القاهرة 21 فبراير 2024 (شينخوا) أعربت دول ومنظمات عربية وإيران عن أسفهم البالغ ورفضهم لعجز مجلس الأمن الدولي مجددا عن إصدار قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، على خلفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة، وذلك ضد مشروع قرار تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية.
وفي هذا الصدد، استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الأربعاء) استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.
وأعرب أبو الغيط، في بيان، عن "أسفه الشديد كون هذه هي المرة الثالثة منذ اندلاع الأزمة التي تتدخل فيها الولايات المتحدة لإفشال مشروع قرار يهدف إلى وقف إطلاق النار، بما يُشير بوضوح إلى مسئوليتها السياسية والأخلاقية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن "المواقف الأمريكية تخصم من مصداقية المنظومة الأممية، وتعزز من حالة الشلل التي تشهدها الأمم المتحدة، الأمر الذي يوفر غطاء سياسياً لإسرائيل لمواصلة العدوان في ظل عجز دولي عن إيقافه الجرائم الشنيعة التي تُرتكب كل يوم بحق المدنيين الفلسطينيين".
واستخدمت الولايات المتحدة اليوم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية في غزة.
من جانبها، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها الشديد إزاء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
كما أعربت المنظمة عن بالغ أسفها لاستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار، مؤكدة أن ذلك ينعكس سلباً على دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، الذي منع إصدار قرار يلزم كيان الاحتلال الإسرائيلي بوقف العدوان على قطاع غزة، معربةً عن استغرابها من استمرار الرفض الأمريكي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على شعبنا.
وأكدت الجزائر أن الإنتكاسة الجديدة التي شهدها العالم مرة أخرى أمس (الثلاثاء) بمجلس الأمن الدولي، إثر إستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو في وجه وقف إبادة جماعية هي الأخطر في تاريخ فلسطين المحتلة، لن ينقص من عزيمتها في العودة مرة تلو الأخرى ودق باب المجلس حتى يتحمل مسؤولياته ويطالب بوقف إطلاق النار بغزة.
وبدورها، أعربت مصر عن أسفها ورفضها لعجز مجلس الأمن الدولي مجددا عن إصدار قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، على خلفية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة.
واعتبرت مصر في بيان لوزارة خارجيتها أن إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، يعد سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ، الأمر الذي يترتب عليه المسئولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، واستمرار معاناتهم اليومية تحت نيران القصف الإسرائيلي.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" قتل خلالها حتى الآن أكثر من 29 ألف شخص بحسب السلطات الصحية في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى" أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
وفي إطار الحرب تستعد إسرائيل لبدء عملية عسكرية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقطن نحو 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين، إذ كان عدد سكانها قبل هجوم 7 أكتوبر 250 ألف نسمة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الجيش إعداد خطة مزدوجة لعملية عسكرية في رفح تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة حماس، وسط تحذيرات عربية ودولية واسعة.
وفي السياق ذاته، ادانت سوريا بشدة للاستخدام "التعسفي" للولايات المتحدة الأمريكية للفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية قوله إن "مجلس الأمن شهد يوم أمس على صفحة سوداء أخرى خطّتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استخدامها للفيتو للمرة الرابعة على التوالي منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من أربعة أشهر على غزة".
وأضافت الخارجية في بيانها إن" استخدام الولايات المتحدة الامريكية الفيتو يشكل دليلاً فاضحاً على نفاقها وكذب ادعاءاتها في الحرص على صون حقوق الإنسان حول العالم، وإثباتاً لاستمرار دعمها لآلة القتل الإسرائيلية بحق أهلنا الفلسطينيين".
وأعرب الأردن عن الأسف وخيبة الأمل جراء فشل مجلس الأمن مرة أخرى باعتماد قرارٍ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة جراء استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية نيابةً عن المجموعة العربية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سفيان القضاة في بيان إن عجز مجلس الأمن وللمرة الثالثة عن إصدار قرار يوقف الحرب المستعرة على غزة، يعكس العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية الناشئة عن الحرب العدوانية العبثية التي تصر إسرائيل على الاستمرار بها.
وأعربت دولة الكويت عن أسفها لاستخدام حق النقض الفيتو مجدداً في مجلس الأمن للحيلولة دون إصدار قرار مقدم من دولة الجزائر عن المجموعة العربية يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على شعب فلسطين الأعزل منذ أكثر من أربعة أشهر.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن فشل مجلس الأمن باعتماد مشروع القرار يجسد بشكل مؤسف حجم التحديات التي تواجه الإرادة الدولية مما يستدعي التحرك السريع لمواجهتها ومعالجتها لضمان تمكين مجلس الأمن من القيام بواجباته السياسية في صون الأمن والسلم.
على صعيد متصل، أدان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم (الأربعاء) الولايات المتحدة لاستخدامها الفيتو بشكل متكرر في قرارات مجلس الأمن، داعيا إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة.
ووصف عبداللهيان، عبر منصة التواصل الإجتماعي ((إكس))، الخطوة الأمريكية بأنها "كارثة القرن الدبلوماسية"، مشيرا إلى أن استخدام الإدارة الأمريكية الفيتو بشكل متكرر خلق مسؤولية للبيت الأبيض عن "الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة وجرائم الحرب بالضفة الغربية وفلسطين".
ودعا المجتمع الدولي إلى تحميل الولايات المتحدة المسؤولية.
وفي وقت سابق من اليوم، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أيضا الفيتو الأمريكي ضد القرار، حسبما ذكر بيان صدر على الموقع الرسمي للوزارة.
وتابع قائلا إن تلك الخطوة الأمريكية تثبت مرة أخرى للعالم أن واشنطن لم تكن جزءا من حل الأزمة والكارثة الإنسانية في غزة، ولكنها كانت العامل الأهم لاستمرار الأزمة وتوسعها بالمنطقة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، وخلال الأسابيع القليلة الماضية كررت إسرائيل اعتزامها القيام بعملية برية في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، للقضاء على حماس وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين، وتؤوي رفح أكثر من نصف إجمالي سكان غزة، هي آخر معقل مهم لحركة حماس.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية بصياغة خطة للعمليات البرية في رفح لأنه "من المستحيل" تحقيق الأهداف الإسرائيلية "من خلال ترك أربع كتائب تابعة لحماس في رفح".
وقد أثار الغزو الوشيك قلقاً عميقاً لدى المجتمع الدولي، وتحدثت عدة دول ضدها، وحذرت من كارثة إنسانية في القطاع الساحلي.
وخلال زيارته لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي يوم أمس (الثلاثاء) في جنوب إسرائيل، أكد نتنياهو مجددا أن بلاده ستواصل القتال حتى يتم تحقيق جميع الأهداف "لا توجد ضغوط يمكن أن تغير هذا".
وقال إن التوصل إلى صفقة رهائن مع حماس "بالأسعار الوهمية التي تطالب بها حماس" يعني "هزيمة دولة إسرائيل".