الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة : سكان مدينة خان يونس يفقدون آمالهم بالعودة لمنازلهم بسبب حجم الدمار الهائل

/مصدر: شينخوا/   2024:04:10.10:06

غزة 9 أبريل 2024 (شينخوا) سادت حالة من الصدمة وعدم القدرة على ضبط النفس لدى غالبية سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فور وصولهم إلى مدينتهم ومشاهدة حجم الدمار الهائل الذي حل بها.

وكان غالبية سكان خان يونس قد نزحوا من منازلهم بحثا عن مكان آمن إلى مدينة رفح الحدودية ومكثوا في خيام ومراكز إيواء تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وهرع العشرات من العائلات في خان يونس فرادى وجماعات سيرا على الأقدام ومحمولين بمركبات لتفقد منازلهم بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي سحب جميع قواته البرية من جنوب قطاع غزة، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أول أمس الأحد.

وما إن وصل الفلسطيني محمد شراب إلى منطقة سكنه حتى إنهار من البكاء وراح يصرخ "أين منازلنا وأين حياتنا التي كانت هنا؟ متى حدث كل هذا الدمار؟ هل ضربنا زلزال مدمر؟"

وبعد عدة محاولات من تهدئته تمكن شراب (42 عاما) وهو أب لخمسة أبناء من التحدث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا "فقدت آخر آمالي بأن أعود للعيش في منزلي مجددا وأن اتخلص من حياة النزوح في الخيام".

وأضاف شراب أن القوات الإسرائيلية "دمرت كل أحلامنا وحياتنا في هذه المدينة ... إنهم يريدون تهجيرنا من أراضينا بأي ثمن كان".

وأوضح أنه لم يعد يمتلك أي مقومات للعيش بأمان بغزة خاصة بعد فقدانه المنزل والحي الذي يعيش فيها، معربا عن خشيته بأن يبقى "مشردا" طوال حياته كما حدث مع أجداده أيام النكبة في العام 1948.

وعلى مقربة من شراب، وقف مصطفى بربخ (39 عاما) في منطقة السكة وسط خان يونس يراقب المباني المدمرة لعله يستدل على معالم منزله بين أكوام الدمار المنتشر.

وفي محاولة للاستدلال على منزله، راح يبحث عن جيرانه ليساعدوه بالتعرف على المنطقة ولكنه لم يجد ضالته.

وقال بربخ لـ((شينخوا)) إن الكلمات "تعجز عن التعبير لهذه الكارثة ... لا يمكن لأحد أن يصدق بأن هذا الدمار هو من صنع البشر، إنه يبدو كما لو كان زلزالا ضرب منطقتنا".

وأضاف "أنا أتيت هنا لعلي أجد مكانا لي ولعائلتي كي نعيش فيه وأن نبذل جهدنا لاستعادة حياتنا التي فقدناها بسبب الحرب بين حماس وإسرائيل".

أما صابرين النجار فانشغلت مع فرق الانقاذ التابعة للدفاع المدني في البحث عن جثة ابنها الذي قتل في غارة اسرائيلية استهدفت منطقتهم وبقي عالقا تحت الأنقاض.

وقالت النجار (45 عاما) وهي أم لسبعة أبناء لـ((شينخوا)) "إن الجيش الإسرائيلي تعمد أن يقتل كل شيء هنا، القوات الإسرائيلية تجبرنا على دفع ثمن الحرب الحالية دون أن يكون لنا أي ذنب".

وأضافت "نحن لن نغفر لهم ما فعلوه بمدينتنا ولن نغفر لهم تدمير جميع مقومات الحياة لدينا ... إنهم أعادونا إلى العصر الحجري".

وأوضح كل من النجار وشراب وبربخ بأنهم لن يتمكنوا من العودة إلى خان يونس وأنهم سيعيشون في الخيام التي أقاموها لحين إيجاد حل لهم أو توفير أماكن إيواء.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أول أمس الأحد انسحابه بشكل كامل من مدينة خان يونس عقب انتهائه من شن عمليته العسكرية والبرية فيها التي استمرت لأربعة أشهر.

وفور الانسحاب أظهرت مقاطع مصورة نشرت على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) حجم كبير من الدمار الذي طال المباني والشقق السكنية والبنية التحتية.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي تعمد تدمير مربعات سكنية بأكملها في خان يونس وجعلها غير صالحة للحياة كما باقي مناطق القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.

وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عقب تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما عسكريا مباغتا على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

وقتل في هجوم حماس نحو 1200 شخص، بينهم مدنيون ونساء وأطفال وحملة جوازات أجنبية فيما تم أسر حوالي 230 آخرين إلى داخل القطاع بقي منهم حوالي 133 شخصا، بحسب مصادر إسرائيلية.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الوقت شن هجماته الجوية والبرية والبحرية على القطاع، مخلفا أكثر من 33 ألف قتيل وقرابة 76 ألف جريح، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة بغزة.

صور ساخنة