بيروت 27 مايو 2024 (شينخوا) وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني اليوم (الاثنين) الأوضاع في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بأنها "مأساوية"، معتبرا أنه "من المعيب" تسمية الوكالة "منظمة إرهابية".
وجاء ذلك في تصريحات عقب اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم تناول الوضع في غزة والأوضاع المالية للوكالة والمساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقال لازاريني إن"مدينة رفح في قطاع عزة تعاني من الأوضاع المأساوية في ظل وجود حوالي مليون شخص نزحوا إليها، وهم نصف سكان القطاع".
وأضاف "نعاني في إدخال المعونات إلى القطاع، ورأينا أمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، كما أن الاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض وفي الميدان".
وقتل 45 شخصا، بينهم أطفال ونساء في قصف للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية على خيام للنازحين قرب مخازن للأونروا شمال غرب مدينة رفح، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه يجري تحقيقا في الغارة الجوية في رفح.
واعتبر لازاريني أن "المطلوب هو وقف لإطلاق النار لكي نتمكن من زيادة المساعدات في قطاع غزة، كما أننا نطالب بإطلاق الأسرى والرهائن"، مشيرا إلى أن 192 من موظفي الأونروا قتلوا في غزة، وهو عدد غير مسبوق.
وحول مشروع قانون للكنيست الإسرائيلي يصنف الأونروا "منظمة إرهابية"، قال لازاريني إنه قرأ عن المشروع، معتبرا أنه "يهدف إلى تفكيك الوكالة."
وأضاف "هناك الكثير من المعلومات المغلوطة، وأعتقد أنه من المعيب أن تتم تسمية منظمة تابعة للأمم المتحدة بأنها منظمة إرهابية، هذا الأمر غير مسبوق".
وتابع أن "الأمر لا يزال مشروعا ولم يعتمد، وآمل أن تلتزم إسرائيل بالقانون الدولي."
وأشار إلى أنه ناقش مع ميقاتي الأوضاع المالية للأونروا، قائلا إنها "تعاني منذ سنوات من أزمة مالية تفاقمت في شهر يناير الماضي، عندما صدرت إدعاءات بأن هناك 12 موظفا من الوكالة شاركوا في أحداث 7 أكتوبر، وأنه إثر ذلك جمدت 16 دولة مانحة تبرعاتها".
وأضاف "منذ ذلك الوقت فإن 14 دولة استأنفت تبرعاتها للوكالة، ولكن لا نزال بحاجة إلى التمويل المالي من الولايات المتحدة التي أعلنت أنها لن تستأنف تبرعاتها قبل شهر مارس من العام المقبل".
وأكد أن "وضع الوكالة لا يزال دقيقا من الناحية المالية، ولكنني أبلغت ميقاتي بأننا سنقوم بكل ما في وسعنا لنحافظ على كل عملنا ونشاطاتنا واستمرارها في لبنان والمنطقة."
ورأى لازاريني أن "الأوضاع في المخيمات الفلسطينية في لبنان صعبة جدا كذلك معدلات الفقر مرتفعة جدا (..) لذلك من المهم أن تتمكن الوكالة من الاستمرار في أداء مهامها لكي تساعد وتحمي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنطقة."
وبحسب إحصاء فلسطيني لبناني رسمي أُجري في عام 2017، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين قرابة 174 ألفا و422 لاجئا يعيشون في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في مختلف المناطق اللبنانية.
ولفت لازاريني إلى "ضغوطات تتعرض لها الوكالة في لبنان"، مشيرا إلى أنه "منذ أكثر من شهرين يتم منع موظفي الوكالة من الوصول إلى مكاتبهم، وقد تمت إعادة فتح المكاتب يوم الجمعة الماضي ولمدة أسبوع فقط، وهذا أمر غير مقبول".
وتأتي زيارة مفوض عام الأونروا إلى بيروت في وقت تنفذ فيه فصائل وقوى إسلامية فلسطينية منذ مارس الماضي سلسلة احتجاجات، من بينها إغلاق المكتب الرئيسي للأونروا في بيروت ومكاتب مدراء المناطق في المدن اللبنانية والمخيمات الفلسطينية على خلفية اتخاذ الوكالة إجراءات إدارية بحق موظفين فيها بزعم مخالفة الحيادية الوظيفية.