غوتيريش يؤكد أن الاجتماع الدولي بشأن أفغانستان كان مثمرا وإيجابيا رغم غياب طالبان

الدوحة 19 فبراير 2024 (شينخوا) أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الاثنين) في ختام اجتماع دولي للمبعوثين الخاصين لأفغانستان برعاية أممية، أن الاجتماع كان مثمرا وإيجابيا وجرى التوصل فيه إلى توافق بشأن القضايا الرئيسية، رغم عدم مشاركة سلطات حركة طالبان الأفغانية.

وقال غوتيريش اليوم في مؤتمر صحفي بختام الاجتماع الذي استمر يومين في الدوحة "الاجتماع كان مثمرا وإيجابيا للغاية ووصلنا إلى توافق بشأن كافة القضايا الرئيسية الواجب مناقشتها على صعيد ما بين المجتمع الدولي وحكومة طالبان، إلى جانب عدد من النتائج العملية التي تجعلنا أكثر فاعلية في المستقبل".

وأضاف أن الدول الأعضاء ناقشت مسألة تشكيل مجموعة اتصال بعدد محدود من الدول الأعضاء بما يمكنها من تبني مقاربة تنسيقية لتتواصل وتنسق مع حكومة طالبان، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تهيئ الظروف للاجتماع مع ممثلين عن الحكومة الأفغانية الحالية الذين لم يقبلوا المشاركة في هذا الاجتماع.

وذكر أنه تقدم بمقترح شخصي بأن تكون مجموعة الدول الخمس إلى جانب ممثلين عن دول الجوار وممثلين عن الدول المانحة ضمن تشكيلة مجموعة الاتصال بما يعزز مشاركة الأسرة الدولية مع حكومة الأمر الواقع في أفغانستان، لكن الأمر يعود للدول الأعضاء لتدرس مسألة تشكيل مجموعة الاتصال.

وبشأن رفض طالبان المشاركة في الاجتماع، أفاد بأنه لم يحضر أي ممثل عن الحكومة الأفغانية للاجتماع، لكن كان هناك اجتماع مع ممثل المكتب السياسي لطالبان بالدوحة، لافتا في هذا الصدد إلى أنه وصلته رسالة تتضمن عددا من الشروط التي بموجبها تشارك طالبان في الاجتماع، وهذه الشروط غير مقبولة.

وأوضح أن الشروط تمنع الحديث والتواصل مع جهات أخرى ممثلة للمجتمع المدني الأفغاني وكذلك تطالب بمعاملة مشابهة إلى حد كبير لاعتراف المجتمع الدولي بحكومة أفغانستان.

واعتبر أن غياب طالبان لم يضر بالاجتماع، مؤكدا أن الاجتماع كان مفيدا لوجود حاجة إلى الخوض في مناقشات ومداولات بين الدول الأعضاء لأن هناك تقرير سيرفع إلى مجلس الأمن وهو من طلب من الدول الأعضاء أن تكون هناك استراتيجية تتبناها، وبالتالي فالاجتماع كان مفيدا للغاية، حسب تعبيره.

لكنه استدرك القول بأنه كان سيكون أفضل وأكثر فائدة لو كانت هناك فرصة أمس (الأحد) واليوم لمناقشة نتائج هذا الاجتماع مع ممثلي حكومة طالبان، مشيرا إلى أن ذلك لم يتحقق الآن لكنه سيتحقق لاحقا.

وبخصوص المشاورات مع طالبان بشأن تعيين مبعوث أممي لأفغانستان، الأمر الذي تعارضه الحركة، شدد على أنه من المهم أن يكون هناك تشاور كامل مع طالبان ليتم تحديد دور ومهام ومسؤوليات المبعوث الأممي لجعل الأمر جاذبا من منظور الحركة، ولذلك فبدء هذه المشاورات أمر منطقي وضروري.

وعن إمكانية حضور طالبان الاجتماع المقبل برعاية الأمم المتحدة، أجاب " سنلتقي في إطار الصيغة القائمة وأعتقد أننا سنجد حلا أسهل يضمن مشاركة طالبان في الاجتماع المقبل".

واستضافت قطر على مدار يومين الاجتماع الثاني للمبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور ممثلي 25 دولة ومنظمة وآخرين عن المجتمع المدني الأفغاني، وذلك لمناقشة كيفية التعامل مع المشاركة الدولية المتزايدة في أفغانستان، فيما غابت طالبان عن الاجتماع.

وقال ممثل طالبان المعين لدى الأمم المتحدة ورئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة سهيل شاهين معقبا على غياب حكومة طالبان، إنهم طلبوا أن تكون لهم مشاركة كاملة في كل الجلسات لكن لم يتم تلبية طلبهم ولذلك لم يشاركوا.

وسبق أن استضافت الدوحة اجتماعا دوليا للمبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان برعاية الأمم المتحدة في مايو العام الماضي، وغابت طالبان عن الاجتماع حينها لعدم توجيه الأمين العام أنطونيو غوتيريش الدعوة إليها للمشاركة.