة السلامة، والتكامل الثقافي، وتقدّم أيضا الدروس العملية، والتدريب على المهارات، والتدريب قبل العمل. وقد نظم المعهد 25 دورة تدريبية، شارك فيها أكثر من 10 آلاف متدرب.
في هذا الصدد، قال عمرو، وهو رئيس لجنة إدارة إنشاءات العاصمة الجديدة في مصر، إن "معهد لوبان"، قد جلب خبرة تشييد المباني الشاهقة إلى مصر، وأسهم في تدريب عدد كبير من مواهب البناء ومساعدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
ملعب نيلسون مانديلا بالجزائر: "جلب فرح كرة القدم "
يتسع ملعب نيلسون مانديلا بالجزائر لحوالي 40 ألف متفرج، ويغطي مساحة تقدّر بحوالي 410 ألف متر مربع. وقد قامت بإنشائه مجموعة هندسة السكك الحديدية الصينية المحدودة. ويحتوي الملعب على ملعب رئيسي وملعب تدريب للإحماء وصالة للاعبين ومنصة مركزية.
وتم تجهيز الجزء الخارجي بمواقف للسيارات ومهابط لطائرات الهليكوبتر ومحطات للطاقة وحدائق خضراء. وقال بدوي محمد، مدير المشروع الجزائري للملعب، إن "ملعب نيلسون مانديلا يجلب متعة كرة القدم للشعب الجزائري، ويمكنه احتضان منافسات دولية من أعلى مستوى."
القضاء على العمى الناجم عن إعتام عدسة العين في جيبوتي: "الأطباء الصينيون جعلوني أرى النور مجدّدا"
أحمد، رجل مسن يعيش بالقرب من بحيرة عسل المالحة في جيبوتي، ويعاني من إعتام عدسة العين منذ أكثر من 10 سنوات. لكنه لم يتمكن من الحصول على العلاج لعدم قدرته على تحمل التكلفة الباهظة. وفي ظل التشخيص الدقيق والعلاج الذي قدمه الأطباء الصينيون، تكللت عملية أحمد بالنجاح. بعدما تم إطلاق مشروع القضاء على العمى الناتج عن إعتام عدسة العين في جيبوتي في فبراير 2023.
ينفذ المشروع بشكل مشترك من قبل "مؤسسة المشاركة"، وهي منظمة خيرية صحية في هونغ كونغ، الصين، ولجنة شانشي الصحية. ويهدف المشروع إلى القضاء على ما يقرب من 7000 حالة إعتام لعدسة العين في جيبوتي في غضون 5 سنوات. وبعد مرور أكثر من عام على إطلاقه، أجرى الفريق الطبي الصيني عمليات إعادة البصر لحوالي 1700 مريض محلي، بنسبة نجاح بلغت 100%.
مشروع البحر الأحمر السياحي لحماية الشعاب المرجانية في السعودية: "تثمين عال من السكان المحليين "
يعد مشروع البحر الأحمر السياحي في السعودية، أحد مشاريع البنية التحتية الضخمة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتحقيق "رؤية 2030". وهو يغطي أكثر من 200 كيلومتر من الخط الساحلي و90 جزيرة. وقد قامت الشركة الصينية لهندسة الموانئ بالتعاون مع مؤسسات أخرى بتنفيذ جزء من مشروع البحر الأحمر السياحي، ومراقبة وحماية البيئة الأصلية للجزر.
"على الرغم من أن أعمال حماية البيئة معقدة وشاقة، إلا أن النظام البيئي للشعاب المرجانية في البحر الأحمر له أهمية كبيرة للبيئة الإقليمية وحتى العالمية." يقول شعيب، وهو خبير في حماية البيئة البحرية في مشروع البحر الأحمر السياحي، مضيفا بأن السياحة البيئية تمثل جزء مهم من "رؤية 2030" للمملكة العربية السعودية.
وأشار شعيب إلى أن الشركات الصينية تفي بنشاط بمسؤولياتها الاجتماعية وتعتمد تدابير وقائية صارمة أثناء عملية البناء للمساهمة في التنمية المستدامة المحلية، مما يجعلها تحظى بتقدير كبير من قبل السكان المحليين.