بكين 17 مارس 2024 (شينخوا) كدولتين كبريين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مهمتين للنمو الاقتصادي العالمي، فإن تعزيز العلاقات بين الصين وأستراليا مفيد للطرفين ويلبي تطلعات الدول المجاورة.
لا توجد مظلمة تاريخية أو عداء معاصر بين الصين وأستراليا، ومصالحهما المشتركة تفوق إلى حد كبير أي خلافات. ويتعين على الجانبين ضمان استمرار التعاون باعتباره حجر الزاوية في العلاقات الثنائية.
منذ توليها السلطة في عام 2022، عملت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز على تدارك سياسات سلفها غير العقلانية المناهضة للصين، مما أدى إلى استجابة إيجابية من الصين. ونتيجة لذلك، تحسنت العلاقات بين الصين وأستراليا تدريجيا، وتعافت واستقرت.
وكانت زيارة ألبانيز إلى الصين العام الماضي ناجحة للغاية، حيث اتفق قادة البلدين على دفع الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وأستراليا. وخلال الزيارة، صدر بيان حول النتائج المشتركة للاجتماع السنوي لقادة الصين وأستراليا، ليحدد مخططا للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة.
ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي قريبا الجولة السابعة من الحوار الخارجي والإستراتيجي بين الصين وأستراليا خلال زيارته إلى أستراليا مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بالذكرى الـ10 لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وأستراليا. ويتعين على الجانبين اغتنام هذه اللحظة لمراجعة علاقتهما السابقة واستخلاص رؤى ودروس قيمة من أجل تعزيز علاقة ثنائية مستقرة ودائمة للمضي قدما.
ودائما ما كانت الصين هي الشريك التجاري الأهم بالنسبة لأستراليا، حيث تشكل التجارة الثنائية ما يقرب من ثلث إجمالي التجارة الخارجية لأستراليا.
إن الاقتصادين متكاملان إلى حد كبير: تمتلك الصين سوق طلب هائلة، وسلسلة توريد صناعية واسعة، وعددا كبيرا من العمال المهرة والمواهب الريادية، في حين أن أستراليا هي موطن لموارد معدنية غنية وعالية الجودة وخبرة متخصصة رائدة عالميا، وصناعة خدمات متطورة جدا ونظام قانوني راسخ.
ولا يوجد مبرر لمثل هاتين الدولتين المترابطتين اقتصاديا للوقوع ضحية لمفاهيم "فك الارتباط" التي لا أساس لها أو "حرب باردة جديدة" متخيلة.
وبدلا من ذلك، يتعين على الجانبين استغلال إمكانات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وأستراليا بشكل كامل وتعزيز العلاقات في المجالات الناشئة مثل تغير المناخ والاقتصاد الأخضر.
باعتبارها المنطقة الأكثر ديناميكية في العالم، تعتمد منطقة آسيا والمحيط الهادئ على وجود علاقات وثيقة بين الصين وأستراليا. ويلعب هذان البلدان معا دورا حاسما في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، والتصدي للتحديات المشتركة مثل تغير المناخ والأمن البحري.
وبوسع الصين وأستراليا الاستفادة من نقاط قوتيهما من خلال جهودهما المشتركة لبناء مستقبل أكثر ازدهارا وأمنا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها.