الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تعليق: "5.3%"  .. نسبة توضح الإنجازات الجديدة التي حققتها الصين في مجال التنمية عالية الجودة

أظهرت البيانات الاقتصادية الصينية للربع الأول من هذا العام الصادرة يوم 16 ابريل الجاري، أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ 29.63 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 5.3٪. ومرة أخرى، تدحض هذه البيانات الضجيج الذي يتحدث بالسوء عن الصين.

منذ بداية هذا العام، بدأ البعض في الغرب جولة جديدة من تشويه سمعة الاقتصاد الصيني. وقد يستغلون تقلبات البيانات الفردية للمبالغة من جانب واحد في ما يسمى "انتعاش الاستهلاك في الصين ضعيف" و"الاستهلاك الصيني فقد إمكاناته"، أو قد يشوهون الاتجاهات الاقتصادية في الصين ويختلقون نظرية مفادها أن "اقتصاد الصين بلغ ذروته". ولا يمكن لهذه التصريحات السلبية أن تصمد أمام اختبار الحقائق، ولا يمكنها أن تعيق التقدم المطرد الذي تحرزه الصين في التنمية.

وبالنظر إلى المؤشرات الكلية، فإن التعافي الاقتصادي في الصين يظهر قوة. وتعد البيانات الكلية واحدة من أكثر وجهات النظر المباشرة لمراقبة التنمية الاقتصادية لبلد ما. وفي مواجهة الصعوبات والتحديات المتعددة مثل الافتقار إلى زخم النمو في الاقتصاد العالمي وضعف التوقعات الاجتماعية المحلية، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5.3% في الربع الأول من هذا العام، وهو ما يعكس قوته. وبالمقارنة مع الدول الأخرى، يعد معدل النمو هذا من بين أعلى المعدلات بين الاقتصادات الكبرى في العالم، وتظل الصين محركاً مهماً للنمو الاقتصادي العالمي. أما بالمقارنة مع العام الماضي، فيعد معدل النمو هذا أعلى من معدل العام الماضي البالغ 5.2%، كما ارتفع الحجم الاقتصادي الإجمالي بنسبة 1.6% مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي. كما أن اتجاه انتعاش المؤشرات المحددة واضح أيضًا، فقد ارتفع معدل نمو القيمة المضافة للصناعات فوق الحجم المحدد بنسبة 3.1 نقطة مئوية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وارتفع معدل نمو الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 1.5 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي، وسجل معدل نمو الواردات والصادرات مستوى مرتفعا جديدا خلال ستة أرباع.

وبالنظر إلى زخم التنمية، فإن الاقتصاد الصيني قد تحسن من حيث الجودة والحيوية. على ماذا يعتمد التعافي الاقتصادي؟ يعتمد على زخم التطوير المتزايد باستمرار. وفي الصين اليوم، يتحسن السوق ويتطور، وتتجه الصناعات نحو اتجاهات جديدة، وينبض الاقتصاد بالحيوية. ومن شعبية سياحة الجليد والثلج إلى طرح علامات تجارية محلية سلع موضة جديدة، إلى المنزل الذكي ومعدات الأنشطة في الهواء الطلق وغيرها من المنتجات التي أصبحت "المفضلة الجديدة" للاستهلاك، ظهرت نقاط نمو جديدة للاستهلاك، مما عزز الانتعاش المستمر للسوق الاستهلاكية. وفي الربع الأول من هذا العام، ارتفع إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 4.7٪، وتجاوزت 12 تريليون يوان، وحققت مبيعات التجزئة الخدمية نموا مزدوج الرقم، وبلغ معدل مساهمة الاستهلاك النهائي في النمو الاقتصادي 73.7٪. ومن الطلب إلى العرض، تكتسب الصناعات الجديدة زخما. وفي البحر، شرعت أول سفينة سياحية صينية كبيرة الحجم "أدورا ماجيك سيتي" في رحلتها التجارية الأولى. وعلى الأرض، نجح أول قطار حضري يعمل بالطاقة الهيدروجينية تم تطويره ذاتيًا في التشغيل التجريبي بالسرعة المحددة ،وفي الهواء، قامت الطائرة الكهربائية AG60E المطورة ذاتيًا بأول رحلة لها. ويعتقد سلجوق تشوراك أوغلو، مدير مركز أبحاث آسيا والمحيط الهادئ في تركيا، أن الاقتصاد الصيني يتجه نحو مرحلة من التنمية الأكثر نضجا، ومع التحسين المستمر لقدرة استهلاك السوق والتقدم المستمر للإنتاجية العلمية والتكنولوجية، ستلعب الصين دورا أكبر في الاقتصاد العالمي.

وبالنظر إلى الوضع المستقبلي، فإن الاقتصاد الصيني لديه القدرة على التحسن. وفي عام 2023، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للصين مقارنة بعام 2013، وفي السنوات العشر الماضية، كانت الصين أكبر محرك يدفع النمو الاقتصادي العالمي. وبالنظر إلى المستقبل، فإن الإمكانات الاقتصادية للصين لا تزال قائمة. وعلى المدى القصير، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI)، وهو مؤشر اقتصادي رائد، إلى 50.8% في مارس هذا العام. وأشار مقال نشر على موقع بلومبرغ نيوز‏ إلى أن المستثمرين أكثر تفاؤلاً بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن وصل مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني إلى أعلى مستوى له خلال عام. وقد رفع غولدمان ساكس وسيتي جروب مؤخراً توقعاتهما الاقتصادية للصين هذا العام بمقدار 0.2 و0.4 نقطة مئوية على التوالي. وعلى المدى الطويل، تتسارع مزايا التنمية الجديدة في الصين، ولم يتغير الاتجاه الأساسي للانتعاش الاقتصادي والتحسن على المدى الطويل. ونشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مؤخرا مقالا تعليقياً جاء فيه أن ما يسمى "نظرية الذروة الصينية" تقلل من قدرة الصين الاقتصادية على الصمود. وقد يصل معدل النمو الاقتصادي في الصين في السنوات القليلة المقبلة، إلى ضعف معدل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يظل معدل مساهمة الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي عند حوالي 1/3.

صور ساخنة