أثينا 24 فبراير 2024 (شينخوا) أكد سفير الصين لدى اليونان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين أوروبا والصين وشدد على ضرورة إعلاء التعاون على المنافسة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا في أثينا.
وسلط السفير شياو جيون تشنغ الضوء على أهمية التعاون بعد الدورة الخامسة لمنتدى البلقان والبحر الأسود التي جمعت 170 ممثلا من منظمات دولية وحكومات وبعثات دبلوماسية وشركات انخرطوا في مناقشات بأثينا الأسبوع الماضي حول الأوضاع الجيوسياسية والتعاون الإقليمي ومحاور موانئ البحر الأبيض المتوسط.
وقال السفير لـ((شينخوا)) إن "هناك بالفعل مشاكل لم تُحل فيما يتعلق بالتجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي، ولكن بشكل عام، التعاون بين جانبينا أهم بكثير من المنافسة، والتوافق يفوق الخلافات بكثير".
وأكد شياو أن الصين، شأنها شأن أوروبا، هي من منشئي النظام الدولي القائم والمستفيدين منه والمدافعين عنه. وأن الجانبين يدعمان التعددية القطبية ويعارضان المواجهة بين التكتلات، والحرب الباردة الجديدة، وفصل وقطع سلاسل التوريد.
وأضاف أن الصين تدعو إلى النهوض بعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالميا، تستجيب للاحتياجات المشتركة لجميع الدول وتحقق أوضاعا مربحة للجميع قدر الإمكان.
وفقا ليوروستات، ارتفع إجمالي حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين في عام 2022 بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى 856.3 مليار يورو (910.6 مليار دولار أمريكي)، مع كون الصين أكبر مصدر للواردات وثالث أكبر وجهة تصديرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه حتى الآن، أنشأت الصين والاتحاد الأوروبي أكثر من 70 آلية للتشاور والحوار.
وبالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، قال السفير إن استراتيجية البوابة العالمية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لا تتعارض مع المبادرة التي طرحتها الصين.
ولدى تسليطه الضوء على نجاح التعاون بين الصين واليونان في إطار مبادرة الحزام والطريق، أشار شياو إلى ميناء بيرايوس واصفا إياه بمشروع متميز. وقال إنه من خلال الجهود المشتركة، أصبح هذا الميناء ميناء أوروبيا رئيسيا والميناء الرائد في البحر الأبيض المتوسط، وحطم أرقام الأداء التشغيلي في الفترة ما بين عامي 2021 إلى 2023.
وذكر أن الصين وأوروبا "يمكنهما استكشاف مواءمة إستراتيجية معمقة، يكمل فيها كل منهما مزايا الآخر، وإجراء تعاون ثلاثي في أفريقيا ومن ثم يعززان التنمية العالمية".
تشير البيانات الصادرة في العام الماضي إلى أن التعاون في إطار الحزام والطريق أدى إلى توليد استثمارات تصل إلى تريليون دولار أمريكي على الصعيد العالمي وإقامة أكثر من 3000 مشروع وخلق 420 ألف وظيفة للدول المشاركة في العقد الماضي.
ويُقدر البنك الدولي بأنه بحلول عام 2030، يمكن للاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق أن تنتشل 7.6 مليون من الفقر المدقع و32 مليون من الفقر المعتدل.
واقترح شياو أيضا إجراء مناقشات حول بناء شبكة ربط بيني متعددة الأبعاد بين الصين وأوروبا، بما يعمل على تهيئة الظروف لممر لوجستي جديد عبر قارة أوروآسيا.
وقال شياو إن التعاون في إطار الحزام والطريق ليس ما تسميه بعض الدول "حصان طروادة" بل منصة تعاون دولي تقوم على التشاور المكثف، والمساهمة المشتركة من أجل تحقيق منافع مشتركة، بما يعمل على تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك.