دمشق 9 مايو 2024 (شينخوا) مع احتفال سوريا بالذكرى الأولى لعودتها إلى الجامعة العربية، رأى الخبراء في سوريا أن النتيجة خلال عام كانت بمثابة تحقيق انفراج جزئي، دون تأثير كبير على الوضع الاقتصادي أو العملية السياسية في سوريا وسط التعقيدات الإقليمية والدولية المستمرة.
وبعد غياب لسنوات، عادت سوريا إلى الحضن العربي، الأمر الذي عده الخبراء خطوة إيجابية مهمة.
وتحدث الباحث والمحلل السياسي السوري محمد العمري، عن إعادة دمج سوريا في الجامعة قبل عام واحد بالضبط والتطورات اللاحقة، معترفا بآثار عودة سوريا إلى محيطها العربي، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ذلك الأثر كان على نطاق محدود.
وقال العمري لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا نستطيع القول اليوم إن التأثيرات شملت كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية".
وتابع يقول "إلا أن العودة سهلت حدوث انفراج جزئي في بعض المجالات، مثل إعادة العلاقات مع بعض الدول العربية، مثل السعودية"، مشيرا إلى التقدم السياسي والأمني الناتج عن تجدد العلاقات بين سوريا والدول العربية.
ومع ذلك، أكد العمري على عدم وجود تأثير اقتصادي كبير، وعزا ذلك إلى الضغوط الخارجية، بما في ذلك العقوبات الأمريكية وإحجام بعض الدول العربية عن التعامل بشكل كامل مع سوريا.
من جانبه، قدم ماهر إحسان، وهو خبير سياسي سوري آخر، تقييما أكثر حذرا. وشدد إحسان على التأثير المتبقي للتعقيدات الجيوسياسية، مثل التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على تعامل سوريا مع الجامعة العربية.
علاوة على ذلك، سلط إحسان الضوء على التأثير الضار للعقوبات الأمريكية والسياسات العدائية تجاه سوريا على علاقاتها داخل الجامعة العربية.
إلى ذلك اعتبر الكاتب والصحفي السوري عماد سالم أن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية قبل نحو عام كانت "خطوة مهمة" باتجاه عودة اندماجها مع محيطها العربي، إلا أن هذه العودة ما تزال دون الطموح نتيجة الضغوط السياسية والاقتصادية الغربية.
وقال الكاتب السوري سالم في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) إن "عودة علاقات سوريا مع الدول العربية تسير ببطء وخاصة في المجال الاقتصادي حيث تتردد معظم الشركات العربية الكبرى التي لها استثمارات في أوروبا وأمريكا في إقامة استثمارات لها في سوريا نتيجة تخوفها من العقوبات الأمريكية".
ورأى سالم أنه رغم العراقيل، فإن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية يمثل "انتصارا لها وبداية لانفراج واسع في العلاقات السورية- العربية في قادم الأيام".