بكين أول يونيو 2024 (شينخوا) يحتضن متحف سور مدينة نانجينغ في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين خلال الفترة ما بين 18 مايو الماضي وحتى 18 أكتوبر المقبل، معرضا لمجموعة من الآثار الثقافية من سورية.
ويُسلّط المعرض الضوء على الثقافة والحضارة السورية، ويعتبر جزءا من سلسلة جولات تنظمها المعارض الفنية الصينية والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية. وبدأت الجولة في عام 2021، احتفالا بالذكرى الـ65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، تم عرض إجمالي 195 قطعة أو مجموعة من الكنوز السورية التي تشمل التماثيل والنقوش وقلائد اللازورد، في متاحف بأكثر من 10 مدن صينية مثل شنتشن وتشنغدو، لتجذب أكثر من مليون زائر.
وفي هذا السياق، قال جين ليان يوي مدير متحف سور مدينة نانجينغ، إن المتحف اتخذ إجراءات استعداد مكثفة للترحيب بوصول هذه الكنوز، بما في ذلك تخطيط طريق النقل وترتيب حالات عرض متنوعة لتوفير بيئة آمنة ومستقرة مع ظروف درجة حرارة ورطوبة مثالية لهذه الكنوز الأثرية.
وبدوره، قال شياو فا هوا أحد موظفي المتحف: "إنه مشروع معرض كبير ومُعقّد بالنظر إلى ما تتميز به الآثار من كميات كبيرة وأحجام مختلفة، حيث يبلغ ارتفاع أكبرها أكثر من متر واحد ويزن 679 كغ، بينما يبلغ طول أصغرها 1.7 سم ويزن بضعة غرامات."
وأضاف جين: "الناس محظوظون لرؤية هذا التراث الثقافي الثمين"، مشيرا إلى حرص القائمين على المعرض على إيجاد الزوايا المثالية التي توفّر مشاهدة تفاصيل هذه الآثار من خلال اعتماد طرق عرض مختلفة مثل تحريك قواعد العرض ووضع المرايا.
من جانبه، أعرب محمد نذير عوض المدير العام للآثار والمتاحف في سورية عن إعجابه بمهنية ومصداقية فريق الإدارة الصيني، فضلا عن التكنولوجيا المستخدمة في المعارض لحماية الآثار وإبراز أهميتها الثقافية.
وقال عوض: "تعتبر الصين وجهة سياحية شهيرة، ما يجعلها مكانا مثاليا لعرض الحضارة السورية أمام جمهور متنوع"، مضيفا أنهم قرروا تمديد فترة المعرض.
وفي وقت سابق من العام الجاري، احتضن متحف مدينة قويوان في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين المعرض المذكور.
وبالنظر إلى موقعها عند تقاطع آسيا وأفريقيا وأوروبا، كانت سورية دولة مهمة على طريق الحرير القديم، فيما كانت قويوان أيضا موقعا تجاريا حيويا على طريق الحرير القديم.
وحول ذلك، قال وانغ شياو جيون مدير متحف قويوان: "خلال ذروة التجارة على طريق الحرير القديم، كانت قويوان حلقة وصل بين سورية والصين"، مضيفا أن الزوار سيجدون العديد من أوجه التشابه بين الآثار الثقافية المكتشفة في المنطقتين، والتي تمثل التبادلات الثقافية والتجارية الغنية بين الصين وسورية عبر التاريخ.
وقال عوض: "يعود الفضل لطريق الحرير في تأسيس تلك العلاقات الثقافية الهامة مع الصين أكثر من دوره في إقامة علاقات تجارية مهمة، فيما يستمر طريق الحرير حاليا بأداء دوره المميز بطريقة أو بأخرى"، مشيرا إلى أن المعرض هو امتداد لطريق الحرير، وامتداد للعلاقات الثقافية مع الصين.
من جانبه؛ قال تشن كوان نائب مدير متحف جياشينغ في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، أحد المتاحف المُضيفة لجولة المعرض المذكور، إن بإمكان زوار المعرض أيضا ملاحظة أوجه التشابه بين الثقافتين الصينية والسورية القديمتين، لا سيما في سعيهما المشترك لإظهار الحرفية الرائعة وتقديس الأجداد والتطلع إلى حياة أفضل.
وقال ليو شين لو عميد كلية الدراسات العربية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية: "يعد المعرض دليلا آخر على أن البلدين يشتركان في تبادلات ثقافية مزدهرة، والتي يمكن أن تساعد في تسهيل التفاهم المتبادل وتعزيز الوعي بحماية الآثار الثقافية".