الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

راع صيني يفتح مكتبة قروية لتنمية ثقافة القراءة بين القرويين في شمال غربي الصين

/مصدر: شينخوا/   2024:05:08.16:25

لانتشو 8 مايو 2024 (شينخوا) جذب آن وي تشي، البالغ من العمر 72 عاما، اهتمام الجمهور بتفانيه الملحوظ في تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع السكني الذي يقطن به في بلدة مينغهوا بمحافظة سونان ذاتية الحكم لقومية اليوغور في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين.

نظرا لأنه شغوف بالقراءة منذ صغره، قاده شغفه لجمع مجموعة واسعة من الكتب على مر السنين. وفي كل مرة يخرج فيها للعمل، دائما ما يحمل آن كتابًا معه. وأدى انغماسه في القراءة إلى فقدان أغنامه أثناء الرعي غير مرة، وحاولت زوجته اقناعه أن يقلل الوقت الذي يمضيه في القراءة حتى من خلال إخفاء كتبه عنه.

وقال آن إن القراءة بالنسبة له كالمصباح الذي يبدد كل ضباب حياته.

وفي عام 2012، عندما كان آن يمتلك أكثر من 6000 كتاب في منزله، اقترح مسؤول ببلدة مينغهوا عليه مشاركة متعة القراءة مع الأهل والأقران.

تواجه بلدة مينغهوا، الرابضة على الحافة الجنوبية لصحراء باداين جاران في شمالي الصين، تحديات جغرافية ومحدودية وصول إلى الموارد التعليمية. ويستطيع آن سد هذه الفجوة من خلال توفير مكان يمكن القرويين من الإثراء الفكري.

وبعد عامين من التحضير وبدعم من السلطات المحلية، أسس آن دارا للكتب على أعتاب منزله، وافتتحت مكتبته القروية التي تبلغ مساحتها 60 مترا مربعا، مقدمة مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية للقراء من جميع الأعمار، حيث يغوص الأطفال بشغف في القصص الكلاسيكية وألغاز الذكاء، بينما يجد الكبار الراحة في صفحات الأعمال الأدبية.

ومع استقبال مكتبة القرية لمزيد من القراء الصغار، يشعر آن بشعور قوي بالإنجاز والمسؤولية خارج حدود دار الكتب.

لا يقتصر دور آن على المشاركة الفعَّالة مع القراء، بل يتولى أيضا دور المرشد والموجه، ويبذل قصارى جهده لتوسيع مجموعته من كتب الأطفال. ومع مرور الوقت، نمت عادة استعارة الكتب لدى العديد من الأطفال. ولتسهيل القراءة على الجميع، لا يغلق آن باب دار الكتب أبدًا عندما يغادر.

وقال آن بفخر عن الأطفال الذين يعرفهم جيدًا: "يستمر بعض الأطفال في القراءة حتى يذهبوا إلى الجامعة".

حاليا، تفخر دار الكتب بمجموعة تزيد عن 16000 مجلد، وتخدم أكثر من 1000 قروي من سبع قرى محيطة.

وقال خه شيويه فانغ، مدير مركز خدمة الشؤون العامة في بلدة مينغهوا، إن رؤية آن وي تشي لم تثر حياة أعضاء مجتمعه السكني فحسب، بل تركت أيضا بصمة لا تُمحى على المشهد الثقافي للبلدة.

بينما يتأمل آن رحلته، يظل ثابتاً في إيمانه بأن مفتاح التنوير والازدهار يكمن داخل صفحات الكتب، وأن جهوده ستزرع بذور الحكمة مما يضمن أن تجني الأجيال القادمة حصاد المعرفة الوفير.

صور ساخنة