بكين 2 مايو 2024 (شينخوا) ظل العمال الصينيون في مشاريع "الحزام والطريق" بالدول العربية يلتزمون بمواقع العمل في إجازة عيد العمال العالمي للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية في تلك البلدان.
ويعتبر عيد العمال عطلة رسمية في العراق وفقا للقانون المحلي. وفي الساعة 9 صباحا بالتوقيت المحلي، بدأ وانغ جيان، نائب مدير قسم الحقن والإنتاج في مشروع حقل شرقي بغداد النفطي لشركة ((تشنهوا)) النفطية، اجتماعا قبل الدوام مع الموظفين كالمعتاد ويقوم بزيارات تفقدية إلى موقع عمل أطول بئر أفقي.
"في عيد العمال، العمل هو الأكثر مجدا"، قال وانغ للجميع "كلما اقتربنا من العطلة، نعزز إدارتنا ومتطلباتنا في العمل".
وفي الآونة الأخيرة، حطم حقل شرقي بغداد النفطي الرقم القياسي للإنتاج التجريبي للحقل نفسه وشركة نفط الوسط العراقية. وأكمل الفريق الفني للحقن والإنتاج عملية التحميض ذات النقطة الثابتة للأنابيب الملتفة وقد وصلت الأنابيب إلى أقصى عمق يبلغ 5282 مترًا ودخلت القسم الأفقي لمنطقة الاكمال المفتوح الذي تبلغ 2659 مترًا، وهي تُصنف من بين الأفضل بين المشاريع المماثلة في العراق وخارج البلاد. ويشير هذا إلى أن تكنولوجيا التحفيز والتحميض في حقول النفط المعقدة في حقل شرقي بغداد النفطي قد وصلت إلى مستوى جديد.
وقال وانغ إن "هذه هي السنة السادسة التي أعمل فيها في حقل شرقي بغداد. يشرفني أن أشارك وأن أكون مسؤولاً عن دراسات وتطوير العمل في شركتنا حول تكنولوجيا التحميض وأيضا جس البئر بالألياف الضوئية وغيرها من التقنيات، وتطبيق الابتكار العلمي والتكنولوجي في ممارسات الإنتاج"، مضيفا "لقد حققنا هدف بناء بغداد الجميلة في حقل شرقي بغداد".
ويعد حقل شرقي بغداد النفطي أول مشروع حقل نفط في منطقة بغداد يتم تشغيله بشكل مستقل من قبل شركة نفط عالمية وباعتباره مصدرًا مهمًا لإنتاج النفط، يدعم الحقل النفطي احتياجات بغداد الاقتصادية ويزود محطة القدس الكهربائية ومصفى الدورة بالنفط خلال ساعات الذروة وأيضا يوفر النفط الخام من أجل إمدادات الطاقة في بغداد بشكل كبير وخلق أكثر من 2000 فرصة عمل في بغداد، فضلا عن توفير الكثير من فرص التدريب الفني لهم، مما شارك بنشاط في "الجهود الوطنية" في العراق للتنمية والازدهار.
وفي معرض إشارته إلى تشجيع ودعم المواهب النفطية العراقية الشابة للدراسة والتدريب في الصين، أكد وانغ "قبل أيام، عاد زملائي العراقيون من دورة التدريب في الصين وأخبروني أنهم يأملون في خلق حياة أفضل للناس في بغداد من خلال العمل الجاد وهذا ما نتمناه ونعمل من أجله جميعا".
وعلى بعد نحو 30 كيلومتر شمال غرب العاصمة الأردنية، ما زالت أعمال مشروع إعادة تأهيل طريق السلط - العارضة تجري بقدم وساق على الرغم من أنه عطلة عيد العمال الدولي. وقاد ليو ماو، مدير المشروع الصيني من شركة هندسة الطريق السريع الأولى المحدودة، وزملاؤه الصينيون حوالي 40 دقيقة ليصلوا الى هنا كالعادة.
وبينما يقترب المشروع، الذي تم وضع حجر الأساس للمشروع في 20 أكتوبر عام 2022، من الانتهاء، لا يريد ليو أن يبطئ وتيرة أعمالهم من أجل ضمان الأمان والجودة للمشروع مائة بالمائة.
وقال ليو إن هذا المشروع مختلف عن المشاريع التي شارك فيها من قبل لأنه يتم تمويله بشكل رئيس من قبل الحكومة الصينية، ويتم تنفيذه من قبل ائتلاف صيني أردني، ويشرف عليه بشكل مشترك فريق إدارة من الصين والأردن، حيث تكون مشاريع الشركة الأخرى دائما ما يكون التصميم والتنفيذ لها من جانب شركته. لذلك لابد من تبادل الآراء بين الجانبين الصيني والأردني دائما لكي تلبي عملية تنفيذ المشاريع لمعايير الجانبين نظرا لاختلاق المفاهيم في البناء أحيانا. ومن المحظوظ، بعد الجهود المشتركة للجانبين، أن يكون المشروع على وشك الانتهاء.
وذكر ليو أنهم يؤجلون عطلة العيد للحفظ على استمرارية تنفيذ المشروع، مضيفا أنه انطلاقا من مبدأ عدم السماح بوجود أي مشكلة في المشروع وبناء سمعة العلامة الصينية، كل الجهود مستحقة.
ويعد طريق السلط - العارضة أحد الطرق الرئيسة التي تربط العاصمة الأردنية عمان بمنطقة البحر الميت الخلابة، وخط ربط مهم في منطقة نهر الأردن الزراعية، فهو طريق حيوي للقطاعين الزراعي والسياحي في الأردن حيث سيسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية والزراعية بمنطقة الأغوار الوسطى كما سيعزز الفرص الاستثمارية في المنطقة بما ينعكس إيجابا على العجلة الاقتصادية.
وفي المملكة العربية السعودية، يعمل العمال الصينيون أيضا بجد في العديد من مشاريع الحزام والطريق وهم يواجهون درجات الحرارة المرتفعة والاختلافات اللغوية والثقافية.
وتجدر الإشارة الى أنه حتى نوفمبر عام 2023، وقعت الصين وثيقة تعاون مع جميع الدول العربية الـ22 ومع جامعة الدول العربية للبناء المشترك للحزام والطريق. وتعمق التعاون الصيني-العربي الفعال بشكل متزايد مع مواصلة تطبيق البناء المشترك للحزام والطريق، ليحقق منجزات ملحوظة في مجالات البنية التحتية والطاقة والتجارة والمالية ومعيشة الشعب وغيرها
وتظهر البيانات أنه منذ عام 2001، ظلت السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ عام 2013، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية. وفي عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 116 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 33.1 في المائة.