بغداد 10 أبريل 2024 (شينخوا) "فرحتي بعيد الفطر المبارك هذا العام لا توصف وسعادتي غامرة لأنه لم تحصل أي هجمات ارهابية خلال شهر رمضان المبارك الذي ودعناه قبل ساعات، وهذا الحدث تاريخي يحصل للمرة الأولى منذ العام 2003"، بهذه الكلمات وصف محمود عبدالغني شعوره بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وعيد الفطر المبارك هو ثان أكبر الأعياد لدى جميع المسلمين، ويستمر لمدة ثلاثة أيام يبدأ بعد نهاية شهر رمضان.
وكان العراقيون يواجهون الكثير من العمليات الارهابية خلال شهر رمضان خاصة في السنوات الأولى من الغزو الأمريكي، حيث يستهدف المتطرفون القوات العراقية والمدنيين دون اكتراث لقدسية هذا الشهر.
----عيد خال من الارهاب
يسجل لهذا العيد أنه جاء بعد انتهاء رمضان دون تسجيل هجمات ارهابية في عموم العراق، وهذا يعد تطورا مهما يسجل للقوات العراقية.
وقال عبدالغني، الذي يعمل مدرسا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا العيد متميز لعدم حصول اي هجوم ارهابي ولم يتم فيه ازهاق أرواح أبرياء، وهذا نتيجة تطور القوات الأمنية العراقية وسيطرتها وطردها للجماعات الارهابية التي كانت تفسد حياة العراقيين جميعا".
وأعدت القوات الأمنية خطة لتوفير الأمن خلال أيام عيد الفطر المبارك لم تشمل على قطع الطرق كما كان معمولا به في السنوات السابقة.
وقال ضابط برتبة عميد في وزارة الداخلية لـ((شينخوا)) "أعددنا خطة لتأمين صلاة العيد والانتشار في الأماكن العامة لتوفير أجواء أمنية لأبناء الشعب لكي يحتفلوا بالعيد"، لافتا إلى أن الخطة تشمل تفعيل الجهد الاستخباري والاستعانة بالأجهزة الحديثة.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قررت عدم قطع الشوارع أو عزل المناطق خلال فترة العيد، مبينا وجود تنسيق رفيع بين جميع الأجهزة الأمنية.
وأكد العميد أن جهود أبناء القوات الأمنية في عموم البلاد اثمرت عن منع حصول أي هجوم ارهابي خلال شهر رمضان الفائت، مشيدا بتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية.
وهنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، العراقيين بمناسبة عيد الفطر المبارك، متمنيا لهم أن ينعموا بالأمن والأمان.
وقال رشيد، في تغريدة على منصة ((إكس)) "بحلول عيد الفطر المبارك، اتقدم بأزكى التهاني وأطيب الأمنيات إلى أبناء شعبنا العراقي الكريم، متمنيا أن يكون عيدا سعيدا ينعم فيه العراقيون بالأمن والأمان والسلام".
وأشاد بتضحيات القوات الأمنية العراقية التي وصفها بـ"البطلة الساهرة على أمن وسلامة المواطنين".
----عيد موحد
يتميز هذا العيد بأن السنة والشيعة توحدا فيه وأعلنا عيدا واحدا على عكس الأعياد السابقة التي كان السنة يعيدون في يوم والشيعة في يوم أخر، وفقا لرسول عبدالله موظف حكومي.
وتوحد السنة والشيعة في عيد موحد منذ سنوات، اعتبره البعض بأنه بشري حسنة لتوحد الجهات الدينية بإعلان عيد موحد بما يعطيهم جرعة من الأمل لنسيان الماضي بكل مآسيه والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
وأخر مرة احتفل العراقيون من السنة والشيعة بعيد الفطر الموحد في شهر يوليو 2016 ولأول مرة منذ سنوات.
وأعلن ديوان الوقف السني والوقف في كردستان يوم الاثنين الماضي أن أول أيام عيد الفطر هو (الأربعاء) العاشر من أبريل، فيما أعلن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني يوم أمس (الثلاثاء) أن (الأربعاء) هو أيام عيد الفطر في ظاهرة تحصل كل عدة سنوات.
كما هنأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العراقيين بهذه المناسبة، معربا عن أمنياته بتحقيق تطلعاتهم.
وقال السوداني في تغريدة على منصة ((إكس)) "بهذه المناسبة، نجدد العهد لشعبنا الكريم، في المضي نحو أهداف برنامجنا، الذي يمثل تطلعات جميع العراقيين في كل أرجاء الوطن".
وأضاف "نؤكد عزمنا على الإصلاح والتنمية، انطلاقاً من مصالح العراق العليا، والتزامنا الدستوري ومسؤولياتنا القانونية والأخلاقية والوطنية".
----عادات وتقاليد العيد
لكل شعب طقوسه وعاداته وتقاليده الخاصة للاحتفال بالأعياد والمناسبات، ولا يختلف العراقيون عن بقية الشعوب فأول طقوسهم هي صلاة العيد في المساجد، وتناول وجبة الإفطار في منزل أكبر أفراد الأسرة، وزيارة مقابر الأموات وتوزيع (العيدية) وهي إعطاء مبالغ مالية للأطفال لكي يذهبوا إلى الملاهي للعب والاستمتاع.
ومن عادات العيد في العراق، يزور العديد من الناس مقابر أهلهم وأحبائهم ووضع الزهور على قبورهم وقراءة القرآن، وتوزيع الحلوى والنقود على الفقراء الذين يقصدون المقابر لهذا الغرض.
وبعد ذلك تبدأ الأسر بزيارة الأقارب والجيران لتوثيق الروابط الإجتماعية بين أبناء المجتمع.
ومن العادات والتقاليد في رمضان، اجراء الصلح بين المتخاصمين وإنهاء النزاعات من أجل التعايش السلمي لكي تكتمل فرحة العيد وإزالة كافة المنغصات التي تعترضها.
وقال رباح فاروق "أحرص على المحافظة على العادات والتقاليد، التي كان يقوم بها والدي فبعد صلاة العيد وتناول الإفطار مع العائلة الكبيرة، اذهب لزيارة قبري والدي والترحم عليهما والتصدق بالأموال للفقراء على أرواحهما، وبعدها أرجع للبيت وأزور الأقارب والأصدقاء والجيران".