22 مارس 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "أخطط للعودة إلى مصر في المستقبل القريب لمشاركة فرحة الفوز بجائزة الحكومة الصينية للصداقة مع عائلتي وأصدقائي، واروي قصتي الصينية للمزيد من المصريين." قال أسامة عبد الله عبد الشافي محمد، باحث مشارك متميز في معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، يدرس ويعمل في الصين منذ أكثر من عشر سنوات: " أنا فخور جدًا كوني مشارك ومشاهد لإنجازات الصين في مجال الابتكار التكنولوجي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية!"
بدأت علاقة أسامة مع الصين في عام 2008. حين جاء إلى جامعة شمال غرب الصين لتكنولوجيا الزراعة والغابات في الصين لدراسة الدكتوراه في العلوم البيئية. قال أسامة، إنه راجع عددا كبيرا من الأوراق والتقارير في مصر ووجد أن العديد من نتائج الأبحاث جاءت من الصين، "الصين تتطور بسرعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، ويجب أن آتي إلى الصين للدراسة". مضيفاً، أن الدراسة في الصين رفعت قدراته البحثية العلمية إلى مستوى أعلى، "لقد شكلتني الصين في مجال البحث العلمي، وأنا خبير «صنع في الصين»."
بعد وقت قصير من عودة أسامة إلى مصر في عام 2014، ذهب إلى معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا لإجراء بحث أكاديمي من خلال "برنامج عمل خبراء الشباب المتميزين في الصين". قال أسامة: "إن هناك العديد من أوجه التشابه بين البيئات الطبيعية في شينجيانغ الصينية ومصر، والتي تتماشى جيدا مع اتجاه بحثي، كما أن قائد فريق علم الأحياء الدقيقة هو خبير بارز في هذا المجال، لذلك جئت دون أي تردد."
حاليًا، يعمل أسامة في دراسات النوابيت الداخلية ويسعى لإصلاح التربة المالحة وتطوير الزراعة في المناطق القاحلة. وقد علم أسامة قبل مجيئه إلى شينجيانغ، عن العمل الذي تم إنجازه في شينجيانغ لتحسين الأراضي المالحة والقلوية، "مثل استخدام الأسمدة العضوية الحيوية، وزراعة نباتات «آكلة الملح»، وما إلى ذلك. وآمل أن يتم استخدام نتائج البحث هذه والاستفادة منها في مصر أيضًا." وفي معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا، رأى أسامة أن الصين تولي أهمية كبيرة للبحث العلمي، قائلا: "إن الصين أفضل من الدول الأخرى من حيث الاستثمار في المعدات التجريبية والبيئة الأكاديمية وتمويل الأبحاث. ولقد شاركت في العديد من مشاريع البحث العلمي وتحسن مستوى بحثي الأكاديمي بشكل أكبر."
لقد حقق أسامة إنجازات غنية في مجال البحوث المتعلقة بالتنقيب والتطبيق الوظيفي للموارد الميكروبية في البيئات القاسية في المناطق القاحلة. وفي الوقت الحالي، قد تم اختيار عدد من السلالات المقاومة للأمراض والمعززة للنمو والتي يمكن أن تساعد في نمو المحاصيل، ومن المتوقع أن يتم تطبيقها على الإنتاج الزراعي في المناطق القاحلة في الصين ومصر. وبصفته باحثًا أجنبيًا شابًا، فاز أسامة بجائزة الشريك الدولي للأكاديمية الصينية للعلوم للعلماء الشباب في عام 2020 وجائزة الصداقة الحكومية الصينية في عام 2023.
بالإضافة إلى إحراز العديد من التقدم في مجال البحث العلمي، يعمل أسامة أيضًا بنشاط على تعزيز التعاون بين مصر والصين في مجال البحث العلمي. وبمساعدته، وقع معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا وجامعة العريش في مصر مذكرة تعاون ويخططان حاليا بنشاط لبناء مختبر مشترك، وبمجرد الانتهاء منه، فإنه سيوفر المزيد من فرص التبادل للباحثين العلميين من البلدين. وفي عام 2021، فاز أسامة "بجائزة تيانشان" للخبراء الأجانب في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، وهي أعلى وسام تمنحه الحكومة المحلية للخبراء الأجانب الذين قدموا مساهمات بارزة في شينجيانغ.
وفي كل مرة يعود فيها إلى مصر، كان أسامة يخبر مواطنيه عن تجاربه في الصين وما يعرفه عن الصين. وقال إن المزيد من الخبراء المصريين يأتون الآن إلى الصين لإجراء البحوث العلمية. ويعزز البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" التبادلات والتعاون العلمي والتكنولوجي الدولي، ويبني جسرا من الصداقة للتعلم المتبادل والعلاقات بين الشعوب. ويثق أن التبادلات الأكاديمية بين مصر والصين ستصبح أكثر عمقاً.
ومن أجل إحياء ذكرى علاقته بالصين، أطلق أسامة على نفسه اسمًا صينيًا خصيصًا "جينشان"، وهو مأخوذ من أهرامات مصر وجبال تيانشان في الصين. قال أسامة:" أنا بالفعل نصف صيني." مضيفا، أنه حصل على تصريح إقامة دائمة من الصين في مايو من العام الماضي. "أنا ممتن للغاية للصين على كل ما قدمته لي، وسأبقى في الصين لإجراء البحث الأكاديمي لفترة طويلة قادمة."