بيروت 6 فبراير 2024 (شينخوا) أكد وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه اليوم (الثلاثاء) لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي على أولوية حفظ التهدئة في جنوب لبنان ووقف العمليات العسكرية الجارية بين حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي على خلفية الحرب في غزة.
جاء ذلك بحسب ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية في بيان صدر عن مكتب ميقاتي عقب مباحثاته مع الوزير الفرنسي الزائر.
وأشار الوزير الفرنسي خلال الإجتماع إلى أن زيارته للبنان تندرج في إطار جولة لعدد من الدول في سياق المساعي الدولية لوقف الحرب في غزة وحفظ الاستقرار في لبنان وإبعاد الأخطار عنه.
وأكد أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل مواجهات عسكرية وقصفا متبادلا بين حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، ما يثير مخاوف دولية من تصاعدها إلى حرب واسعة.
وشدد سيجورنيه على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة أساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة.
وتشغر سدة الرئاسة اللبنانية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، وفشل البرلمان اللبناني على مدى 12 جلسة كان آخرها في 14 يونيو الماضي، في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وكان سيجورنيه الذي وصل إلى بيروت اليوم استهل لقاءاته في لبنان بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري الذي أوضح مكتبه في بيان أن البحث تناول تطور الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.
والتقى الوزير الفرنسي قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وأكد له على أهمية دور الجيش في حفظ أمن لبنان واستقراره خلال الظروف الراهنة، في حين شكر عون بحسب بيان لقيادة الجيش، السلطات الفرنسية لدعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية.
كما أجرى سيجورنيه مباحثات مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الذي وصف الاجتماع بالجيد.
وقال بوحبيب في دردشة مع الصحفيين عقب الاجتماع "الفرنسيون يهمهم لبنان وسلامته ، وقد نقلوا لنا أجواء إسرائيل التي تريد إرجاع المستوطنين المهجرين من الحدود مع لبنان وعددهم حوالى 100 ألف"، مضيفا أنه "حتى الساعة لم نتبلغ أنهم يقبلون بالسلام الذي نطالب به".
وأضاف "نحن نطالب بتطبيق القرار 1701 كاملا، وانسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي اللبنانية التي تحتلها وإذا تحقق ذلك، تنتهي تقريبا مشاكلنا الأمنية معهم، وتبقى مشكلتنا معهم القضية الفلسطينية".
وتابع "حتى الساعة، ليس لدينا أي اقتراح منهم (الإسرائيليون)، لكننا مصرون على موقفنا".
وأكد أن "نوايا الفرنسيين جيدة تجاه لبنان"، وقال "نحن يهمنا أن يكونوا مشتركين في كل حل إقليمي أو دولي للقضية اللبنانية".
وقال بوحبيب إن "الوزير الفرنسي لم يعطنا أي اقتراح للحل"، مضيفا "إنهم يفكرون بحل أو اقتراحات، وسيطلعونا عليها عليها فور جهوزها".
وأشار إلى أن "سيجورنيه حذرنا من أن إسرائيل قد تقوم بحرب لإرجاع مستوطنيها" الأمر الذي قال عنه بوحبيب إن "مثل هذه الحرب تدل على فشلها في غزة".
وأضاف "قلنا للفرنسيين لا نريد الحرب، بل نريد الاتفاق بوساطة الأمم المتحدة والفرنسيين والأمريكيين أو أي كان، نريد الاتفاق حول الحدود، وحاليا يمكننا البحث فيها، لكنها لن تكون نهائية قبل أن يصبح لدينا رئيس للجمهورية، وكذلك يجب الا تستمر الحرب في غزة".
وأشار بوحبيب إلى أن مجيء إسرائيل إلى لبنان لن يكون نزهة فذلك سيسبب حربا اقليمية، وحزب الله ليس ابن البارحة في هذه القضايا، وإسرائيل يمكنها أن تدمر إذ لديها سيطرة جوية هائلة، لكنها لن تربح الحرب.
وعن امكانية زيادة عدد الجيش في المرحلة المقبلة على الحدود قال بوحبيب "نقترح هذا، ونطلب المساعدة لنتمكن من تجنيد حوالى 6 أو 7 آلاف جندي، ومطلبنا يلقى ترحيبا".
وأضاف من جهة ثانية "نحن في حوار دائم مع حزب الله، ولا خلاف بيننا".
وعن زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري غدا إلى لبنان، قال بوحبيب "الكل يهمه عدم اندلاع الحرب في جنوب لبنان وشمال اسرائيل والوزير المصري سيلتقي رئيسي البرلمان والحكومة".
وأوضح "نقول للموفدين الذين نلتقيهم إننا مستعدون للاتفاق (مع إسرائيل) حول الحدود (البرية)، ونود تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وحزب الله على علم بذلك".
وأضاف "ليست لدينا شروط، فهم (الإسرائيليون) من يجب ان يتوقفوا عن قضم الأراضي، وهم يحتلون أرضا لبنانية بينها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال الغجر وخراج بلدتي الماري والناقورة".
وشدد على أن "(الخط الازرق) ليس الحدود، بل هو خط الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000".
وأوضح أن "خط الحدود هو الخط الذي رسمه الفرنسيون والإنجليز العام 1923، وتم تثبيته العام 1949 في اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة".
وكانت الأمم المتحدة قد عمدت في ظل غياب حدود مرسمة بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل الى انشاء (الخط الأزرق) بينهما في العام 2000 كخط هدفه التحقق من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان.
وقد تحفظ لبنان على تحديد الأمم المتحدة لمسار الخط الأزرق، الذي لا يعتبر حدودا دولية، في 13 منطقة اعتبرها لبنان تابعة لاراضيه استنادا لاتفاقيتي الهدنة و"بولييه ــ نيوكمب".
وكانت جرت في العام 1923 مفاوضات بين سلطتي الانتداب الفرنسية والبريطانية على كل من لبنان وفلسطين حيث أفضت إلى اتفاقية "بولييه ــ نيوكمب" لترسيم الحدود اللبنانية/الفلسطينية ، فيما حددت اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل العام 1949 خط العام 1923 بأنه الخط الذي يجب على القوات المسلحة للأطراف المعنية عدم تجاوزه.