الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

في عصر الإنترنت، مزيد من الشباب الذين يعانون "الفقر اللغوي"

في عصر الإنترنت، مزيد من الشباب الذين يعانون

الأول مارس 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "تعال وقل القِ كلمة أمام الجميع!" تفاجأ لي سيشاو، المولود في عام 2000، بهذا الطلب أثناء قضاءه علطة عيد الربيع مع العائلة. ورغم أن لي سيشاو، قد كان لديه الكثير مايقوله، إلا أنه تلعثم مرارا، ولم يستطع تكوين جملة مفيدة.

لي سيشاو ليس وحده من يعاني هذه المشكلة. ففي استطلاع أجرته صحيفة الشباب الصيني، شعر ما يقرب من نصف الشباب الذين شملهم الاستطلاع أن مفرداتهم كانت قليلة، وقدرتهم على التعبير ضعيفة.

"يعكس تراجع القدرة على التعبير اللغوي لدى بعض الشباب مشكلة "الحبسة" الناجمة عن عصر الإنترنت"، يقول تشنغ هوان تشاو، الأستاذ المشارك في قسم اللغة الصينية بجامعة جينان. ويضيف أنه على الرغم من أن الإنترنت تجعل الحياة أكثر يسرا وسهولة، إلا أنها تؤثر على طريقة تفكير الناس وقيمهم وقدرتهم على التعبير.

يشعر ليو يوان، وهو شاب من مواليد التسعينيات ويعمل في مدينة هانغتشو، أن ما تراجع، ليس قدراته على التعبير فحسب، بل وكذلك مهاراته في الكتابة أيضًا. وفي العمل، يضطر أحيانًا إلى كتابة النصوص، الأمر الذي يشعره بإرهاق شديد، وغالبًا ما يستغرق إكمال النصوص الكثير من الجهد.

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 53.3% من الشباب المستطلعين، يشعرون بأن مهاراتهم في التعبير اللغوي قد تراجعت خلال السنوات الأخيرة. بينما يرى 47.1 % من المستطلعين أن مفرداتهم منقوصة وتعبيراتهم باهتة. فيما قال 43.2% أنهم يستخدمون الأقلام للكتابة بشكل أقل. وقال 41.5% بأنهم واجهوا مواقف لم تعبر فيها الكلمات عن أفكارهم، ووجهوا صعوبة في التعبير عن أفكارهم بدقة.

قال ليو يوان: "أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا لاغنى عنه في حياتنا اليومية. وأصبح الناس أكثر اعتمادا وتبعية للتواصل عبر الإنترنت. حيث يتواصلون من خلال الرسائل النصّية أو صور الإيموجي، ونادرا ما يلجأون إلى المكالمات الهاتفية." مضيفا: "الانترنت غيّرت طرق الحديث والتواصل والتعبير. على سبيل المثال، في السابق كانت القصيدة الشعرية تحفظ أو تُلقى. أما اليوم فبمجرد إدخال الكلمات الأولى من بيت القصيد، تظهر القصيدة بأكملها. في الوقت الذي وفرت فيه الإنترنت الراحة للناس، فإنها جعلتهم كسالى جدًا بحيث لا يستطيعون التذكر والتفكير."

أما عن أسباب ظاهرة "فقر الكلمات"، فقد أظهر الاستطلاع أن انخفاض حجم القراءة وضعف القدرة على التعبير احتلا المرتبتين الأوليين. تلتهما الاعتماد المفرط على لغة الإنترنت وصور الإيموجي، ثم تدنّي الإبداع وتشتت القراءة.

كيف نستعيد "القدرة على التعبير"

أظهر الاستطلاع أنه من أجل التعامل مع "فقر الكلمات"، يرى 58.4% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع أنه يتعين عليهم زيادة القراءة وتحسين مستواهم الثقافي الشخصي. واقترح 57.5% من الشباب التركيز على تدريب التفكير المستقل ومهارات التفكير المنطقي. ويعتقد 55.7% من الشباب أنه من الضروري التخلي عن عادة الحصول على المعلومات بطرق مجزأة وسريعة، والمشاركة في التواصل المباشر وجهاً لوجه، وممارسة مهارات التعبير.، والتعامل مع اللغة الرائجة على الإنترنت بموقف نقدي.

صور ساخنة