الدوحة 17 أبريل 2024 (شينخوا) كشف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تواجه تعثرا، داعيا لتجنيب المنطقة الانزلاق في دائرة جديدة من الصراعات على خلفية التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأخير.
جاء ذلك خلال مؤتمرين صحفيين عقدهما رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في الدوحة بشكل منفصل مع كل من رئيس وزراء رومانيا مارسيل سيولاكو ووزير الخارجية التركية هاكان فيدان.
وقال الشيخ محمد "للأسف تتراوح المفاوضات ما بين السير قدما والتعثر، ونمر في هذه المرحلة بمرحلة حساسة وفيها بعض من التعثر، ونحاول قدر الإمكان معالجة هذا الأمر والمضي قدما لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني واستعادة الرهائن في الوقت نفسه".
وأضاف أن الدوحة ساهمت بشكل بناء في المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار، لكن هناك إساءة للدور القطري لمصالح سياسية ضيقة وهو ما دفع الدوحة لإعادة تقييم هذه الوساطة بشكل دقيق، لافتا إلى أن بلاده لديها حدود للقيام بدور بناء وستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وأفاد بأن اليوم كانت هناك فرصة "لبحث التطورات الإقليمية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط خاصة وأن المنطقة تمر بظروف حساسة وتشهد تصعيدا خطيرا" وذلك خلال مباحثاته مع سيولاكو وفيدان، داعيا جميع الأطراف لخفض التصعيد وتجنيب المنطقة الانزلاق في دائرة جديدة من الصراعات.
وذكر أن بلاده أجرت اتصالات مكثفة مع الأطراف كافة في المنطقة بشأن التطورات الأخيرة، في إشارة إلى التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل.
وأوضح في هذا السياق أن تواصل الدوحة مستمر مع الولايات المتحدة وإيران، وأنها أجرت اتصالات مكثفة مع البلدين من أجل احتواء التصعيد قبل الضربة الإيرانية بيومين، وأنها تعمل على احتواء الأزمة لكن "لا نعرف إلى أين ستصل الأمور".
وأكد أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يقوم بالتنسيق حاليا مع دول المنطقة لتوحيد المواقف، معتبرا أن أفضل طريقة لخفض التصعيد في المنطقة هو وقف الحرب في غزة.
ونبه إلى أن بلاده حذرت بشكل واضح منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر الماضي "من توسع دائرة الصراعات التي نراها اليوم في جبهات مختلفة" وعلاقة ذلك المباشرة بالتصعيد والحرب على القطاع، مطالبا المجتمع الدولي بأن يرتقي لمستوى مسؤوليته ويضع حدا للتصعيد الإسرائيلي.
وشدد على أنه لن يكون هناك حل دائم وسلام مستدام دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جانبه، قال رئيس وزراء رومانيا مارسيل سيولاكو خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس مجلس الوزراء القطري، إن زيارته للدوحة تنطوي على رسالة قوية مفادها أن بلاده تقف إلى جوار قطر والولايات المتحدة الأمريكية والشركاء في الاتحاد الأوروبي لدعم جهود السلام واستعادة الأمن في الشرق الأوسط.
وأكد سيولاكو ضرورة تبني جميع الدول موقفا متوازنا والعمل على تشجيع الحوار وضبط النفس لتفادي وقوع أحداث خطيرة بالمنطقة، وأن تكون الدبلوماسية والحوار أقوى من السلاح.
وأبدى استعداد بلاده للانضمام للجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة لتصبح جزءا في حل بناء لتفادي توسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
أما وزير الخارجية التركي فقد قال خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس مجلس الوزراء القطري إن بلاده أكدت منذ البداية أن "الجرائم" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة تنطوي على خطر التحول إلى صراع إقليمي.
وأوضح فيدان أن ما حدث نهاية الأسبوع الماضي أظهر للجميع أن احتمالية نشوب حرب تضم دولا من خارج المنطقة ليست ببعيدة، وأن الخطر ما يزال مستمرا، مضيفا "كوننا من دول المنطقة، لا نريد لأطراف ثالثة أن تجر صراعاتها إلى هذه المنطقة".
ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول جر المنطقة إلى حرب من أجل أن يبقى في السلطة، مشددا على أنه يجب على من يقدمون الدعم دون قيد أو شرط لنتنياهو إعادة النظر في موقفهم كما أن على الولايات المتحدة أن تقول كفى لإسرائيل.
وكانت إيران قد شنت مساء السبت الماضي هجوما غير مسبوق على إسرائيل بإطلاق عدد كبير من المسيرات والصواريخ باتجاه أراضيها، وذلك بعدما تعهدت بالرد على استهداف قنصليتها في دمشق مطلع أبريل الجاري.
وناقش مجلس الحرب الإسرائيلي خيارات الرد على الهجوم الإيراني وسط مخاوف من تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط.