بيروت 28 مارس 2024 (شينخوا) أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم (الخميس) أنها طلبت من بعثتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي، تقديم شكوى ضد إسرائيل لاستهدافها مسعفين لبنانيين.
وقالت الوزارة في بيان إنها أودعت لدى بعثة لبنان الدائمة بالأمم المتحدة في نيويورك، نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن.
وأوضح البيان أن الشكوى "تتناول المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب، لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 18 شخصا بين مسعفين ومدنيين".
وقتل 12 مسعفا يوم أمس (الأربعاء) بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان، بحسب مصادر لبنانية، في موجة تصعيد هي الأعنف منذ بدء المواجهات الحدودية بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر الماضي على خلفية الحرب في غزة.
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت أمس أنها قدمت 22 شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، منذ بدء التوتر على جانبي الحدود بين البلدين في أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة في بيان أن لبنان "وثق عبر هذه الشكاوى، خروقات إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحض أعضاء مجلس الأمن على إدانة هذه الاعتداءات، وطالبهم بلجم انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية، والحيلولة دون نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق".
وكان القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي قد وضع حدا للحرب التي دارت في العام 2006 بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي.
من جهة ثانية، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا اليوم في بيان تعقيبا على الغارات الجوية التي أودت بمدنيين "لقد أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ 36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة في الأرواح والإصابات في جنوب لبنان، وقتل ما لا يقل عن 11 مدنيا في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين".
وأضاف "أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية".
وأشار إلى أن "الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة".
وأضاف أن "قواعد الحرب واضحة: يجب حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية، ويجب حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية".
وفي سياق متصل، قالت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) في بيان إنها "تشعر بقلق بالغ، إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي".
والخط الأزرق هو الخط الذي رسمته الأمم المتحدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عام 2000 بوصفه خط الانسحاب الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة ويتحفظ لبنان على 13 من نقاطه.
وأشارت اليونيفيل إلى أن "هذا التصعيد تسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش"، مؤكدة "ضرورة أن يتوقف هذا التصعيد فورا".
وتابعت "نحث كل الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل على حل سياسي ودبلوماسي مستدام"، مؤكدة أنها على "استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف".
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل إطلاق نار متبادلا ومواجهات عسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وسط مخاوف دولية من تصاعدها إلى حرب واسعة.