بغداد 18 مارس 2024 (شينخوا) أعرب العراق اليوم (الاثنين) عن رغبته في مزاولة نشاطه السلمي في مجال الطاقة النووية، مشيرا إلى أنه يعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في قطاع الكهرباء، وذلك خلال زيارة لمديرها العام رافائيل غروسي.
وذكر بيان لرئاسة الوزراء العراقية أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قال خلال لقاء مع غروسي اليوم "إن العراق كان من أوائل الدول التي سعت للانضمام للوكالة والالتزام بمعاهداتها، وعمل على إنشاء المفاعلات النووية للأغراض السلمية لقناعته بأن الطاقة النووية يجب أن تكون مصدراً للازدهار وليس لتطوير الأسلحة الفتاكة".
وتابع "أن العراق أودع نهاية العام الماضي لدى الوكالة متطلبات انضمامه لاتفاقية الأمان النووي والاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وأمان التصرف في النفايات المشعة، وهو يتطلع للدخول مجددا في مضمار التطبيقات السلمية للطاقة النووية".
وأعرب السوداني عن رغبة العراق بشغل مكانته الطبيعية في الساحة الدولية، وأن يزاول نشاطه السلمي في مجال الطاقة الذرية.
كما يتطلع العراق إلى مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وضع البرامج والمشاريع ذات العلاقة بالتطوير في مجال التطبيقات النووية للأغراض السلمية، وفق السوداني.
من جانبه، وجه غروسي دعوة للسوداني لحضور قمة الطاقة النووية، التي ستعقد في بروكسل في شهر مارس الحالي، معلنا الالتزام بالعمل مع العراق في برنامجه ومشاريعه السلمية، التي تتضمن الطاقة وإزالة ملوحة التربة ومعالجة الأمراض وغيرها من المجالات السلمية، وفق البيان.
وأعرب عن تطلعه لزيارة الوفد العراقي مقر الوكالة في الأسابيع المقبلة للعمل على وضع خارطة طريق لتطوير عمل العراق وبناء البنى التحتية والحصول على التكنولوجيا النووية في المجالات السلمية.
وفي السياق، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية نعيم العبودي، العمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في قطاع الكهرباء.
وقال العبودي في مؤتمر صحفي مشترك مع غروسي، إن "العراق كان من الدول المتقدمة لسعيه لامتلاك الطاقة الذرية، والآن يسعى لأن يكون من الدول التي تمتلك الطاقة النووية للأغراض السلمية".
وأضاف "نمتلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدة برامج، منها الجانب التقني لمحاربة السرطان ونحن متقدمون في هذا الجانب، فضلا عن العمل على المفاعل النووي الصفري لتدريب الطلبة وتحويله إلى مفاعل يخدم القضايا الاستراتيجية البحثية العلمية".
وتابع العبودي "نعمل أيضا على معالجة المخلفات النووية، وهناك عمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في جانب الكهرباء وسيكون هناك وفد عراقي لزيارة الوكالة الدولية بشأن المحطات الصغيرة، إضافة الى معالجة المياه والتصحر والتغير المناخي".
من جانبه، قال غروسي إن هناك ثلاثة محاور أساسية نعتمد عليها بالتعاون مع العراق، الأول والأهم هو التوقف عن صفحة الماضي والتحول إلى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، مشددا على أن "قلب صفحة الماضي من أولويات العمل مع العراق".
وأضاف أن "المحور الثاني هو دعم وإنشاء برنامج نووي سلمي في العراق"، مشيرا إلى أن المحور الثالث يتعلق بوجود اهتمام في المنطقة العربية بالطاقة النووية السلمية، كما في الإمارات ومصر والسعودية ونحرص على أن نراه متحققا في العراق.
وأكد غروسي أن "سبب تواجده في بغداد هو لدعم توجه الحكومة للاستخدام الأمثل للطاقة النووية السلمية، ونعمل بكل ما في وسعنا لتحقيقه".
ووصل غروسي في وقت سابق اليوم إلى العاصمة العراقية بغداد.
يشار إلى أن البرنامج النووي العراقي تم تدميره في القصف الأمريكي خلال حرب عام 1991 قبل قيام فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة بتفكيك ما تبقى من المنشآت النووية العراقية، وذلك بعد عشرة أعوام من تدمير مفاعل تموز النووي العراقي في ضربة جوية إسرائيلية.