الصفحة الرئيسية >> العالم

تعليق: على واشنطن عدم التعامل مع جزر الباسيفيك كحديقة خلفية لها

/مصدر: شينخوا/   2024:04:07.09:34
تعليق: على واشنطن عدم التعامل مع جزر الباسيفيك كحديقة خلفية لها
صورة ظلية لمبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، في 6 فبراير 2024. (شينخوا)

سيدني 5 أبريل 2024 (شينخوا) بعد تعامل بارد مع جزر الباسيفيك لعقود، طرقت واشنطن مؤخرا أبواب هذه البلدان بشكل مفاجئ بخطاب أجوف وتعهدات خادعة "بدعمها".

وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال حدث نظمه أحد مراكز الأبحاث في وقت سابق من هذا الأسبوع "نحن نعطيهم تلك الخيارات الأخرى. هذه الخيارات الأخرى تعني أن الولايات المتحدة تساندهم، وتقف معهم جنبا إلى جنب وهم يعالجون بعض التحديات التي تفرضها الصين عليهم".

هذه اللهجة المدفوعة بالفوبيا تجاه الصين ليست مخادعة فحسب، بل مهينة تماما. وتنم عن إصرار دولة متمسكة بذهنية المنافسة ذات المحصلة الصفرية الخطيرة على تخريب علاقات التبادل والتعاون الودي بين الصين وبلدان الباسيفيك الجزرية.

كما أنها تكشف عن الطبيعة الأنانية للسياسة الخارجية الأمريكية، التي تقدم الميزة الاستراتيجية على الشراكة والتضامن الحقيقيين.

فمن طبيعة تعاملها مع تلك الدول، سواء من خلال الزيارات الرسمية رفيعة المستوى، أو إنشاء سفارات جديدة، أو تنظيم اجتماعات رفيعة المستوى، أو تقديم الوعود الواهية بالمساعدات، يبدو جليا أن الولايات المتحدة تركز على هدف واحد شامل ألا وهو مواجهة الصين.

ويثير هذا التركيز الفريد على مواجهة الصين تساؤلات حول الدوافع والأولويات الحقيقية للولايات المتحدة في منطقة الباسيفيك.

وبدلا من أن تعالج احتياجات ومخاوف دول الباسيفيك الجزرية بشكل حقيقي، تستخدمها واشنطن كبيادق في لعبتها الجيوسياسية. وهذا النهج لا يقوض الثقة فحسب، بل يديم أيضا نمطا من استغلال الدول الصغيرة لتحقيق مكاسب استراتيجية على حسابها.

وعلى الرغم من تأكيدات واشنطن الفارغة بالتضامن مع تلك البلدان، إلا أن الإجراءات الأمريكية لم تؤد إلا إلى تعميق انعدام الثقة الذي تواجهه واشنطن في المنطقة. فقد أدى فشلها في الوفاء بالعديد من الوعود إلى تآكل ثقة شركائها هناك فيها.

وتعد أيضا الندوب الدائمة الناجمة عن إجراء 67 تجربة نووية في جزر مارشال بين عامي 1946 و1958 بمثابة إدانة دامغة لمصداقية الولايات المتحدة. فبعد عقود من الزمن، لا تزال التداعيات البيئية والصحية تعصف بالمنطقة، ما يؤكد الضرر الدائم الناجم عن الإجراءات الأمريكية.

لقد أعطت الولايات المتحدة "أذن من طين وأذن من عجين" لماضيها المشين، وتعمل بكل ما أوتيت من قوة على دفع استراتيجيتها لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (اندو-باسيفيك)، وشراكة أوكوس بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والحوار الأمني الرباعي (كواد)، ومبادرة الشركاء في الباسيفيك الأزرق، لإغراء المزيد من البلدان الجزرية في الباسيفيك للمشاركة في مخططها المناهض للصين.

لكن المنطق السليم لم يغب عن بلدان الباسيفيك الجزرية بشأن ما تحتاج إليه.

وقد حققت الاستادات والطرق والجسور وأبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من البنى الأساسية التي بنتها الصين فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية، كما أدت الخدمات الطبية التي يقدمها الأطباء الصينيون إلى تحسين رفاهتهم إلى حد كبير.

وفي عام 2022، وقعت جزر سليمان اتفاقا إطاريا مع الصين بشأن التعاون الأمني الثنائي، وأقام الجانبان شراكة استراتيجية شاملة تتميز بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة لعصر جديد في العام التالي.

وأشاد رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري بإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين باعتبارها واحدة من أهم القرارات التي اتخذتها جزر سليمان على مدار الأعوام الـ45 الماضية منذ استقلالها.

كما أبدى رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا موقفا واضحا بعدم الرغبة في الاختيار ما بين الصين والولايات المتحدة.

إن الصين لا توجد لديها أي نية للتنافس مع أي دولة من أجل كسب النفوذ في منطقة آسيا-الباسيفيك، كما أنها لا تفرض أي شروط سياسية لإجبار الآخرين على التعاون، ومن ثم اللجوء إلى تشويه سمعة الصين لن يعالج الولايات المتحدة من عجز الثقة لديها.

ويجدر القول إن بلدان الباسيفيك الجزرية، بفضل ما تتمتع به من سيادة مستقلة، لا تعتبر حديقة خلفية لأي طرف. ويجب أن ينظر إلى محيط الباسيفيك الشاسع باعتباره منصة كبرى للتعاون العالمي، وليس ساحة للصراعات على السلطة السياسية.

صور ساخنة