صنعاء 2 مارس 2024 (شينخوا) أعلنت الحكومة اليمنية اليوم (السبت) غرق سفينة استهدفها الحوثيون قبل 12 يوما في البحر الأحمر قبالة الساحل الغربي للبلاد، محذرة من أنها ستسبب "كارثة بيئية".
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة أن "خلية الأزمة للتعامل مع السفينة روبيمار أعلنت غرق السفينة التي تحمل علم بليز قبالة السواحل اليمنية"، وذلك بعد هجومين للحوثيين.
وأعربت الخلية الحكومية "عن أسفها لغرق السفينة"، مشيرة إلى أنها "ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر"، محملة جماعة الحوثي المسؤولية عن ذلك.
وتابعت "أن النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة".
وأوضحت خلية الأزمة "أنها في حالة انعقاد دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة"، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في التعاطي الحازم مع التهديدات الإرهابية والحفاظ على سلامة الملاحة العالمية وإمدادات السلع الأساسية.
ولاحقا، قالت الحكومة اليمنية إن السفينة الغارقة في المياه اليمنية على متنها أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة والمواد الخطرة.
وذكر وزير الإعلام اليمني معمر الارياني في بيان أن الحوثيين يتحملون المسؤولية الكاملة عن الآثار البيئية والاقتصادية والإنسانية الكارثية الناتجة عن غرق السفينة روبيمار.
وأضاف أن "السفينة استهدفها الحوثيون في 18 فبراير الماضي، بصاروخين موجهين أثناء عبورها قبالة ميناء المخاء في البحر الأحمر، وعلى متنها أكثر من 41000 طن من الأسمدة فئة (IMDG 5.1) وكميات من الزيوت والوقود".
ودعا الإرياني كافة الدول والمنظمات والهيئات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية إلى "سرعة التعامل مع التداعيات الكارثية لغرق السفينة على بُعد نحو 11 ميلا من أقرب نقطة بر في اليمن، ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن غرق الأسمدة التي تحتوي على مادة الفوسفات ومواد كيميائية أخرى خطيرة للغاية في المياه البحرية اليمنية".
واعتبر الإرياني أن "استهداف مليشيا الحوثي المتكرر لناقلات المنتجات الكيميائية والنفطية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، يعكس مدى استهتارها وعدم اكتراثها بالتداعيات الكارثية للتسرب النفطي في البحر الأحمر وخليج عدن، على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي في اليمن، والشريط الساحلي لليمن والدول المشاطئة، والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي للجزر الواقعة في المنطقة".
ويأتي الإعلان عن غرق السفينة غداة إعلان وزارة الخارجية اليمنية في بيان عن هجمات جوية استهدفت زورقا لصيادين يمنيين قرب السفينة الجانحة، مما أدى إلى مقتل وفقدان بعض الصيادين وتضرر السفينة.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت في 19 من فبراير الماضي أن قواتها البحرية استهدفت بعدد من الصواريخ السفينة روبيمار، وهي بريطانية، ما أدى إلى إغراقها بشكل كامل.
وعقب ذلك، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن السفينة المملوكة للمملكة المتحدة، التي هاجمها الحوثيون تعرضت لأضرار جسيمة، مما تسبب في بقعة نفطية بطول 18 ميلاً.
وتابعت أن "السفينة كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة عندما تعرضت للهجوم، مما قد يتسرب إلى البحر الأحمر ويؤدي إلى تفاقم هذه الكارثة البيئية".
ودعت الحكومة اليمنية السبت الماضي الدول والهيئات المعنية بالبيئة البحرية إلى مساندة جهودها لمنع وقوع "كارثة بيئية" بعد استهداف الحوثيين للسفينة.
من جهتها، حملت جماعة الحوثي أمريكا والشركة المالكة لسفينة روبيمار مسؤولية أي تلوث بحري محتمل لغرق السفينة في البحر الأحمر.
وقال عضو الوفد المفاوض للحوثيين عبد الملك العجري على منصة ((إكس)) إن "من يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تلوث بحري محتمل لغرق السفينة البريطانية هو أولا وبالدرجة الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف "فكما أمريكا هي مسؤولة عن الحرب في غزة والتصعيد الإقليمي الناتج عنها بسبب عرقلتها المتكررة لكل قرارت وقف الحرب في مجلس الأمن فإنها هي من تتحمل مسؤولية عسكرة البحر الأحمر".
كما حمل القيادي الحوثي المسؤولية عن أي تلوث بحري محتمل على "الشركة المالكة والشركة المشغلة للسفينة والتي أصرت على المرور رغم علمها بالمخاطر المترتبة على مرورها ورفضها الاستجابة لتحذيرات الجيش اليمني (قوات الجماعة)"، على حد قوله.
ورأى خبير في الأمن البحري أن غرق السفينة سيؤجج الصراع في منطقة البحر الأحمر، وقد يصل الأمر إلى عملية عسكرية غربية برية "محدودة" ضد الحوثيين في الأراضي اليمنية.
وقال الخبير في الأمن البحري اليمني محمد سلام الأصبحي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن غرق السفينة روبيمار بعد أيام من تعرضها للاستهداف المباشر من قبل الحوثيين سيعقد المشهد بشكل كبير، حيث تعد هذه أول سفينة يتم إغراقها.
وأضاف أن "ما حدث تطور خطير، والعملية العسكرية التي تقودها أمريكا وبريطانيا ضد الحوثيين منذ يناير الماضي، ستتصاعد خلال المرحلة القادمة، الأمر الذي سيؤجج الصراع في منطقة البحر الأحمر".
وتابع "قد نشهد توسع العمليات الأمريكية البريطانية إلى عملية برية محدودة في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر".
وتخضع محافظة الحديدة لسيطرة الحوثيين منذ أكتوبر من العام 2014.
ويشن الحوثيون منذ نوفمبر العام الماضي عمليات عسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ضد سفن تقول الجماعة إنها إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وردا على هجمات الحوثيين تشن الولايات المتحدة وبريطانيا عملية عسكرية منذ 12 يناير الماضي تشمل غارات جوية وضربات صاروخية ضد أهداف للجماعة في مناطق سيطرتها باليمن، ما دفع الأخيرة إلى توسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن التجارية والعسكرية الأمريكية والبريطانية.