بكين 9 أبريل 2024 (شينخوا) عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في بكين اليوم (الثلاثاء)، حيث أعرب الجانبان عن أملهما في تعزيز التعاون العملي بين البلدين في مختلف المجالات.
وقدم وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تهانيه إلى الرئيس بوتين بمناسبة إعادة انتخابه. وقال وانغ إن الصين ستواصل دعم تنمية روسيا ونهوضها في ظل قيادة الرئيس بوتين، فضلا عن دعم الاختيار المستقل لمسار التنمية الذي أقره الشعب الروسي.
وأضاف أن العلاقات بين الصين وروسيا تمثل قيمة لا يمكن الاستغناء عنها من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي، مشيرا إلى أن الحفاظ على العلاقات السليمة بين الصين وروسيا وتطويرها يعد الخيار الطبيعي للدولتين الجارتين الكبيرتين، ويخدم المصالح الأساسية للشعبين.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع روسيا، بموجب التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين، من أجل تعزيز التضافر بين خطط التنمية في البلدين، ودعم التعاون العملي في مختلف المجالات.
من جهته، أشار لافروف إلى أن العلاقات بين روسيا والصين تستند إلى الاحترام المتبادل والتعاون المتكافئ والحوار الجدير بالثقة. وشدد على التزام روسيا بمبدأ صين واحدة، وأنها ترغب في العمل مع الصين للحفاظ على تبادلات وثيقة رفيعة المستوى، وتعميق التعاون العملي في الاقتصاد والتجارة ومجالات أخرى.
وقال لافروف إن روسيا تدعم مبادرة الأمن العالمي، وإنها مستعدة لتعميق التعاون مع الصين عبر المنصات متعددة الأطراف لتعزيز إقامة نظام دولي أكثر عدلا وديمقراطية.
وأجرى الجانبان أيضا تبادلا للآراء بصورة معمقة بشأن قضية أوكرانيا، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والوضع في منطقة آسيا-الباسيفيك، بالإضافة إلى قضايا دولية وإقليمية أخرى محل اهتمام مشترك.
وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد المحادثات، قال وانغ إنه يتعين على الصين وروسيا اتباع خمسة مبادئ من أجل زيادة تقوية العلاقات الثنائية وتنميتها، وهي كالتالي:
يتعين على البلدين دائما اتباع التوجيه الاستراتيجي لدبلوماسية رئيس الدولة.
يتعين على البلدين دائما الالتزام بمبدأ عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.
يتعين على البلدين البقاء دائما على المسار الصحيح فيما يتعلق بالمسائل المبدئية الرئيسية. وبصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولتين صاعدتين رئيسيتين، تستجيب الصين وروسيا بصورة فعالة للتطلعات المشتركة والشواغل المشروعة لشعوب جميع البلدان، وتؤيدان مسارا جديدا للعلاقات بين الدول يتميز بالحوار والشراكة بدلا من المواجهة والتحالف، وتسعيان بنشاط من أجل تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
يتعين على البلدين دائما السعي لتحقيق نتائج مربحة للجانبين من خلال التعاون. وستواصل الصين وروسيا الدعوة إلى عولمة اقتصادية شاملة تعود بالنفع على الجميع، ومعارضة الأحادية والحمائية بشكل مشترك، وإنشاء محركات جديدة للتنمية والتقدم على المستوى العالمي.
يتعين على البلدين أن يدعوا دائما إلى عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم. وتدعم الصين وروسيا الدور المركزي للأمم المتحدة في نظام الحوكمة العالمية، وستواصلان تعزيز التنسيق الدولي.
وخلال المؤتمر الصحفي، أوضح وانغ موقف الصين واقتراحها بشأن حل القضايا الساخنة الدولية والإقليمية الحالية.
ووفقا له، فإن المبادئ التي تلتزم بها الصين لحل القضايا الساخنة هي:
-- التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية؛
-- تشجيع الأطراف المعنية بشكل نشط على حل الصراعات من خلال الحوار والتشاور؛
-- استيعاب الشواغل المشروعة لجميع الأطراف بشكل مناسب والبحث عن حلول مستدامة؛
-- دعم التعددية الحقيقية ومعارضة المواجهة بين التكتلات، خاصة في منطقة آسيا-الباسيفيك.
وقال وانغ إنه فيما يتعلق بقضية أوكرانيا، تدعو الصين إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وتدعم عقد مؤتمر دولي في الوقت المناسب تعترف به روسيا وأوكرانيا، بمشاركة متساوية لجميع الأطراف ومناقشة عادلة لجميع خطط السلام.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية-الإسرائيلية، تؤمن الصين بأن القرارات التي تبناها مجلس الأمن الدولي ملزمة ويجب تنفيذها بشكل فعال لتحقيق وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار.
كما شدد على إيلاء اهتمام أكبر لحل القضايا الساخنة الأخرى على المستويين العالمي والإقليمي، من بينها المكافحة المستمرة ضد الإرهاب.
وأضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدعم بقوة جهود جميع الأطراف لحماية الأمن والاستقرار الوطنيين وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.