الأمم المتحدة 18 مارس 2024 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الاثنين إلى بذل جهود مشتركة من جانب المجتمع الدولي لتعزيز نزع السلاح النووي وعدم الانتشار.
وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الحظر الكامل والتدمير الشامل للأسلحة النووية وإنشاء عالم خال من الأسلحة النووية في نهاية المطاف طموح مشترك للمجتمع الدولي.
وذكر في اجتماع لمجلس الأمن الدولي أنه يتعين على جميع الدول أن تتكاتف في ممارسة التعددية الحقيقية، والتمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين الكتل بحزم، وتعزيز سلطة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفعاليتها بشكل مستمر، وتعزيز نزع السلاح النووي وعدم الانتشار بشكل مشترك.
وأفاد تشانغ أنه يتعين على الدول الحائزة للأسلحة النووية استكشاف تدابير مجدية للحد من المخاطر الإستراتيجية، والتفاوض وإبرام معاهدة بشأن عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية ضد بعضها البعض، وتقديم ضمانات أمنية سلبية ملزمة قانونا للدول غير الحائزة للأسلحة النووية.
وأشار إلى أنه ينبغي للبلدان المعنية أن تقلل من دور الأسلحة النووية في سياساتها الأمنية الوطنية والجماعية، وأن تتخلى عن نشر منظومة عالمية للدفاع الصاروخي، وأن تمتنع عن السعي إلى نشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أو في أوروبا، وأن توقف تقاسم الأسلحة النووية وما يسمى بالردع الموسع، من أجل الحفاظ على التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين من خلال إجراءات عملية.
وبيّن تشانغ أن الأسلحة النووية هي نتاج التاريخ، ومن الطبيعي أن يكون لنزع السلاح النووي عملية تاريخية، لافتا إلى أن مطالبة البلدان المختلفة اختلافا كبيرا في السياسات النووية وبعدد الأسلحة النووية بتحمل نفس المستوى من الالتزامات بنزع السلاح النووي والشفافية النووية لا يتسق مع منطق التاريخ والواقع، ولا يتماشى مع توافق الآراء الدولي، ومن ثم لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود في نزع السلاح النووي على الصعيد الدولي.
وأفاد أنه يتعين على الولايات المتحدة مواصلة الوفاء بمسؤوليتها الخاصة وذات الأولوية لمواصلة تخفيض ترسانتها النووية بطريقة جذرية وموضوعية من أجل تهيئة الظروف للدول الأخرى الحائزة للأسلحة النووية للانضمام إلى عملية نزع السلاح النووي.
وشدد تشانغ أيضا على ضرورة حماية النظام الدولي لعدم الانتشار النووي.
وذكر أن قضايا عدم الانتشار الساخنة مثل القضايا النووية في شبه الجزيرة الكورية وإيران لها خلفيات تاريخية معقدة وترتبط ارتباطا وثيقا بعدم استمرارية سياسات عدم الانتشار في بلد معين.
وقال إنه "يجب على جميع الأطراف الالتزام بالجهود السياسية والدبلوماسية لمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لبعضها البعض من خلال الحوار والحلول المتوازنة. ويجب على الولايات المتحدة التخلي عن التهديد باستخدام العقوبات والضغوط واستخدامها".
وأشار إلى أن التعاون الأمريكي في مجال الغواصات النووية مع بعض البلدان ينطوي على مخاطر عالية للانتشار النووي. وهو ما يعد انتهاكا خطيرا لهدف ومقصد معاهدة عدم الانتشار ويقوض السلام والاستقرار الإقليميين. لذلك، ينبغي اعتماد تدابير تصحيحية.
وذكر تشانغ أن التنمية هي حجر الزاوية للسلام والأمن، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي إيلاء الاهتمام لاحتياجات الدول النامية للاستخدام السلمي للطاقة النووية، وزيادة المساعدات المالية والتقنية ذات الصلة، والمساعدة في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وأكد أنه يتعين على الدول المعنية التوقف عن تعميم مفهوم الأمن القومي والتوقف عن رسم الخطوط على أساس الأيديولوجية والتوقف عن استخدام ضوابط الصادرات المتعلقة بمنع الانتشار كأداة سياسية لقمع الدول الأخرى ومواصلة أجندة فصل سلاسل التوريد وتفكيكها.
وقال تشانغ إن الصين دائما ما دعت إلى الحظر الكامل والتدمير الشامل للأسلحة النووية. وبغض النظر عن التغييرات التي تطرأ على الساحة الدولية، فإن الصين ستفي بالتزامها بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية وستواصل بحزم إستراتيجيتها النووية للدفاع عن النفس وتمتنع عن المشاركة في أي شكل من أشكال سباق التسلح النووي وستواصل الحفاظ على قوتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب لأمنها القومي وستواصل العمل على تعزيز نزع السلاح النووي وعدم الانتشار على الصعيد الدولي.