تحقيق إخباري: روسيا ترثي ضحايا الهجوم الإرهابي الدامي في موسكو

موسكو 24 مارس 2024 (شينخوا) بالقرب من قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو، تجمع حشد حزين من المواطنين الروس من جميع الأعمار لرثاء ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة هنا وأودى بحياة 137 شخصا على الأقل.

وسط الأجواء الكئيبة، يزداد نصب تكريمي مرتجل يضم في الغالب أزهارا حمراء وبيضاء تركها المتجمعون كل دقيقة اتساعا. ومن بين الشموع والأزهار، تبرز الدمى الزغبة التي يضعها الأطفال. وعلى فترات، يمكن سماع دوي صفارات الإنذار في الخلفية مع استمرار أعمال البحث في الموقع.

وفي خطاب متلفز إلى الأمة يوم السبت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 24 مارس يوم حداد وطني على الأرواح التي فُقدت في الهجوم الإرهابي. وأصيب أكثر من 150 شخصا بجروح بعد الهجوم، ولا يزال بعضهم في حالة حرجة.

وقال بوتين في خطابه "أعرب عن تعازي العميقة والصادقة لجميع أولئك الذين فقدوا أحبائهم"، مضيفا أن "البلد كله وشعبنا بأكمله مفجوعين معكم".

بالقرب من المبنى، على بعد حوالي 200 متر إلى الشرق، كانت حركة المرور تتحرك ببطء يوم الأحد مع اشتداد الازدحام الناجم عن العديد من المركبات التابعة لأولئك الذين وصلوا لتقديم التعازي.

ووصفت مارينا، وهي من سكان موسكو كانت عند موقع الحداد بالقرب من قاعة الحفلات الموسيقية، الهجوم بأنه "مأساة خانقة". ولا تزال في حالة من عدم التصديق أن "حياة هؤلاء الناس قد سلبت للتو".

وقال فلاديمير، وهو مقيم آخر كان في الموقع، إن الضحايا كانوا أشخاصا عاديين، بعضهم أطفال. وأضاف أن "من نفذ الهجوم يستحق أشد عقوبة".

وفي وسط موسكو، نكست أبنية مثل الكرملين ومبنى مجلس الدوما أعلامها يوم الأحد. وفي شارع نيو أربات الذي يرتاده السياح بكثرة، كُتب على شاشة إلكترونية تمتد عشرات الأمتار: "روسيا دائما تصبح أقوى في مواجهة أصعب التحديات، وستكون كذلك الآن".

منذ ليلة الجمعة، عرضت اللوحات الإعلانية في جميع أنحاء موسكو وعموم البلاد رسمات شموع تخليدا لذكرى ضحايا الهجوم الإرهابي.

وفي سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدينة في روسيا، تجمع المواطنون بشكل عفوي في مواقع متعددة لوضع الزهور وإشعال الشموع والوقوف دقائق صمت حدادا على الضحايا.

وقال ستانسلاف، وهو مواطن من سانت بطرسبرغ، "آمل أن يتم تقديم أولئك الذين أمروا بشن هذا الهجوم الإرهابي إلى العدالة بطريقة ما"، مضيفا "يجب على الجميع أن يفهم بأن الإرهاب جريمة غير مقبولة".

وفي خطابه يوم السبت، وصف بوتين الهجوم الإرهابي بأنه دموي وبربري، متوعدا بالثأر. وأعلن بوتين إلقاء القبض على المسلحين الأربعة المتورطين، وتعهد بمعاقبة جميع مرتكبي الهجوم ومنظميه ومموليه.

وأضاف بوتين "لا أحد ولا شيء يمكن أن يهز وحدتنا وإرادتنا وتصميمنا وشجاعتنا وقوة شعب روسيا الموحد".