القاهرة 8 مارس 2024 (شينخوا) أعربت مسؤولة عربية عن الأسف للوضع المأساوي الذي يطغى على واقع المرأة العربية، خاصة في الأراضي الفلسطينية والدول التي تعاني من نزاعات مسلحة، معتبرة أن المرأة في قطاع غزة تعيش "مشهدا شديد المأساوية".
ودعت مديرة الدراسات والبحوث بمنظمة المرأة العربية هند الشلقاني، إلى الاستفادة من التجربة الصينية في تمكين المرأة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وقالت الشلقاني في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بشأن أوضاع المرأة في المنطقة العربية إنه "للأسف الذي يطغى على المشهد اليوم هو الوضع المأساوي، وضع الاحتلال والأوضاع في غزة، الأوضاع في السودان، الأوضاع المستمرة في اليمن".
وتابعت أن "صوت النزاعات المسلحة وتداعياتها المأساوية على النساء والأطفال هو الذي يتصدر المشهد" العربي.
وأردفت الشلقاني قائلة "إن المرأة في قطاع غزة تعيش مشهدا شديد المأساوية من القتل والتشريد والنزوح والتجويع، خاصة مع وجود نحو مليوني نازح يعيشون افتقارا كاملا لكل سبل الحياة من المياه والطعام والأدوية، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات، خاصة بين الأطفال بسبب الجوع والجفاف".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" بعد أن شنت الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
وخلفت الحرب 30878 قتيلا فلسطينيا و72402 إصابة في غزة، وفق وزارة الصحة في غزة، التي قالت إن 72 % من ضحايا الحرب المتواصلة هم من النساء والأطفال.
ووفق هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن قرابة 9 آلاف امرأة قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في غزة حتى الآن وقد يكون الرقم أقل من الواقع لوجود أعداد منهن تحت الأنقاض.
وقالت الهيئة عبر موقع الأمم المتحدة إن كل يوم تستمر فيه الحرب في غزة بالمعدل الحالي سيتواصل قتل 63 امرأة في المتوسط، مشيرة إلى أن نحو 37 أما تقتل كل يوم مما يدمر حياة أسرهن ويقلص حماية أطفالهن.
وتابعت الشلقاني أن وضع المرأة المأساوي لا يقتصر على قطاع غزة فحسب وإنما في المدن الأخرى بالضفة الغربية والقدس وغيرهما، حيث يعانين بشدة من المداهمات والإساءة.
وأشارت إلى أن منظمة المرأة العربية كانت من أوائل الجهات التي حاولت القيام بمبادرة سريعة من خلال مخاطبة المنظمات العالمية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجلس الدولي لحقوق الإنسان واللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) والأمين العام للأمم المتحدة لوقف "العدوان" الإسرائيلي فورا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف الإبادة الجماعية والنزوح والتهجير القسري.
وأضافت "هناك أيضا الوضع المأساوي في السودان الذي يعاني بشدة لوجود نحو 8 ملايين نازح داخليا وخارجيا يعانون معاناة شديدة، وكذلك فإن الوضع في اليمن مازال سيئا للغاية وغير آمن وتعاني فيه المرأة بشدة".
وحذرت من أن النساء من أكثر الفئات تأثرا بالنزاعات والنزوح، إذ تبرز خلالها ظواهر سلبية مثل الزواج المبكر وعدم تعليم الفتيات لخوف أسرهن عليهن وتعرض النساء لانتهاكات صارخة خلال هذه الأزمات.
وشددت على أن الوضع في المنطقة العربية مؤلم ويحتاج إلى تضافر كل الجهود والضغط على المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا تماما أمام كل الجرائم الوحشية والعجز الكامل لكل منظومة التشريعات الدولية.
وقالت الشلقاني إنه رغم ذلك فإن المنظمة العربية للمرأة ستشارك في أكثر من فاعلية دولية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسيتم خلالها طرح التحديات التي تواجه المرأة العربية حاليا نتيجة النزاعات المسلحة والممارسات الاستعمارية لقوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة الأوضاع في غزة.
وفيما يتعلق بإمكانية وفرص التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب الصيني، قالت المسؤولة العربية إن التجربة الصينية، خاصة فيما يتعلق بتمكين المرأة ورفع قدراتها "لا شك أنها متميزة".
وتابعت "أن المرأة في الصين نالت اهتماما كبيرا، خاصة على مستوى تنمية المورد البشري في مجال الصحة والتعليم والمجالات التكنولوجية والهندسية المتطورة، بالإضافة إلى العناية بأن تكون جزءا مهما ومحوريا من عملية الانتاج وتلقي تدريبات متقدمة لإدارة المشروعات وكذلك المشاركة السياسية".
واعتبرت أن موضوع المرأة من الملفات الاجتماعية المهمة للتعاون العربي الصيني، مشيرة إلى أنه يمكن التعاون مع الجانب الصيني في هذا الملف في مجالات التعليم والتكوين المهني والتدريب وبناء قدرات المرأة، بالإضافة للاستفادة من التجربة الصينية المتميزة في مجال الاقتصاد الأخضر كملف له طبيعة اقتصادية وتنموية من خلال ربطه بموضوع المرأة، حيث أن النساء يمكن أن تكن فاعلات في هذا القطاع.
وأشادت الشلقاني بالتعاون العربي الصيني في جميع المجالات ووجود شراكة استراتيجية بين الجانبين وعلاقات تاريخية ممتدة.