الأمم المتحدة 5 مارس 2024 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الثلاثاء المجتمع الدولي إلى المساعدة في دفع العملية السياسية في جنوب السودان ودعم البلاد في تعزيز بناء قدراتها في قطاع الأمن.
ويمثل هذا العام أهمية كبيرة بالنسبة إلى جنوب السودان من حيث تعزيز الانتقال السياسي والتنمية السلمية. وتعتقد الصين أنه يتعين على المجتمع الدولي زيادة دعمه، حسبما قال داي بينغ، القائم بأعمال البعثة الصينية لدى الأمم المتحدة.
وقال داي لمجلس الأمن إن الصين تدعم الأطراف في جنوب السودان في التعجيل بتنفيذ اتفاق السلام والمعايير الرئيسة لخارطة الطريق بشأن تمديد الفترة الانتقالية، بغية تهيئة الظروف المواتية للانتقال السياسي وإجراء الانتخابات العامة، مضيفا أن الصين تشجع الآلية الثلاثية للاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة لتقديم المزيد من الدعم للعملية السياسية في جنوب السودان.
وأكد أن "الانتخابات هي شأن داخلي لجنوب السودان. وفي الوقت الحاضر، تواجه البلاد صعوبات عملية عديدة في تعزيز الانتقال السياسي والتحضير للانتخابات العامة. ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحلى بالصبر وأن يواصل التعامل مع البلاد مع الاحترام الكامل لسيادتها وملكيتها".
وعلى وجه الخصوص، قال إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يستخلص الدروس من الاضطرابات الأخيرة في بعض البلدان الأفريقية وأن يتجنب التدخل في الشؤون الداخلية لجنوب السودان من خلال ممارسة الضغوط أو فرض "انتقال ديمقراطي"، موضحا أن القيام بذلك لن يسهم في استقرار جنوب السودان على المدى الطويل بل على العكس سيؤدي إلى اضطرابات جديدة.
ودعا داي المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى إعطاء الأولوية لدعم سلطات جنوب السودان في تعزيز بناء قدراتها في قطاع الأمن وتحمل المسؤولية الأساسية عن حماية المدنيين. لطالما كان لحظر الأسلحة تأثير سلبي على بناء القدرات الأمنية في جنوب السودان. ويتعين على مجلس الأمن الاستجابة لدعوات جنوب السودان والدول الأفريقية الأخرى ورفع حظر الأسلحة في أقرب وقت ممكن.
وأدى النزاع في السودان المجاور إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان فضلا عما يشكله ذلك من خطر أمني محتمل. ويتعين على الشركاء الدوليين مساعدة جنوب السودان على الاستجابة للأزمة الإنسانية والتخفيف من الآثار غير المباشرة للصراع السوداني على جنوب السودان والدول المجاورة الأخرى، بهدف الحفاظ على الأمن الإقليمي المشترك، حسبما قال داي.
وأضاف أنه ينبغي لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن تركز على ولايتها الأساسية. وفي السنوات الأخيرة، كانت بعض البلدان تضغط من أجل توسيع ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، بما في ذلك من خلال المبالغة في التأكيد على استخدام القوة كوسيلة ذات أولوية لحماية المدنيين. وهذا لا يتعارض مع المسؤولية الرئيسة لعمليات حفظ السلام فحسب، بل يزيد أيضا من الضغط على الموارد المتاحة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
وختم داي بأن الصين تأمل في أن يجعل مجلس الأمن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان تركز على وظائفها الأساسية كعملية لحفظ السلام وأن يتأكد من أن المهام ذات الصلة تتماشى مع احتياجات وأولويات البلد المضيف حتى تتمكن البعثة من الاضطلاع بدورها بطريقة فعالة.