الأمم المتحدة 15 فبراير 2024 (شينخوا) أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون يوم الخميس على أهمية الدور الحاسم للتعاون الدولي في مواجهة التحديات متعددة الأوجه التي يشكلها الإرهاب.
ودعا تشانغ، في كلمة ألقاها أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب، إلى اعتماد النهج الصحيح وكذا إرادة سياسية قوية في مكافحة الإرهاب.
وأشار تشانغ إلى أن "النطاق الواسع للأنشطة الإرهابية، وشبكاتها التنظيمية المعقدة، والتنقل المتكرر للأفراد يجعل من الصعب على أي دولة بمفردها التصدى لهذه الأمور والقضاء عليها بشكل مستقل".
ودعا المجتمع الدولي إلى مكافحة جميع المنظمات الإرهابية والأفراد الإرهابيين الذين حددهم مجلس الأمن من خلال تبني "مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام"، ودعم الأمم المتحدة في الدور التنسيقي المحوري الذي تضطلع به في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، وتنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة وإستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب تنفيذا كاملا.
وأعرب تشانغ عن رفضه الشديد لـ"أية معايير مزدوجة"، ومعارضته لـ"مكافحة الإرهاب الانتقائية"، وأدانته لتسييس قضايا مكافحة الإرهاب واستخدامها كأداة.
وشدد أيضا على أهمية التركيز على المجالات الرئيسية ومواصلة تخصيص الموارد على النحو الأمثل.
وسلط المبعوث الضوء على تمركز القوى الإرهابية في أفغانستان، حيث تتعاون جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، في إشارة إلى فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، وحركة تركستان الشرقية الإسلامية مع بعضها البعض، وهذا لا يعرض أمن أفغانستان للخطر فحسب، بل يهدد أيضا السلام والأمن الإقليميين.
وقال إنه "يتعين على المجتمع الدولي أن يظل يقظا للغاية، ويتحد لمكافحة جميع القوى الإرهابية، ويعمل على الحؤول دون أن تصبح أفغانستان مركزا للمنظمات الإرهابية مرة أخرى".
ولفت الانتباه إلى الوضع الخطير للإرهاب في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، وعزا الظروف الخطيرة إلى عدم كفاية القدرة على مكافحة الإرهاب.
وحث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على بذل جهود للمواءمة مع احتياجات الدول الأفريقية، وتقديم المزيد من الدعم للموارد، ومساعدة الدول الأفريقية على تعزيز قدراتها التشريعية والقضائية وقدراتها على إنفاذ القانون، وتحسين "فعالية مكافحة الإرهاب".
علاوة على ذلك، شدد المبعوث على ضرورة اتخاذ إجراءات شاملة لمعالجة "الأسباب الجذرية" للإرهاب. وقال إن "الإجراءات الأمنية وحدها لا تكفي للقضاء على الإرهاب".
وسلط تشانغ الضوء على أهمية حل القضايا الساخنة سياسيا "لمنع الجماعات الإرهابية من استغلال حالات الصراع"، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لكسر الحلقة المفرغة المتمثلة في "الفقر الذي يولد الإرهاب" و"الإرهاب الذي يؤدي إلى الفقر"، والتركيز على تعليم الشباب وتوظيفهم للحؤول دون تأثر الشباب بالمنظمات الإرهابية.
وذكر أن الصين تعطي دائما الأولوية للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وتنخرط فيه بنشاط، وتساعد البلدان النامية ولا سيما الأفريقية منها على تعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وتدعم كيانات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب من خلال صندوق الصين والأمم المتحدة للسلام والتنمية.
وقال المبعوث إنه بالنظر إلى المستقبل، تلتزم الصين بالتعاون مع جميع الأطراف لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين تنفيذا كاملا، ومكافحة جميع أشكال الإرهاب، ودعم السلام والأمن الدوليين بشكل جماعي.