الخرطوم 23 أبريل 2024 (شينخوا) استهدفت طائرات مسيرة اليوم (الثلاثاء) مواقع تابعة للجيش السوداني بمدينة شندي بولاية نهر النيل (160 كيلومتر شمال الخرطوم) وتعد هذه المرة الثالثة خلال أقل من شهر التي يتم خلالها استهداف طائرات مسيرة لبعض المدن السودانية التي كانت خارج دائرة الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وهذا تطور نوعي في مسار الحرب التي تدخل عامها الثاني.
وجاء الهجوم على مدينة شندي بعد ساعات قليلة من مغادرة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان للمدينة التي وصلها أمس (الاثنين).
وكانت طائرة مسيرة استهدفت في الثاني من أبريل الجاري إفطارا رمضانيا بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل (310 كيلومترات شمالي الخرطوم أقامته كتيبة "البراء بن مالك"،والتي تقاتل بصفوف الجيش السوداني، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
وتواصلت حرب المسيرات باستهداف ثلاث مسيرات لمدينة القضارف بشرق السودان (412 كيلومترا شرقي الخرطوم) في 9 أبريل الجاري، وتسبب الحادث في إصابة شخصين بجروح.
وقالت قيادة الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي والتابعة للجيش السوداني إن الهجوم الذي تم اليوم كان بطائرتين مسيرتين، وأن المضادات الجوية والأرضية التابعة للجيش تمكنت من إسقاطهما.
وأضافت قيادة الفرقة الثالثة في بيان صحفي اليوم "عند دخول المسيرة المعادية في حدود قيادة الفرقة تم التعامل معها من قبل المضادات الأرضية،وتم تدمير عبواتها المتفجرة جوا وسقطت باقي الأجزاء في جزء من مباني مطار الفرقة دون أن تسبب أي أضرار أو إصابات بالأرواح أو المعدات".
وتابعت "بعد حوالي ساعة من تدمير المسيرة الأولى تم الإعلان عن رصد مسيرة معادية ثانية، وكذلك تم التعامل معها بالمضادات الجوية والأرضية، وتم تدمير وإصابة العبوات المتفجره جوا وسقطت أجزاء منها أيضا حول مباني المطار دون أن تسبب أي أضرار أو إصابات بالأرواح والمعدات".
وأكدت أن الأوضاع في مدينة شندي وحول قيادة الفرقة الثالثة مشاه عادت إلى طبيعتها.
وقال شاهد عيان من مدينة شندي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن المسيرات حاولت استهداف مطار حربي ملحق بالقاعدة العسكرية للجيش ومخزنا للذخيرة والأسلحة ومنشآت اخري داخل قيادة الفرقة الثالثة مشاه".
وأضاف "أطلق الجيش المضادات الأرضية بكثافة ، مما أدي إلى حالة من الهلع وسط المواطنين بالمدينة،وتم إغلاق السوق الرئيسي بمدينة شندي".
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت مغادرة مقاتلات حربية تابعة للجيش مدرج المطار العسكري بشندي.
وفي سياق الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يتزايد اعتماد الطرفين على الطائرات المسيرة،والتي شكلت عنصر تفوق في معارك رئيسية، وأبرزها تحرير الجيش السوداني لمقر الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون في 12 مارس الماضي.
وقال الخبير الأمني السوداني أسامة العيدروس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم "يستخدم الطرفان المسيرات بصورة متزايدة".
وأضاف "شكلت المسيرات وخاصة المستخدمة من قبل الجيش السوداني عنصر تفوق في معارك رئيسية، وساهمت في تدمير الجيش لنقاط ارتكاز رئيسية للدعم السريع في العاصمة الخرطوم".
ورأي العيدروس أن التوسع في استخدام المسيرات من شأنه توسع رقعة الحرب، وذلك لقدرة المسيرات علي الوصول إلى كل المناطق وإلى مدن كانت خارج المواجهات العسكرية".
وقال " ليس صعبا الحصول علي المسيرات بالنسبة لطرفي القتال بسبب أانها رخيصة السعر ومتوفرة، كما أن استخدامها يؤشر إلى إمكانية توسع رقعة الحرب ".
ومنذ 15 أبريل 2023، يدور نزاع مسلح بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
ووفقا لآخر إحصائية لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد أدي النزاع المسلح الي مقتل 13 ألفا و100 شخص،وجرح 26 ألفا و51 آخرين.
واجبرت الحرب أكثر من 8.1 مليون شخص على الفرار إلي مناطق آمنة داخل السودان، وإلى دول الجوار.