دبي 30 مايو 2024 (شينخوا) أشاد كتاب إماراتيون اليوم (الخميس) بنمو ومتانة العلاقات الصينية - الإماراتية، مؤكدين على الدور الحيوي والمهم لبكين في السياسة العالمية، وذلك بالتزامن مع انطلاق أعمال الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي.
ووصل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء إلى بكين في زيارة دولة تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس شي جين بينغ.
ويشارك الرئيس الإماراتي في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني-العربي في بكين.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) في وقت سابق أن رئيس الإمارات سيبحث خلال الزيارة مع الرئيس الصيني العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها، وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات والصين بما يسهم في تعزيز التنمية والازدهار المستدام في البلدين.
كما يشهد الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين، وفق الوكالة.
وافتتحت في وقت سابق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي في العاصمة الصينية.
وقال الشيخ محمد بن زايد على منصة ((إكس)) "سعدت اليوم بالمشاركة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني في بكين بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من القادة العرب".
وتابع "أن العلاقات بين الدول العربية والصين تاريخية، وثمة حرص مشترك على تنميتها وتوسيع آفاقها".
وأضاف "أن سياسة دولة الإمارات تقوم على تعزيز أُطر العمل الدولي بما يحقق المصالح المشتركة ويلبي تطلعات شعوبنا نحو الرخاء والازدهار".
-- علاقات متنامية
وشهدت العلاقات الإماراتية-الصينية على مدى العقود الـ 4 الأخيرة "تنامياً لافتاً ومطردا" توج باتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتشمل بذلك قطاعات متعددة ومهمة، أبرزها النفط والطاقة النظيفة، بجانب المجالات الأخرى، بما فيها الأمنية، وفق ما كتب الإعلامي والكاتب الصحفي الإماراتي محمد حسن الحربي.
وقال الحربي في مقال بصحيفة ((البيان)) اليومية "إن البلدين يشاركان في العديد من المبادرات الدولية المشتركة".
وأضاف : "يرى المراقبون أن العلاقات الإماراتية-الصينية تتسم بالكثير من التفاؤل، ما جعلها متميزة تقوم على السعي الدائم والحثيث إلى تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً يضمن المزيد من التقدم والازدهار لشعبي البلدين وللعالم أجمع".
والإمارات هي واحدة من أربع دول عربية تشمل أيضا مصر والجزائر والسعودية أقامت مع الصين "علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
فيما تم إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين و10 دول عربية هي قطر والعراق والأردن والسودان والمغرب وعمان وجيبوتي والكويت وفلسطين وسوريا.
وقالت الكاتبة الإماراتية فاطمة عبدالله الدربي في مقال بصحيفة ((البيان)) الصادرة عن حكومة دبي إن الإمارات تحرص على تعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع الصين، وتبني نظرة طويلة المدى تهدف إلى علاقة استراتيجية شاملة وقوية ومتجددة.
وتابعت "أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية" بين الإمارات والصين.
وتتطلع الإمارات دائماً إلى دور صيني فاعل في إقرار السلام، وفق الدربي.
-- قوة سياسية مؤثرة في العالم
وقالت الدربي في مقالها إن الجانبين سيبحثان القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المتبادل، وأهمية التعاون بين البلدين ضمن أطر العمل الدولية المشتركة، بما يعزز أسباب الاستقرار والسلام في العالم.
فيما أكدت الأكاديمية في جامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة فاطمة الصايغ في مقال في صحيفة (البيان) على كون الصين قوة سياسية مؤثرة في العالم.
وتابعت أن "دولة الإمارات تأمل في التشاور مع الصين حول أفضل الطرق للتوصل إلى حل سياسي لمشكلة الشرق الأوسط، بالإضافة بالطبع إلى توطيد أواصر التعاون الاقتصادي معها، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا العالمية المعاصرة".
وأضافت الصايغ "أن مشاركة دولة الإمارات في المنتدى الاقتصادي العربي- الصيني، هي إشارة أخرى إلى أهمية دور دولة الإمارات بالنسبة للصين، فدور الإمارات الاقتصادي المتنامي والاستثمار الإماراتي في الصين والاستثمار الصيني في الإمارات يكملان بعضهما البعض، ويقدمان نموذجاً متميزاً للشراكات الاقتصادية الناجحة القائمة على التفاهم والاحترام المتبادل والمصالح الثنائية المشتركة".
ويصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي، وفي هذا الإطار تسعى الصين والإمارات إلى تطوير شراكتهما الإستراتيجية.
-- "الكل رابح" مع الصين
وذكرت صحيفة ((الاتحاد)) الصادرة عن حكومة أبوظبي في افتتاحيتها "تسير مساعي تحديث وتطوير تلك الشراكة الاستراتيجية، والتي شهدت خلال 40 عاماً تطورات متلاحقة جعلتها أحد نماذج الشراكة الدولية مع القوى الرئيسية في الشرق الأوسط".
وتابعت أنه "خلال هذه المدة نمت العلاقة بصورة متسارعة، حتى باتت دولة الإمارات الشريك التجاري العربي الأول للصين ... فيما أصبحت بكين ثالث أكبر مستثمر أجنبي في الإمارات".
وأضافت الصحيفة أن زيارة الشيخ محمد بن زايد تدعم التوافقات الثنائية الإماراتية الصينية وأسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتستكمل نهج التعاون القائم على مقاربة "الكل رابح" مع الصين.
وتوقع الكاتب الإماراتي المتخصص في الشؤون الاقتصادية الدكتور محمد العسومي في مقال بصحيفة (الاتحاد) "أن تتمخض الزيارة الحالية للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين عن نتائج مهمة للغاية ستضيف الكثير للتعاون الثنائي كي تنقله إلى مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي الشامل، كما يتضح من المواضيع التي طرحت أثناء الاجتماعات الوزارية والفنية المشتركة".
فيما حفلت الصفحات الأولى للصحف الإماراتية اليومية بعناوين رئيسية حول زيارة الشيخ محمد بن زايد، الحالية إلى الصين، معتبرة أنها زيارة تاريخية تؤطر العلاقات المتميزة والمتينة بين أبوظبي وبكين، وتهدف إلى بناء شراكات جديدة بين البلدين في مجالات عدة.