رام الله 6 مايو 2024 (شينخوا) حذرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الاثنين) من ارتكاب إسرائيل "جريمة إبادة جماعية" في رفح جنوبي قطاع غزة في أعقاب دعوة السكان المدنيين الفلسطينيين للإجلاء مؤقتا من شرق المدينة الحدودية.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن إسرائيل بدأت فعليا التمهيد لارتكاب أكبر "جريمة إبادة جماعية" باجتياح رفح، محملا الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة.
واتهم أبو ردينة الإدارة الأمريكية التي توفر الدعم المالي والعسكري لإسرائيل وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان هي التي تشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته بالاستمرار "بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية".
واعتبر أن اجتياح رفح يعني أن 1.4 مواطن فلسطيني سيتعرضون "لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقا"، مطالبا الإدارة الأمريكية بالتحرك فورا ومنع "الإبادة الجماعية والتهجير"، ومحاسبة إسرائيل على "الانتهاكات" الخطيرة التي ترتكبها بحق القانون الدولي قبل فوات الأوان.
وأكد أبو ردينة أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يتم دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
ودعا الجيش الإسرائيلي في بيان نشره الناطق باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة ((إكس)) اليوم السكان الفلسطينيين للإجلاء مؤقتا من شرق رفح.
وقال البيان "نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في منطقة الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك في منطقة رفح بالبلوكات 10-16، 28، 270".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيعمل "بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطق مكوثكم مثلما فعل حتى الآن"، محذرا كل من يتواجد بالقرب من "المنظمات الإرهابية، فإنه يعرض حياته وحياة عائلته للخطر".
وطالب سكان تلك المناطق بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية بالمواصي غربي المدينة، من أجل سلامتهم، محذرا من أن مدينة غزة ما زالت منطقة قتال خطيرة، مضيفا "امتنعوا عن الرجوع شمالا من وادي غزة والاقتراب من السياج الأمني الشرقي".
وأشار إلى أن "الجيش وسع المنطقة الإنسانية في المواصي والتي تشمل مستشفيات ميدانية وخيما وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات".
وتابع أن العملية في شرق رفح ستمضي قدما بشكل تدريجي بناء على تقييم الوضع المتواصل الذي سيجري طيلة الوقت، مشيرا إلى أن الجيش سيقوم بتوزيع المناشير وإرسال الرسائل النصية القصيرة وإجراء المكالمات الهاتفية، فضلا عن بث المعلومات عبر وسائل الإعلام العربية.
وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب ومنها "تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين".
ورفح الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع في ظل الحرب العنيفة المستمرة بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.