الصين تطور مضخة هيدروليكية ذكية سعيا لتحقيق التحول الأخضر في استخراج النفط

لانتشو 21 أبريل 2024 (شينخوا) في منطقة لاستخراج النفط بحقل "تشانغتشينغ" النفطي في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين، لم يعد الناس يرون مضخة النفط ذات الذراع المتأرجح، إذ حلّت محلها مضخة هيدروليكية ذكية جديدة لاستخراج النفط. وبفضل التكنولوجيا المتقدمة التي تضمن عدم انبعاث غاز الميثان، أصبحت هذه المضخات محلّ اهتمام شركات إنتاج النفط في مصر وإندونيسيا وغيرهما من الدول.

وفي هذا السياق؛ قال الأكاديمي جيان شي قاو من الأكاديمية الصينية للهندسة، الأستاذ في جامعة داليان للتكنولوجيا: "منذ البدايات الأولى لصناعة النفط، تقوم مضخة النفط ذات الذراع المتأرجح بدور محوري في الإنتاج بمختلف الدول. وخلال هذه الفترة، شهدت الثورات الصناعية المتعاقبة تغييراً جذرياً في طرق الإنتاج بمعظم الصناعات، ولكن في صناعة النفط، لا تزال مضخة النفط ذات الذراع المتأرجح تُستخدم على نطاق واسع".

ووفقاً لتقرير التقييم السادس لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بعنوان "تغير المناخ 2023"، فإن بعض التغيرات المناخية في المستقبل لا يمكن تجنبها أو الرجوع فيها، لكن يمكن التحكم فيها من خلال التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير وسريع ومستمر.

وفي نوفمبر عام 2023، أصدرت وزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية بالتعاون مع 10 جهات رسمية صينية أخرى خطة عمل خاصة بالتحكم في انبعاثات غاز الميثان، حيث أشارت الخطة إلى أن الميثان يُعتبر ثاني أكبر غاز دفيء على مستوى العالم، وستعود عملية ضبط انبعاثاته بطريقة فعّالة ومنظمة بفوائد كبيرة.

بدأ جيان المشاركة في تطوير وتعميم المضخة الهيدروليكية الذكية لاستخراج النفط منذ عام 2020، حيث قال إن المضخة الهيدروليكية الذكية، ومن خلال الابتكار في التقنيات الرئيسية مثل المواد والأقفال، تمكنت من الربط المباشر بين أسطوانة الزيت وفتحة البئر، ما أسهم في الحد من تسرب الميثان خلال عملية إنتاج النفط.

وأضاف جيان أن المضخات الهيدروليكية الذكية استمرت خلال العامين ونصف العام الماضيين في العمل بكفاءة وأداء مستقر في حقل "تشانغتشينغ" النفطي وحقل "جيلين" النفطي، ما أسهم بدوره في تعزيز الإنتاج النظيف.

وفي الوقت الحالي، أظهرت شركات النفط في إندونيسيا ومصر اهتماماً كبيراً بهذا المنتج، حيث دخلتا حالياً في مرحلة التواصل مع شركة بكين للمعدات النفطية التابعة للشركة الوطنية الصينية للبترول، سعياً للتعاون من خلال عمليات الشراء أو الاستئجار أو مقاولات إنتاج النفط.

ويعتقد خبراء معنيون أن المضخة الهيدروليكية الذكية، التي تمتلك الصين حقوق ملكيتها الفكرية بشكل مستقل قادرة على الحلول مكان مضخات النفط التقليدية، وتعزيز استبدال المعدات القديمة بالحديثة، ما يساعد على تحقيق التحول الأخضر لإنتاج النفط.