يعتمد الاقتصاد الأزرق على الاقتصاد البحري، ويهتم بالتنمية المستدامة للموارد البحرية وحماية البيئة الإيكولوجية البحرية. وفي السنوات الأخيرة، أجرت الصين وأفريقيا تعاونا عمليا في مجال الاقتصاد الأزرق في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، الأمر الذي عزز تنمية الاقتصاد الأفريقي والتعاون الصيني الأفريقي. وستوفر قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة، فرصاً جديدة للتعاون الاقتصادي الأزرق بين الصين وأفريقيا.
تنمية الاقتصاد الأزرق في الصين تحسنت من حيث الكم والنوع
ارتفعت القيمة الإجمالية للمنتجات البحرية في الصين من 0.95 تريليون يوان في عام 2001 إلى 9.9 تريليون يوان في عام 2023. وقد تم تطوير هيكل الصناعة البحرية تدريجيا ويتجه نحو مرحلة التنمية عالية الجودة. وبشكل عام، يحتل الحجم الإجمالي للاقتصاد الأزرق في الصين مكانة رائدة في العالم، وتقع مجالات محددة مثل مصايد الأسماك البحرية، وصناعة النفط والغاز البحرية، وصناعة بناء السفن، وتصنيع معدات الهندسة البحرية، وصناعة الشحن، وبناء الموانئ وتشغيلها، في المركز المتوسط أو المتقدم في سلسلة القيمة العالمية. ومع تقدم "طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، اقترحت الصين أيضًا وثائق مثل "رؤية التعاون البحري للحزام والطريق" و"مبادئ الشراكة الزرقاء" و"مبادرة التعاون الأزرق للحزام والطريق". ورحبت بالتعاون الدولي في مجال الاقتصاد الأزرق من أجل الحماية المشتركة للمحيطات واستخدامها على نحو مستدام.
الاقتصاد الأزرق هو الساحة الجديدة لنهضة أفريقيا
تعد 38 دولة من أصل 54 دولة في أفريقيا دول ساحلية أو جزرية، وأكثر من 90٪ من واردات وصادرات القارة الأفريقية تتم عن طريق البحر. وبالتالي، أصبح الاقتصاد الأزرق الساحة الجديدة لنهضة أفريقيا. وأصدر الاتحاد الأفريقي تباعا وثائق استراتيجية مثل "الاستراتيجية البحرية الأفريقية الشاملة لعام 2050" و"استراتيجية الاقتصاد الأزرق الأفريقي" لتصميم مخطط لتنمية الاقتصاد الأزرق في أفريقيا. كما أدركت المنظمات الاقتصادية الإقليمية مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية IGAD، والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، إمكانات التنمية الاقتصادية الزرقاء. وقد أصدرت جنوب أفريقيا وسيشيل والرأس الأخضر وكينيا وبلدان أخرى سياسات تتعلق بالاقتصاد الأزرق لتتماشى مع الاستراتيجيات الإقليمية والأفريقية. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن يرتفع حجم الاقتصاد الأزرق في أفريقيا إلى 405 مليار دولار أمريكي، مما يخلق 57 مليون فرصة عمل.
التعاون الاقتصادي الأزرق بين الصين وأفريقيا يتمتع بأساس متين
عُقدت ندوة التعاون الصيني الأفريقي في مجال العلوم البحرية والاقتصاد الأزرق في يوليو 2023، وتم إنشاء مركز التعاون الصيني الأفريقي في مجال العلوم البحرية والاقتصاد الأزرق، وهذا جزء مهم من "المشاريع التسعة" للمؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، كما أنه إجراء عملي في المجال البحري لتعزيز تنفيذ النتائج الدبلوماسية لرؤساء الدول وبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد. وفي السنوات الأخيرة، كثفت وثائق مثل "خطة العمل الثلاثية" لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي و"وثيقة سياسة الصين بشأن أفريقيا" و"رؤية 2035 للتعاون الصيني الأفريقي" التوافق بشكل فعال بشأن التعاون في مجال التنمية الاقتصادية الزرقاء بين الصين وأفريقيا، وقد نفذت الصين وأفريقيا تعاونا عمليا في لوجستيات الموانئ ومصايد الأسماك البحرية والعلوم والتكنولوجيا البحرية والتخطيط البحري وجوانب أخرى وحققتا نتائج مرحلية، مما أرسا أساسا متينا لمواصلة تعميق التعاون الاقتصادي الأزرق بين الصين وأفريقيا.
التعاون الاقتصادي الأزرق بين الصين وأفريقيا يتمتع بآفاق واسعة
لقد جلب الاقتصاد الأزرق فرص تعاون جديدة للصين وإفريقيا، وأطلق إمكانات التعاون تدريجياً، ومن المتوقع أن يصبح نقطة نمو جديدة للتنمية الاقتصادية والتعاون بين الجانبين. ويعد هذا العام عاما حاسما للعلاقات الصينية ـ الأفريقية. وستعمل قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي القادمة على دفع الجانبين لتعزيز التنمية المشتركة للاقتصاد الأزرق من خلال الحوار المتكافئ وتعزيز المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين في المجال البحري من خلال التعاون العملي. وفي المستقبل، يمكن للصين وأفريقيا زيادة تقاسم الموارد البحرية، والسعي إلى الرخاء البحري، وتعميق الاقتصاد الأزرق من خلال منصات سياسية لفتح قنوات التعاون، وتمكين التمويل الأزرق لتعميق التنمية، والتنمية الرقمية لتعزيز التحديث الصناعي، والتبادلات متعددة الأطراف لتوسيع مساحة التعاون، وتعزيز بناء مجتمع بحري ذي مستقبل مشترك ومستوى أعلى من الاقتصاد العالمي المفتوح.