أصدر المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد مؤخرا دعوة قوية للحفاظ على السلام والدفاع عن العدالة في القضية الفلسطينية. وأوضح الرئيس شي جين بينغ في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح المؤتمر، موقف الصين بشأن القضية الفلسطينية. كما أصدر المؤتمر "البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية"، مما يشير إلى أن الصين والدول العربية لديهما درجة عالية من التوافق للدفع من أجل إنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن وتعزيز حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
منذ أكتوبر من العام الماضي، تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عنيف، وعانى الشعب من معاناة شديدة. وأعلن الرئيس شي جين بينغ في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، رسميًا عن موقف الصين ومقترحاتها، مشدداً على أن "الحرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تغيب بشكل دائم، ولا يمكن زعزعة "حل الدولتين" بشكل تعسفي". وأعرب "البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية " الصادر عن الاجتماع عن قلق الصين والدول العربية العميق إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن إطالة أمد الصراع في غزة، وجاء في البيان أن الجانبين يشجعان وقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، وضمان الإغاثة الإنسانية، ومعارضة الترحيل القسري للشعب الفلسطيني، ودعم فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، واتخاذ موقف حازم تجاه تشجيع التوصل إلى حل مبكر للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين". وقالت فارسين شاهين، وزيرة الدولة لشؤون الوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن البيان يفضي إلى تعزيز دعم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية العادلة ويعكس موقف الصين بشأن القضية الفلسطينية.
لقد أثبت التاريخ مراراً وتكراراً أن السبب الأساسي لسقوط الوضع الفلسطيني الإسرائيلي في حالة من الاضطراب المتكررة هو عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشكل فعال، والتآكل المستمر لأساس "حل الدولتين"، وانحراف عملية السلام في الشرق الأوسط عن المسار الصحيح. ويعد توفير العدالة للشعب الفلسطيني والتنفيذ الكامل لـ "حل الدولتين" أساس الازالة بشكل جذري التربة التي تولد كل أنواع الاتجاهات الإيديولوجية المتطرفة، والخروج بشكل كامل من الحلقة المفرغة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. وإن "حل الدولتين" هو السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، كما أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وتؤيد الصين بقوة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر سلام دولي أكبر حجما وأكثر موثوقية وفعالية. وذكرت افتتاحية صحيفة "الوطن" الإماراتية، أن طرح الصين بشأن القضية الفلسطينية ينسجم مع مواقف الدول العربية وسيثير صدى واسع النطاق بين شعوب الشرق الأوسط.
منذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حافظت الصين على اتصالات وتنسيق وثيقين مع الدول العربية، وبناء إجماع واسع النطاق مع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي، وتعزيز وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب بأقصى قدر من الإلحاح. وتولي الصين اهتماما وثيقا بالوضع الإنساني في غزة، وقد قدمت دفعات متعددة من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وستواصل الصين تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية الطارئة للتخفيف من الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة بعد الحرب. وقد زار الممثلون الصينيون دول المنطقة عدة مرات، وحضروا مؤتمرات السلام الدولية ذات الصلة، وقاموا بالوساطة بنشاط. وفي نوفمبر من العام الماضي، وباعتبارها الرئيس الدوري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ذلك الشهر، دفعت الصين مجلس الأمن إلى تبني أول قرار له منذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأصدرت ورقة موقف الصين بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودفعت مجلس الأمن بنشاط إلى اتخاذ إجراءات هادفة ومسؤولة. وتشجع الصين بنشاط مختلف الفصائل الفلسطينية على تحقيق المصالحة الداخلية من خلال الحوار والتشاور، وتدعم بقوة "الفلسطينيين يحكمون فلسطين". ومنذ بداية هذا العام، أصدرت الصين بيانات مشتركة مع مصر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وفرنسا والدول العربية وغيرها لبناء توافق في الآراء لتعزيز حل القضية الفلسطينية. وأعرب القادة العرب الذين حضروا حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي عن تقديرهم الكبير لموقف الصين العادل بشأن القضية الفلسطينية، وأعربوا عن استعدادهم للعمل بشكل وثيق مع الصين لتعزيز تخفيف التوترات والأزمات الإنسانية في غزة، وتحقيق إقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، وتعزيز تسوية مبكرة شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
إن الوضع الحالي في غزة غير قابل للاستمرار، ووقف إطلاق النار غير المشروط والفوري هو الإجماع الدولي، ويشكل تحسين الوضع الإنساني أولوية قصوى. وباعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولة كبرى مسؤولة، ستواصل الصين الوقوف بثبات إلى جانب الدول العربية، ودعم العدالة، وتعزيز التوصل إلى حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.